تقديم:
تعتبر منطقة واد قانا الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة سلفيت من أهم وأجمل المناطق الطبيعية في فلسطين، حيث ينابيع المياه العذبة الدائمة التدفق، والأشجار الحرجية التي تجعل المكان كالمتنزه العام، وحيث تحيط بالوادي جبال شاهقة خضراء، بفعل نشاط وجد واجتهاد المزارعين الفلسطينيين، الذين زرعوا الزيتون واللوز والعنب في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولوفرة المياه والينابيع في هذا الوادي، فقد زرع المزارعون الفلسطينيون فيه بيارات الحمضيات والزيتون على مساحة مئات الدونمات، ويعتبر واد قانا مصدر رزق أساسي لعشرات الأسر الفلسطينية القاطنة في قرية دير استيا. لكن الاحتلال لم يترك الوادي على حاله، بل تعمد منذ أوائل سنوات السبعينات إلى جعل الوادي هدفاً رئيسياً لأطماعه التوسعية، فزرع على قمم الجبال المحيطة به عدداً من المستوطنات، (انشأ الاحتلال على أراضي الوادي سبعة مستوطنات، من الجنوب ‘نوفيم، ‘ياكير’ ومن الشمال ‘كرني شمرون’، ‘جنات شمرون’، ‘نوف اورامين’ ومن الغرب ‘معاليه شمرون’ ومن الشرق ‘عمانوئيل’، علاوة على ما تقدم أعلن الاحتلال منذ السبعينات عن منطقة وادي قانا محمية طبيعة، حيث استغل الاحتلال والمستوطنون هذه الخطوة في محاربة الفلسطينيين ومنعهم من استغلال أراضيهم الزراعية تحت اسم محمية طبيعية، حيث يشار إلى انه خلال الأعوام الماضية تم تسجيل العديد من الاعتداءات من قبل المستوطنين الذين يقطنون في منطقة واد قانا بحق المزارعين الفلسطينيين والتي كان آخرها في 24 و18 أيار 2009. انظر الخارطة
إتلاف المزيد من الأشجار: أقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين من مستوطنة ‘كرني شمرون’ على إتلاف نحو 120 شجرة زيتون من نوع ألنبالي المحسّن عمر 2 سنة والتي تعود ملكيتها إلى المزارع هيثم منصور من بلدة دير ستيا في محافظة سلفيت حيث استغل المستوطنون فترة غروب الشمس وعدم وجود أصحاب الأراضي الفلسطينيين في المنطقة وقاموا بإتلاف أشجار الزيتون المزروعة حديثاً في المنطقة مما أدى إلى تلفها بالكامل، ومثل هذا الحال تكرر مراراً في منطقة واد قانا من قبل نفس المستوطنين الذين يتلقون الدعم والمساندة من قبل حكومتهم.
حيث وصف المواطن هيثم منصور( 34عاماً) لباحث مركز أبحاث الأراضي ما حدث بحق الأراضي التي يملكها أباً عن جد في منطقة واد قانا بالفاجعة حيث يقول في ذلك: ‘ في عام 2008م قام والدي الحاج حسن منصور (64عاماً) باستئجار قطعة ارض تعرف باسم الميادين والواقعة على بعد 2كم من مستوطنة ‘كرني شمرون’ في منطقة واد قانا حيث قام بزراعتها بأصناف مختلفة من أشجار الحمضيات إلا أن المستوطنين أقدموا تحت جنح الظلام على إتلاف كامل تلك المزروعات و البالغ عددها 300 شجرة حمضيات تحت حراسة جنود الاحتلال، إلا أن حبنا للأرض التي عشنا بها وترعرعنا بها دفعنا لإعادة المحاولة من جديد – بعدما فقدنا الدعم من أي جهة- بزراعتها بالزيتون وذلك تحت التهديد المستمر من قبل المستوطنين لنا بالقتل إن عدنا مرة ثانية للأرض الزراعية التي نملكها بالإضافة إلى القطعة التي استأجرناها لزراعتها، إلا أن إرادتنا وحبنا للأرض دفعنا مرة ثانية إلى إعادة زراعتها، ليقوم نفس المستوطنين خلال شهر أيار 2009 بخلع كافة أشجار الزيتون التي زرعناها في المنطقة، حيث أننا خلال السنوات الماضية تعرضنا إلى العديد من المضايقات من قبل المستوطنين من خلال منعنا من استغلال مياه النبع المحاذية للأرض التي نملكها علماً بان النبعة هي بالأصل ملك لنا، علاوة على إعطاب الجرار الزراعي الذي املكه من خلال وضع التراب في الداخون الخاص بالجرار الزراعي بهدف إعطاب عمله، بالإضافة إلى غيرها من المضايقات اليومية المستمرة من خلال البصاق علينا وتوجيه الشتائم لنا من قبل المستوطنين.’
