نبذة عن مدينة الخليل: تقع مدينة الخليل جنوب غرب القدس، وتبعد عنها 36كم، وهي ثاني اكبر مدينة في الضفة الغربية بعد مدينة نابلس حيث يبلغ عدد سكانها 200,000 نسمة ومساحة حدودها البلدية 50.15 كم2 [1]ويتراوح ارتفاعها من930 متراً إلى 1027عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط. ويعد تل الرميدة من أقدم المواقع الأثرية في مدينة الخليل. والخليل مدينة عريقة تعد من أقدم مدن العالم، ويتضح من خلال الحفريات الأثرية في تل الرميدة سنة 1964 أنها تعود إلى 3500 ق.م ‘ العهد البرونزي المتقدم’ وأن سكانها الأوائل من الآموريين[2].
112 حاجزاً لحماية 500 مستوطن داخل الخليل
قسمت المدينة بموجب بروتوكول الخليل لعام 1997 إلى الخليل1 والخليل 2، حيث أن الخليل 2 تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية على مساحة 20% من المدينة، ويسكن الخليل2 حوالي 40,000 فلسطيني و500 مستوطن إسرائيلي يحرسهم 2000 جندي أما الـ 80% المتبقية فخصصت للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية ولكن بعد إعادة احتلال مناطق A في الضفة الغربية من قبل الجيش الإسرائيلي في نيسان 2002 عادت المدينة إلى السيطرة الأمنية الإسرائيلية حتى هذه اللحظة ‘ أي آب 2009 تاريخ إعداد التقرير’. أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قلب مدينة الخليل 112 حاجزاً وسدة ترابية وإسمنتية لحماية 500 مستوطن يسكنون في قلب المدينة.[3].
وتشكل هذه الحواجز عقبات يومية للمواطنين وتعرقل تحركاتهم داخل المدينة، وخاصة في البلدة القديمة منها ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف.
45 ألف مواطن فلسطيني داخل مدينة الخليل تحولت حياتهم الى جحيم بفعل 500 مستعمر إسرائيلي:
أبدى رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخليل ‘ماتيو بيناتي’، قلقه من ممارسات المستوطنين ضد المواطنين في بلدة الخليل القديمة والقيود الصارمة المفروضة على حرية تنقلهم على حياتهم اليومية، مشيراً أن ما يقارب ستمائة مستوطن يعيشون وسط 45 ألف مواطن فلسطيني جعل حياتهم صعبة جدا في العديد من النواحي.
وأشار بيناتي- في مقابلة مع صحيفة القدس المقدسية- نشرت في 26 يونيو 2009 ، بأن ‘التدابير الأمنية المشددة التي تفرضها إسرائيل بإقامتها العديد من نقاط التفتيش وإغلاقها العديد من الطرق أمام المواطنين وعدم السماح لهم بالدخول إلى المناطق التي يعيشون فيها بالسيارات’. أدى إلى صعوبة الحياة لدى الفلسطينيين وتحول حياتهم الى جحيم لا يطاق’
واضاف بيناتي ان مئات الأسر الفلسطينية تضطر إلى اجتياز نقاط التفتيش لشراء الغذاء على سبيل المثال وهي تواجه في غالب الأحيان تهديدات المستوطنين في نقاط التفتيش، مشيرا أن النساء على وجه الخصوص هن الأكثر عرضة لهذا النوع من سوء المعاملة، بالإضافة انه لا يسمح للمواطنين الفلسطينيين السياقة في كثير من هذه الشوارع، ما يجبر النساء على عبور نقاط التفتيش سيرا على الأقدام. ويضطر المسنون بسبب الطرق المغلقة إلى جر أكياس التسوق على مسافات طويلة، مشيرا أن سيارات الإسعاف التي تنقل السكان الفلسطينيين إلى المستشفى في حالات الطوارئ أن تواجه تأخيرات طويلة في نقاط التفتيش، مما أجبر العائلات على حمل مرضاها على نقالات أو على ظهور الحمير لنقلهم إلى نقطة التقاط حيث تنتظرهم سيارة إسعاف’.
