أعلنت سلطات الاحتلال مؤخراً عن قرار بإنشاء شبكة لمياه الصرف الصحي لصالح مستوطنة ارائيل في شمال الضفة الغربية، بحيث يتضمن القرار الجديد القديم الصادر في أيلول 2007م والذي تم نشره في حزيران 2009م والصادر عن دائرة البنى التحتية في الإدارة المدنية الإسرائيلية) إقامة أنبوب لضخ مياه الصرف الصحي بطول 3.5كم مروراً بأراضي بلدة كفل حارث (2كم) وقرية مردا (1.5كم) في المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من جدار الفصل العنصري المحيط بمستعمرة ‘ارائيل’ (خارج الجدار العنصري)، بحيث يبدأ هذا الأنبوب من الشبكة الرئيسية للصرف الصحي داخل مستعمرة ‘ارائيل’ وينتهي في حوض تجميع المياه العادمة التابع لمستعمرة ارائيل في الجهة الشمالية الغربية من المستعمرة.
الآثار السلبية على أصحاب الأراضي المتضررين:
مصادرة نحو 20 دونماً من الأراضي الزراعية في المنطقة لصالح أعمال إنشاء خط مياه عادمة، علماً بأن الأراضي التي سوف يمر عبرها هذا الأنبوب تعود للمواطنين: عدنان عبد الخالق بوزيه، يوسف عبد الخالق بوزيه من بلدة كفل حارث ونصفت الخفش ومهند احمد الخفش من قرية مردا، وستصبح تلك الأراضي والمناطق المحيطة منطقة يمنع الفلسطينيين من الوصول إليها او حتى استغلالها.
يتزامن هذا القرار مع قرار آخر يمنع بلدية سلفيت من إقامة محطة لتنقية مياه المجاري الصادرة عن مدينة سلفيت ، حيث تعود جذور هذه المشكلة منذ عام 1999م حين باشرت بلدية سلفيت بإنشاء محطة لتنقية المياه العادمة الصادرة من مدينة سلفيت في منطقة المطوي غرب المدينة، إلا أن المحطة تم توقيفها بحجة وقوعها في المنطقة المصنفة Cمن اتفاق أوسلو، وعندما حاولت بلدية سلفيت إجراء التراخيص اللازمة للاحتلال لتلك المحطة فوجئت بلدية سلفيت بالرفض من قبل الاحتلال وتم الاستعاضة عن ذلك بمخطط جديد من قبل الاحتلال بإقامة محطة تنقية مشتركة فلسطينية – إسرائيلية، الأمر الذي لاقى رفض قاطع من قبل الجهات الفلسطينية المختلفة الحكومية والأهلية لهذه الفكرة كون مستعمرة ‘ارائيل’ مستعمرة غير شرعية مقامة على أراض مغتصبة فلسطينية، وتم البحث عن منطقة أخرى لإقامة محطة تنقية فلسطينية بحيث تكون في المناطق المصنفة Bمن اتفاق أوسلو و تم اختيار منطقة تبعد على مسافة 500 متر عن الموقع القديم، وعندما باشرت بلدية سلفيت في إقامة المحطة، لم تلقى الدعم المالي من قبل الممولين كون المنطقة بعيدة عن مركز المدينة وبالتالي سوف تكون تكلفة التنقية باهظة الثمن، وما تزال المشكلة عالقة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، حيث يعتبر الاحتلال العائق الأول في إقامة تلك المحطة التي بدونها تحولت منطقة واد المطوي (500 دونم تقريباً) الخصبة إلى مكره صحية بسبب سريان مياه المجاري الصادرة من مستعمرة ‘ارائيل’ ومدينة سلفيت بها على عمق 8كم غرباً.
معلومات عامه عن مستعمرة ارائيل:
تأسست مستعمرة ‘ ارائيل’ سنة 1978، و تقع على بعد 22 كلم إلى الشرق من خط الهدنة (الخط الأخضر)، وترتبط بكيان الاحتلال عبر الطريق المعروف باسم عابر السامرة رقم 5. ويبلغ مسطح البناء للمستعمرة 5226 دونم، ويبلغ عدد سكانها 16,053 مستوطن إسرائيلي، وتقع المستعمرة على أراضي القرى الفلسطينية وهي: مردا، إسكاكا، سلفيت، كفل حارس. (المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي).