شرطة حماية الطبيعة الإسرائيلية تلاحق المزارعين الفلسطينيين: شرعت ما تعرف بشرطة حماية الطبيعة التابعة للاحتلال خلال الفترة الأخيرة بمطاردة المزارعين المتواجدين في منطقة واد قانا ومنعهم من زراعة الأشجار او استصلاح الأراضي الزراعية أو حتى جني الأعشاب البرية تحت حجج أن تلك المنطقة محمية طبيعة، كما أفاد العديد من المواطنين في بلدة ديرستيا وقرية جينصافوط بأن شرطة الاحتلال تمنع المواطنين من وضع السموم للخنازير البرية المنتشرة في المنطقة، في ظل ما نشر من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وأثره على البيئة وصحة الإنسان وذلك بحجة أن تلك الحيوانات هي حيوانات برية وتقوم الشرطة بتحرير العديد من المخالفات لعدد كبير من المزارعين لهذا السبب، علماً بأن الخنازير البرية والتي تمنع سلطة حماية البيئة الإسرائيلية قتلها تسببت بإلحاق الضرر بمجمل الحياة الزراعية في الوادي، حيث تناقصت مساحة الأراضي المزروعة بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً، وفقد واد قانا أكثر من نصف أراضيه الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أرضه كما أن الأراضي الزراعية المحاذية مباشرة للمستوطنات قد تحولت إلى أراض بور غير صالحة للزراعة نتيجة تكثيف المستوطنين لاعتداءاتهم على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستوطنات المقامة وقد أدى ذلك إلى إضعاف قدرة أعداد من المزارعين على مواصلة استغلال أراضيهم.
صورة 2: المستوطنون الإسرائيليون يتنزهون في واد قانا
المستوطنات الإسرائيلية تهدد بيئة واد قانا: يشكل وجود المستوطنات خطورة كبيرة من الناحية البيئية على واد قانا، فمستوطنة ‘عمنوئيل’ على سبيل المثال تصب مجاريها في الوادي، حيث عملت مياه المجاري العادمة على تلويث عيون (الجوزة، والفوار) كما وتصل مياه المجاري حتى برك البصة وبركة الجمال، في حين تلوث المجاري الينابيع والبرك الواقعة في منطقة الوادي الغربية من مستوطني ‘كرني شمرون’ و’معاليه شمرون’ حيث يقع في هذه المنطقة عين التنور بشكل خاص والتي تكفي مياهها لري ما يزيد عن مائتي دونماً. كما تتعرض المنطقة عامة لإلقاء النفايات في الأراضي الزراعية من قبل مستوطنة ‘عمنوئيل’ وذلك كمحاولة للتخلص من مخلفات مصانعها كما هو الحال في مصنع المخللات الذي تنساب المياه الصادرة عنه في الوادي مسبباً العديد من المشاكل للسكان في المنطقة و للأراضي الزراعية فيها.
* معلومات عامة عن مستوطنات وادي قانا:
الرقم |
اسم المستعمرة |
سنة التأسيس |
مسطح البناء |
المساحة الكلية |
عدد المستوطنين لغاية عام 2004م |
1 |
كرني شمرون |
1978 |
1351 |
7339 |
6170 |
2 |
معاليه شمرون |
1980 |
216 |
1903 |
549 |
3 |
ياكير |
1881 |
342 |
1364 |
960 |
4 |
عمانوئيل |
1982 |
328 |
1909 |
2585 |
5 |
غنات شمرون |
1985 |
484 |
N.A |
N.A |
6 |
نوفيم |
1989 |
248 |
331 |
414 |
7 |
نوف اورنيم |
1991 |
153 |
N.A |
N.A |
المجموع |
3122 |
1746 |
10678 |