أقدم مستعمر من مستعمرة ‘ماعون’ المقامة جنوب بلدة يطا بمحافظة الخليل على إطلاق أغنامه في الأراضي الزراعية التابعة للمواطن جمال ربعي، من خربة التواني جنوب بلدة يطا. وأفاد المواطن ربعي لباحث مركز أبحاث الأراضي أن مستعمراً يملك ما يقدر ب’200′ رأس من الماشية يعمد إلى إطلاق أغنامه في أراضي المواطن ربعي، مما أدى إلى رعي ما يقدر بأربعة دونمات مزروعة بالشعير.
وأضاف ربعي أن المستعمر يقوم بفعلته هذه على مرأى من جنود الاحتلال الذين يوفرون الحماية للمستعمر وللراعي الذي يرافقه في رعي أراضي المواطن ربعي. يشار هنا أن المواطن جمال ربعي يملك قطيعاً من الأغنام يقدر ب ( 70 رأساً من الماشية )، وكان قد زرع أراضيه من اجل هذه المواشي، إلا أن المستعمرين قد دمروا محصوله هذا العام.
ومن الجدير ذكره أن تصرفات هذا المستعمر وتدميره لأراضي المواطنين الزراعية لم تكن الاعتداء الأول من قبل مستعمري ‘ماعون ‘ على أهالي خربة التواني المحاصرة من جهاتها الأربع، بل تتعدد الاعتداءات والأساليب التي يقوم بها المستعمرون تجاه المواطنين هناك، نذكر منها :
مطاردة رعاة الأغنام أثناء رعيهم أغنامهم في أراضيهم القريبة من المستعمرة والمهددة بالمصادرة أيضاً.
الاعتداء على أغنام المواطنين وإطلاق الكلاب تجاهها وتهديد الرعاة بالقتل من قبل المستعمرين الملثمين.
قيام عدد من المستعمرين باقتلاع عشرات أشجار الزيتون التابعة لأهالي خربة التواني.
قيام المستعمرين وبرفقة جنود الاحتلال بمطاردة المزارعين في موسم قطاف الزيتون ومنعهم من قطف ثمار زيتونهم.
في كثير من الأحيان يقوم جنود الاحتلال بمداهمة منازل المواطنين واعتقال بعضهم، وفي أكثر من مرة تفرض الغرامات المقدرة ب( 2000 – 5000 ) شيكل على بعضهم مقابل إطلاق سراحهم.
قيام جنود الاحتلال باحتجاز الجرار الزراعي للمواطن جمال ربعي، وإجباره على دفع غرامة ( 500 ) شيكل مقابل إرجاعه، فضلاً عن اعتقال خمسة من إخوانه أثناء تصديهم للمستعمرين الذين هاجموا منازلهم.
في العام 2005، قام المستعمرون بحرث المحاصيل الشتوية لأهالي التواني، مما أدى إلى تدمير عشرات الدونمات وتسويتها بالأرض بواسطة جرارات المستعمرين، وكذلك قيام المستعمرين بحرق المحاصيل أثناء جمعها في بيادر الخربة، الأمر الذي يضطر المواطنين هذا العام إلى نقل محاصيلهم إلى أماكن بعيدة خوفاً من حرقها من قبل المستعمرين.
قيام سلطات الاحتلال في بداية عام 2009، بإخطار بئرين لجمع المياه في قرية التواني، وسلمت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية تقضي بإيقاف العمل في هذين البئرين اللاتي تقوم مؤسسة ‘ العمل ضد الجوع ‘ بإعادة تأهيلها والتي تتسع لمئات الأمتار المكعبة من المياه، لتأمين مياه الشرب لأهالي خربة التواني خصوصاً ونحن على أبواب فصل الصيف.
مستعمرة ماعون تتوسع بطريقة عجيبة :
بالعودة إلى بدايات إقامة مستعمرة ‘ ماعون ‘ على أراضي المواطنين جنوب بلدة يطا، فقد بدأت المستعمرة بالظهور عبر نقطة عسكرية لجنود الاحتلال، ثم أخذت البيوت الاستيطانية تقام بجوار البؤرة العسكرية، وتتوسع شيئاً فشيئاً لتقضم آلاف الدونمات من أراضي عوائل (الهريني، أبو صبحة، أبو قبيطة )، وبعد العام 2000 ظهرت بعض الخيام التي نصبها المستعمرون على اسفح الجبال المحيطة ‘بماعون ‘ فيما قام احد المستعمرون ببناء بيت صغير خارج حدود ماعون.
في إشارة إلى بدايات توسع مستعمرة ‘ماعون’، حيث نوى المستعمرون السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من أراضي المواطنين، إلا انه وبعد محاولات جهيدة من قبل المواطنين، تمكنوا من إجبار هؤلاء المستعمرين إلى ترك سفوح الجبال، والعودة إلى داخل مستعمرة ماعون، مكونين بؤرة استعمارية جديدة أسموها ‘ حافات ماعون ‘ حيث أخذت تتوسع لتلتحم بالمستعمرة الأم، والآن يصعب إيجاد حد فاصل بين المستعمرتين.
وكان من الملاحظ لدى زيارة ‘ مركز أبحاث الأراضي ‘ لمحيط مستعمرة ماعون، تلك الأشجار الحرجية المحيطة بالمستعمرة، حيث لوحظت بعض الخيام والكرافانات المقامة بين أشجار الصنوبر الحرجية، والتي أقامها المستعمرون، في ظل التوسعات التي تقام داخل المستعمرة ، والتي لا يريدها المستعمرون أن تظهر للعيان .
صورة 5+6 : آثار توسع مستعمرة ماعون
شهود العيان من سكان المنطقة والذين تمكنوا من الدخول بين الأشجار الحرجية، اخبرونا أن هناك عشرات البيوت الاستيطانية التي تتناثر بين الأشجار الحرجية ، والتي لا يمكن مشاهدتها إلا بالدخول إلى عمق الأحراش، وأضافوا انه قبل العام 2000، كان المستعمرون يقلمون الأشجار الحرجية وفي كل عام، إلا انه بعد العام 2000 لم تقلم الأشجار، لتبقى تغطي التوسعات والكرافانات المنتشرة بين الأشجار. لم تكن معظم البيوت المقامة بين الأشجار كلها للسكن، بل لاحظنا أن بعض التوسعات كانت على شاكلة بيوت زراعية ومزارع خضار، والتي لا تظهر للعيان إلا بالاقتراب من حدود المستعمرة.
تعريف بخربة التواني
تقع خربة التواني جنوب شرق بلدة يطا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث تبعد عن بلدة يطا حوالي 20 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 250 نسمة، يديرها مجلس قروي، ويوجد في الخربة عيادة صحية ملحقة بمبنى المجلس القروي، كما تحتوي على مسجد صغير ومدرسة مختلطة حتى الصف الثامن الأساسي، وتعتمد التواني في مياه الشرب على مياه الأمطار وآبار الجمع، وفي الإضاءة تعتمد على مولد كبير كشراكة بين أبناء الخربة، ويربطها بالشارع الالتفافي – وهو المدخل الوحيد للخربة – شارع ترابي غير معبد. وتعتبر خربة التواني من ابرز القرى والخرب المحاصرة والتي تعاني من مضايقات مستمرة من قبل المستعمرين، كما أنها محاصرة من جهاتها الأربع بالمستعمرات والشوارع الالتفافية.