وأكد بيناتي أن ‘الحياة الاقتصادية في بلدة الخليل القديمة أصابها الركود تقريباً بسبب القيود المفروضة على حرية التنقل والعنف الذي يمارسه المستوطنون، منوها أن بعض أصحاب المتاجر تلقوا أوامر من الجيش بإغلاق أبواب محلاتهم، وفقد البعض الآخر زبائنهم، وذلك لأن الفلسطينيين يخشون الاقتراب من المستوطنات اليهودية، مشيرا أن الفقر أصبح متفشياً ، حيث أن الدراسة التي أعدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الأسر في المناطق المحظورة بالمدينة القديمة في الصيف الماضي أن 86 في المائة من العائلات تعيش في حالة من الفقر النسبي، إذ لا يتجاوز دخل الفرد فيها 97 دولاراً شهرياً لتوفير الغذاء والملابس وغيرها من نفقات المعيشة’.
وأوضح أن ‘معظم الفلسطينيين الذي يعيشون في الخليل القديمة اضطروا إلى وضع أسلاك أمام نوافذ بيوتهم والإبقاء عليها مغلقة مخافة أن يلقي عليهم المستوطنون من النوافذ بالبول أو الخضراوات الفاسدة أو الحجارة، والأطفال يخشون حتى الذهاب يومياً إلى المدرسة، لأن المستوطنين قد يهددونهم أو يرمونهم بالحجارة، مشيرا أن أصبح من الصعب جدا على الأسر العيش في هذا الجو المشحون بالتوتر المستمر.
المستوطنون يهددون بإحراق الخليل إذا فتح جنود الاحتلال طريق حارة جابر:
هدد المستوطنون بإحراق مدينة الخليل إذا نفذ وزير جيش الاحتلال أيهود باراك قراره بفتح طريق حارة ‘جابر’ التي يطلقون عليها اسم ‘محور صهيون’ أمام حركة المركبات الفلسطينية التي منعت من سلوك الطريق المذكور منذ 9 سنوات، فقد قال مستوطن وصف في المواقع الالكترونية الإسرائيلية بمصدر كبير في أوساط المستوطنين بان الخليل ستحترق إذا فتحت الطريق المذكورة.
يشار هنا أن سلطات الاحتلال كانت قد وزعت مطلع نيسان 2009 بياناً عسكرياً ادعت فيه أنها ‘تنوي فتح الشارع المذكور الواصل بين حارة جابر والحرم الإبراهيمي’ لتسهيل حركة الفلسطينيين على هذا الشارع ‘ والمقصود بهذا الشارع هو الشارع المجاور لمبنى الرجبي والموصل إلى الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة، إلا أن البيان طلب من المواطنين القاطنين في محيط مبنى الرجبي إعطاء تفاصيل مركباتهم لإدارة التنسيق والارتباط لاستصدار تصاريح لهم ليتمكنوا من العبور على هذا الشارع، إلا انه لم يتم تنفيذ أي شيء من هذا القرار، بل ازدادت مضايقات جنود الاحتلال المتواجدون على الحاجز العسكري على مدخل الشارع.
ويبلغ طول طريق حارة ‘جابر’ أو كما يحلو للمستوطنين تسميتها بـ ‘محور صهيون’ عدة مئات من الأمتار فقط وتبدأ من مخرج ‘كريات أربع’ وتنتهي بمنطقة الحرم الإبراهيمي، وأغلق القسم الشمالي منها عام 1994 أمام حركة المركبات الإسرائيلية وفي عام 2000 أغلق القسم الجنوبي منه أمام حركة السيارات الفلسطينية .
لمزيد من التقارير حول البلدة القديمة:
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي
[2] المصدر: بلدية الخليل.
[3] المصدر: تصريح صحفي للسيد خالد عسيلي رئيس بلدية الخليل.