و تعتبر مستعمرة ‘أرائيل’ ثاني اكبر مستعمرة إسرائيلية بعد ‘معاليه أدوميم’ في الضفة الغربية. والتي تضم كتلة كبيرة من المنطقة الصناعية، والفنادق وكلية تعرف باسم كلية يهودا والسامرة.
صورة 2+3 + 4: مستعمرة ارائيل
الجدار العنصري نهب مزيداً من الأراضي الفلسطينية: قامت سلطات الاحتلال في عام 2003 بإقامة جدار الفصل العنصري حول مستعمرة ‘ارائيل’ في محافظة سلفيت ‘ تحت مسمى الأمن’، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية آنذاك بتجريف مساحات شاسعة من أراضي اسكاكا ومردا وكفل حارس بالإضافة إلى مدينة سلفيت بالإضافة إلى اقتلاع الأشجار المثمرة هناك. بالرغم من أن محكمة العدل العليا التابعة للاحتلال الإسرائيلي أصدرت قرارات بوقف بناء الجدار في المنطقة عدة مرات بسبب التماسات إلى المحكمة التي طرحت من قبل الفلسطينيين المقيمين في القرى المجاورة.
حزام ‘ أمني في محيط كل مستعمرة لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية: في أيلول 2005م، صرح نائب وزير الحرب الإسرائيلي عن مخطط لبناء ما يسمى (أصابع ارائيل) وهو عبارة عن توغل لجدار الفصل العنصري داخل الضفة الغربية، بحيث يذهب إلى عمق 22 كيلومتراً. في إطار الاستيلاء على الأراضي 120,000 دونم من أراضي الضفة الغربية ضاما بذلك عدد من المستعمرات التي تقع في محيط مستعمرة ارائيل مثل (رفافا، بركان، كريات نتافيم، عمانوئيل، تجمع معاليه شمرون إلى هذا الاصبع) ، وبحسب منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان فإن هذا المخطط سرعان ما عدل عنه في بداية عام 2008م وتم الاستعاضة عنه بإقامة حزام امني حول كل مستعمرة في المنطقة.
يذكر أن الأثر البيئي لمستعمرة ‘ارائيل’ أثير عدة مرات في المنابر الاعلامية الفلسطينية وفي بعض المؤسسات الدولية والتي تعنى بحقوق الإنسان، واعد عن ذلك عدة تقارير صحية إلا انه على ارض الواقع لم يتغير أي شيء إلى الآن بل على العكس أزدادت الملوثات الناتجة عن تلك المستعمرة، بل أن فكرة توسيع تلك المستعمرة هو تمهيد لمزيد من الملوثات البيئة وانتشار الأمراض في المنطقة.
تدفق مياه المجاري يلوث بيئة القرى الفلسطينية: إن الخطر الحقيقي الكامن من تدفق مياه مجاري مستعمرة ‘ ارائيل’ إلى كل من الأراضي الفلسطينية في ( سلفيت، بروقين، وكفر الديك) هو تشويه البيئة الجميلة في المنطقة ويسبب الإحباط من الناحية النفسية بسبب الروائح الصادرة عن المياه العادمة وتفاعلاتها مع تربة المنطقة، كما أن المزروعات والحيوانات الأليفة التي تعتمد على رعي الأعشاب كمصدر لغذائها مهددة بالتسمم البيولوجي وقد تنتقل الأمراض من خلال هذه الحيوانات والمزروعات إلى الإنسان وقد يكون التأثير سريعاً أو تراكمياً، هذا عدى عن المياه العادمة من دون معالجة تتسرب إلى المياه الجوفية في نلك القرى و تلوث الينابيع التي يشرب منها الفلسطينيون. [1]
لمزيد من المعلومات حول مستعمرة ارائيل والبركان انظر إلى الروابط التالية:
[1] المصدر : الارتباط المدني الفلسطيني / سلفيت