في 27 من أيلول 2008، تفاجئ أهالي قرية كفر الديك بمحافظة سلفيت بقيام مجموعة من المستوطنين بمهاجمة عدد من المنازل في القرية، حيث تزامن الهجوم وإصابة أحد المستوطنين بجراح مختلفة نتيجة عملية تبادل إطلاق الرصاص على الطريق الالتفافي المحاذي لمستوطنات بدوئيل و’عاليه زهاف’ .
ويشار أن بداية الأحداث كانت عند تجمع حوالي 60 مستوطناً عند مفترق الطرق المؤدي إلى مستوطنات ‘بدوئيل’ و ‘ عاليه زهاف’ والطريق المؤدي باتجاه الشارع الرئيسي في قرية كفر الديك وذلك حوالي الساعة التاسعة مساءً وشمل تجمع المستوطنين هذا الرجال والنساء، وكان قسم منهم مسلحاً بالرغم من مرافقة قوة من جيش الاحتلال لهم، ومن ثم بدأ المستوطنون بالتقدم نحو جهة كفر الديك عبر الطريق الرئيسي، حتى وصلوا إلى قلب قرية كفر الديك، تحت حراسة قوة من الجيش الإسرائيلي.
حيث أن المستوطنين عمدوا في البداية إلى مهاجمة منزلي (المواطن يزيد درويش الذي يسكنه 6 أفراد و منزل شقيقه زياد درويش الذي يسكنه 8 أفراد) اللذان يقعان على مدخل قرية كفر الديك، وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة على منازل المواطنين مما تسبب بأضرار فادحة في الممتلكات والمتمثلة في تكسير زجاج ومحتويات المنزلين الخارجية، وبالإضافة إلى ذلك كان المستوطنون يرددون عبارات معادية للعرب ويتلفظون بكلمات بذيئة ومسيئة، تحت سمع جنود الاحتلال، وبعد ذلك توجه المستوطنين من خلال الطريق الرئيسي حتى وصلوا منطقة الدوار التي تقع وسط القرية تحت حراسة جنود الاحتلال، حيث بدأ جنود الاحتلال بتسليط الكشافات المضيئة تجاه المنازل، في حين كان المستوطنون يضربون الحجارة صوب المنازل بغية تكسير زجاج المنازل عرف من بين أصحاب المنازل المواطن بشير الديك ‘ انظر الصورة 1’ ، وأدى ذلك إلى تكسير زجاج 4 سيارات متواجدة على جانب الطريق، عرف منهم كل من المواطنين: فتحي عدنان الديك ‘ انظر صورة 2’، حلمي يوسف قصول ‘صورة 3’، علي محمد بني جابر ‘صورة4’، أما جيش الاحتلال أخذ بعد فترة بإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي في الهواء مما تسبب في بث روح الخوف في نفوس نساء وأطفال القرية.
منزل المواطن بشير الديك
|
المواطن فتحي عدنان الديك
|
المواطن حلمي يوسف قصول
|
المواطن علي محمد بني جابر
|
يشار إلى أن أهالي القرية عشية الأحداث في القرية أخذوا بالتجمع في منطقة الحدث، مما دفع ذلك المستوطنين إلى البدء بالانسحاب من الموقع تحت حماية جنود الاحتلال، حيث استمر المستوطنين بالانسحاب بحماية جنود الاحتلال إلى أن ضمن جنود الاحتلال أن جميع المستوطنين قد تم إخلائهم من الموقع، وبعد ما حدث بحوالي نصف ساعة، حضر إلى القرية عدداً كبيراً من قوات الاحتلال الذين فرضوا حالة منع التجمع في القرية، وأخذوا من جهتهم بالتنكيل بأهالي القرية، مما أدى إلى اصطدامهم مع شباب القرية وأدى إلى إصابة 4 مواطنين بجروح مختلفة، وهم: (عبد الرحيم حسين الديك، عبد العزيز أياد إسماعيل علي احمد، احمد مصطفى موسى الديك، جودت يونس قصول، صلاح عطا الله صلاح)، حيث أصيب هؤلاء المواطنين بجروح مختلفة.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن المستوطنين قاموا بعد منتصف الليل بمهاجمة القرية مرة أخرى، ولكن يقظة أهالي القرية وتجمهرهم في ساحات القرية أعاقت عملية دخول المستوطنين إلى داخل القرية، مما دفع المستوطنين إلى مهاجمة قرية اللبن الغربية، وإثارة الرعب والفوضى بها. يقول المواطن يزيد درويش لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ لقد أدى عمل المستوطنين الى بث روح الخوف في نفوس أطفال القرية الذين لا ذنب لهم بأية حال من الأحوال، سوى أنهم فلسطينيين وجدوا على هذه الأرض، حيث تسبب في حالات إغماء و بعض حالات التبول اللاإرادي، نتيجة الخوف الشديد وذلك عند عملية مهاجمة منزلنا تحت نظر جنود الاحتلال، في حين لو حاول احدنا التصدي لأي من المستوطنين لواجه عملية قمع و تصدي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، لقد تخيلتهم عصابة تهاجم منزلنا وبالفعل صدق حدسي.
من جهة أخرى يعقب المواطن جمال الديك رئيس المجلس البلدي في القرية لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم بها المستوطنون القرية، بل خلال سنوات الانتفاضة تكرر المشهد نفسه عدة مرات و حصلت أعمال تخريب في المكان، و في كل مرة كنا نتوجه إلى محكمة شرطة الاحتلال لتقديم شكوى على المستوطنين فما كان للشرطة إلا الاستخفاف في الموضوع و عدم أخذه على نحو الجدية، فما لنا في ذلك إلا التصدي بانفسننا لمخططات الاحتلال و ممارساته التعسفية.
نبذة عن قرية كفر الديك:
الموقع: تقع بلدة كفر الديك إلى الغرب من مدينة نابلس و شمال غرب مدينة رام الله وهي من بلدات محافظة سلفيت و تقع إلى الجنوب الغربي من سلفيت.
عدد السكان: يبلغ عدد سكان بلدة كفر الديك نحو5000 نسمة.
تبلغ نسبة البطالة في القرية الآن نحو 70% القوة العاملة، تشكل نسبة الموظفين في القرية 25% أما نسبة الذين يعتمدون على الزراعة في دخلهم نحو 80% من مجمل السكان.
المساحة الإجمالية: 17,807 دونماً ومساحة مسطح القرية نحو 3,5كم2، نسبة الأراضي الرعوية نحو 1% من المساحة الإجمالية و الكلية للقرية.
المستعمرات: توجد على أراضي كفر الديك مستعمرتان ‘بدوئيل و ‘عاليه زهاف’ في الجهة الشمالية والغربية من القرية، واستولت المستعمرتان على نحو 614 دونماً من المساحة الإجمالية من القرية.