صورة
1+
2: برج امراقبة للاحتلال وشمعداناً يهودياً على ارض المواطن يوسف عمرو
وأوضح شهود عيان لباحث مركز أبحاث الأراضي أن جنود الاحتلال كانوا في العام( 2003) قد احتلوا سطح منزل المواطن ‘محيي الدين متعب’ احد سكان جبل التكروري، ولمدة خمسة شهور، وحولوا البيت إلى ثكنة عسكرية بعد أن احتلوا الطابق الثالث منه، ومنعوا صاحب البيت الذي كان يقيم في الطابق الأول من التحرك عبر مدخل البيت الرئيسي، مما اضطره إلى فتح باب خلفي في فناء منزله ليتمكن من الخروج والدخول إلى بيته.
صاحب المنزل – محيي الدين متعب – أفاد لمركز أبحاث الأراضي (( انه رفع شكوى قضائية ضد جنود الاحتلال الذين احتلوا سطح منزله))، وعرض بعض الوثائق التي تثبت ذلك، وتمكن من استصدار قرار من محكمة الاحتلال يقضي بإخراج جنود الاحتلال من منزله. وبعد أن خرج الاحتلال من منزله أقاموا أمامه برج المراقبة الحالي وسيجوا ما حوله، وأصبحت نقطة عسكرية إسرائيليه دائمة على جبل التكروري.
شهود عيان أفادوا : (( إن جنود الاحتلال قد هدموا منزلاً ضخماً للمواطن ‘ يوسف عباس عمرو ‘ وهو ما كان يعرف ب ‘ قصر عمرو ‘ وأقاموا برجهم مكانه، بعد أن كان جبل التكروري يحوي قصران قديمان احدهما قصر عمرو والآخر قصر عابدين الذي لا يزال قائماً ويشهد على تراث هذا المكان.
هذا ويشكل برج الاحتلال المقام في المكان خطراًَ دائماً على حياة المواطنين المقيمين في المنطقة، حيث يحظر جنود الاحتلال على المواطنين البناء في أراضيهم القريبة من مكان البرج، ويقوم جنود الاحتلال بمداهمة البيوت القريبة أيضاً، كما يطلقون النار دون مبرر، وأفاد احد المواطنين: (( انطلقت رصاصة طائشة من سلاح احد جنود الاحتلال المقيمين في البرج وأصابت ابني في وجهه، حيث اخترقت فكه وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، وتم إبلاغ المؤسسات الحقوقية، التي قامت بزيارتنا، ولم تتخذ أي قراراً يمنع مثل هذه الاعتداءات)).
ومع هذا كله، فقد أتم الاحتلال سيطرته على ‘جبل التكروري ‘ بإقامة شمعداناً يهودياً في المكان، وأحاطت ما حوله بالأسلاك الشائكة، الأمر الذي يدل على أسلوب جديد في الاستيطان والاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين، حيث برز في إقامة هذا الشمعدان دخول العنصر الديني في الاستيلاء على الأراضي، نظراً لما يعنيه الشمعدان لليهود.
هذا وأبدى المواطنين تخوفهم من تحول المكان إلى مزار للمستعمرين بعد إقامة الشمعدان في المكان، كذلك أبدو تخوفهم من أن يتسلل الاستيطان إلى جبل التكروري أيضاً، خصوصاً وان برج الاحتلال مقام في المكان، مما يوفر الحماية والدعم للمستعمرين في إقامة البؤر الاستعمارية في المكان، خصوصاً مع تزايد النشاط الاستعماري في قلب مدينة الخليل.
ما يرمز له الشمعدان اليهودي:
ومن الملاحظ أن الشمعدان الذي أقيم في المكان كان ذو تسعة أفرع، ومن الحديد، وبدل الشموع يحوي ‘لمبات ‘ كهربائية يتم اضائتها ليلاً، ويستخدم اليهود الشمعدان التساعي في عيد الشموع أو عيد الإهداء ( Chanukah ) كتذكار بنجاح ‘ الثورة المكابية ‘ ضد الرومان عام 165 ق.م ، وإحياء لذكرى المعجزة التي حدثت بعد ذلك الانتصار، وتلك المعجزة العجيبة على حد وصفهم هي أن الشمعدان أضاء لمدة ثمانية أيام بزيت لا يكفي إلا ليوم واحد ، ولم يكن يوجد إلا تلك الكمية القليلة من زيت الزيتون لم يدنسها الرومان ، ليستخدم في إضاءة المعبد، حسب معتقداتهم.
وفي عيد الشموع يضيئون الشمعدان التساعي لمدة أيام العيد الثمانية، فالقيمة الدينية عندهم للشمعدان التساعي تتمثل في هذا العيد، وهو بلا شك أقل تعظيما عندهم إلى حد كبير من الشمعدان السباعي، علماً ان المعقدات اليهودية تحوي نوعا ثالثاً من الشمعدان وهو السداسي، إلا انه تلاشى، وبقي التقديس الأكبر للشمعدان السباعي.
ومهما يكن الهدف من إقامة هذا الرمز’ الديني اليهودي ‘وسط مدينة الخليل، وعلى هذا الجبل ذو الموقع الاستراتيجي الذي يطل على معظم مدينة الخليل، فان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أبشع جرائمها بحق المواطنين الفلسطينيين في الخليل، وهي أول من يمنع ممارسة الطقوس الدينية الإسلامية، وما إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل إلا دليلاً واضحاً على انتهاكات الاحتلال لحرية العبادة، حتى أن جنود الاحتلال منعوا الوفود الدبلوماسية العربية والأجنبية وأعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي لأداء صلاة الظهر، قبل حوالي شهرين من الآن، بعد أن جاء هذا الوفد إلى البلدة القديمة من الخليل للتضامن مع أهلها والوقوف إلى جابنهم في وجه ممارسات المستعمرين وجنود الاحتلال بحقهم، فما كان من جنود الاحتلال الذين يقيمون على البوابات الالكترونية المؤدية إلى الحرم، إلا أن قاموا بمنع الوفد الدبلوماسي والمواطنين من الدخول إلى الحرم الإبراهيمي.
صورة 4+5: البوابات الالكترونية التي تؤدي إلى البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف تعيق وصول المواطنين وتتسبب في ازدحامات مرورية خانقة.