أقدمت مجموعة من المستوطنين، في الأول من نيسان 2009 على الاستيلاء على أربعة محال تجارية في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأفاد أصحاب المحال التجارية أن مجموعة من المستوطنين وبرفقة ما يسمى ب ‘ الإدارة المدنية ‘ وجنود الاحتلال حضرت إلى منطقة سوق الملابس في منطقة ‘ خزق الفار ‘، حيث قام المستوطنون بخلع أبواب المحال التجارية الأربع وباشرت بإعادة ترميمها.
صورة1 : جنود الاحتلال يتجولون في شوارع البلدة القديمة
جدير بالذكر أن منطقة ‘سوق الملابس ‘ و’سوق الخضار ‘ التي تقع بها المحلات المذكورة مغلقة من قبل سلطات الاحتلال منذ بداية العام 2000 .
صورة 2 : بوابة حديدية وضعها جنود الاحتلال لإغلاق سوق الملابس والخضار
وكانت المحلات الأربع المذكورة قد تعرضت للحرق مرتين من قبل مجموعات المستوطنين المقيمين في البؤرة الاستيطانية ‘ أبراهام افينو ‘ وسط البلدة القديمة من مدينة الخليل، حيث أحرقت هذه المحال بما فيها من مواد تموينية وملابس بتاريخ 19/12/2004، وبتاريخ 18/1/2006.
أصحاب المحلات التجارية كانوا قدموا شكاوى لدى شرطة الاحتلال حول اعتداءات المستوطنين على محالهم التجارية، إلا أن شرطة الاحتلال لم تحرك ساكناً بل زودتهم بأوراق ثبوتية تثبت اعتداءات المستوطنين عليهم.
صورة 3 : نقطة مراقبة لجنود الاحتلال في البلدة القديمة
المستوطنون الذين استولوا على هذه المحال مطلع شهر نيسان عملوا على إزالة الأتربة وآثار الحرق دون معرفة ما ينوون عمله في هذه المحال، علماً أن جنود الاحتلال منعوا أصحاب المتاجر من الوصول إليها، وكان برفقة المستعمرين المتطرف ‘ باروخ مازل ‘. و تعود ملكية المتاجر الأربعة لكل من :
حسام اسعد حسن بدر
حسن اسعد حسن بدر
عزام بهاء علي العويوي
حاتم بهاء علي العويوي.
حيث تقدر مساحة المتجر الواحد بحوالي أربعين مترا مربعا.
وأفاد حسام بدر لباحث مركز أبحاث الأراضي، وهو مالك احد المتاجر انه في العام 2004 حين احرق متجره، كان يحوي بضاعة بقيمة ( 300 ألف شيكل )، الأمر الذي حرمه من مصدر دخله علما انه يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، مما اضطره إلى استئجار محل تجاري بالقرب من نقطة جيش الاحتلال في منطقة باب الزاوية، أملاً منه في تأمين مصروفات أسرته، في حين أصبح أخيه حسن المعيل لأسرة مكونة من سبعة أفراد عاطلاً عن العمل، نظراً لعدم مقدرته على استئجار محل تجاري .
يشار هنا أن إقدام المستوطنين بالاستيلاء على هذه المتاجر جاء بعد عملية إحصاء نفذها جنود الاحتلال لمتاجر ومنازل في منطقة ‘ خزق الفار’ وفي محيط ‘مقهى بدران’ بالبلدة القديمة.
حيث أفاد أصحاب المتاجر لباحث مركز أبحاث الأراضي أن جنود الاحتلال قاموا بمداهمة المحال التجارية والمنازل، طالبين من مالكيها بطاقات هوياتهم وتسجيل معلومات تتعلق بعدد أفراد أسرة التاجر وعدد العمال والمستفيدين من المتجر، كذلك عدد الغرف في المنزل الذي يقطنه التاجر.
صورة 4 : المتاجر التي داهمها جنود الاحتلال لتنفيذ عملية الإحصاء
هجمة شرسة تتعرض لها البلدة القديمة: تتعرض البلدة القديمة في مدينة الخليل لمخطط استيطاني جديد بدت ملامحه تظهر للعيان، ففي الوقت الذي أعلنت فيه سلطات الاحتلال عن نيتها فتح شارع الشهداء، أقدم المستوطنون على الاستيلاء على محال تجارية في البلدة القديمة، والأمر الآخر هو ما الهدف من عملية الإحصاء وجمع المعلومات التي قام بها جنود الاحتلال في الآونة الأخيرة ؟!
لا شك أن البلدة القديمة من مدينة الخليل تمر في مرحلة تهويد حيث بدأ ذلك بتفريغها من غالبية أهلها وزرع أربعة بؤر استيطانية في داخلها وتقسيم الحرم الإبراهيمي وإغلاق مداخله ثم إغلاق مداخل المدينة ( 82 حاجز وبوابة وسدة) وكذلك إغلاق السوق التجاري – الخضار والملابس – وأمر بإغلاق حوالي (1000) محل تجاري آخر … والآن تبدأ عملية الاستيلاء على المحال التجارية عادة استخدامها لليهود المستوطنين، لمزيد من المعلومات انظر لتقرير مركز أبحاث الأراضي