الاعتداء : منع المزارعين من جني ثمار الزيتون من خلال اعتداء المستوطنين عليهم.
الموقع: أراضي قرية قريوت جنوب محافظة نابلس.
التاريخ: 25 تشرين أول 2009.
الجهة المعتدية: مستوطنو شيلو، عيلي، شفوت راحيل، معاليه ليفونا.
المتضررون: مزارعو قريوت.
الانتهاك:
مع بداية موسم الزيتون الذي ينتظره أهالي قرية قريوت بنفاذ الصبر، رغم ما عانوه من آلام على مدار السنوات القليلة الماضية بسبب هجمات المستوطنين المتطرفين الذين يتوزعون في 4 مستوطنات وعدد من البؤر الاستعمارية المزروعة على أراضي القرية وتحيط بها من جهاتها الأربع، حيث في هذا العام الذي لا يوجد به أي اختلاف او مقارنة عن الأعوام الماضية والذي شهد فيه تصعيد لاعتداءات المستوطنون على أهالي ومزارعي قرية قريوت، والذي اخذ هذا العام عدة أشكال والمتمثلة بالتالي:
1- فرض الاحتلال على أصحاب الأراضي الزراعية المحاذية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية أوقات محددة يسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم الزراعية لجني ثمار الزيتون، حيث أن الفترة الزمنية التي تم تحديدها لمدة 3 أيام ابتداء من 17 -19 أيلول، وهذه الفترة لا تكفي المزارعين لجني ثمارهم بسبب طبيعة الارض الجبلية وبعدها عن مركز القرية، علماً بأنه يوجد قرابة 9 آلاف دونماً من أصل 14 ألف دونم من أراضي قرية قريوت منطقة مغلقة عسكرياً ( 60% كانت في الماضي مزروعة بالحبوب والزراعات الحقلية، ومصدر دخل أساسي لمعظم المزارعين بالقرية )، والآن أصبح أصحاب تلك الأراضي لا يستطيعون الوصول إليها منذ بداية انتفاضة الأقصى بسبب مضايقات المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي حيث يمنع الاحتلال أصحاب هذه الأراضي الوصول إليها إلا فقط في موسم الزيتون، حيث تتركز هذه الأراضي في مواقع:
أحواض المراح الغربي، الصنعة، خلة الشريق والكرمل الغربي، وهي تقع في محيط مستوطنة ‘عيلي’.
أحواض سيلون، المرجان، وهي تقع في محيط مستوطنة ‘شيلو ‘.
أحواض راس مويس وعين الحمام ومنطقة السهل وهي تقع في محيط مستوطنة ‘شفوت راحيل’.
علاوة على الأراضي في محيط البؤر الاستيطانية العشوائية وهي البؤرة الاستيطانية هيفال، والبؤرة الاستيطانية غلعاد البؤرة الاستيطانية هاد معاد والبؤرة الاستيطانية عيلي B .
2- قيام المستوطنون في المستوطنات المحيطة بمطاردة المزارعين واطلاق الرصاص الحي والمطاطي باتجاههم، رغم حصول المزارعين على تنسيق مسبق خلال موسم الزيتون الحالي 2009 من قبل الاحتلال للوصول إلى أراضيهم الزراعية المحيطة بالمستوطنات، حيث نتج عنها اصابة العديد من المواطنين بجروح وأضرار مختلفة، ففي يوم الأحد 25 من شهر أيلول 2009، أقدمت مجموعة متطرفة من مستوطنة ‘شفوت راحيل’ على الاعتداء على مجموعة من المزارعين في منطقة عين الحمام حيث نتج عن ذلك اصابة العديد من المزارعين بجروح من ضمنهم الحاج محمد شحادة مقبل (70عاماً) والذي أصيب بجروح وكسور في منطقة الكتف عندما هاجمه هؤلاء المستوطنين أثناء قيامه بجني ثمار الزيتون وحاولوا طرده من المكان علماً بأن الحاج شحادة يمتلك أراض زراعية تقدر بنحو 40 دونماً كان منذ نعومة أظافره يزرعها بالقمح والخضار، علاوة على الزيتون ويمتلك إثباتات وإخراج قيد تأكد ملكيته لأرضه وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لاعتداء المستوطنين أثناء توجهه إلى أرضه الزراعية حيث تعتبر الارض الزراعية بمثابة الابن بالنسبة له ولا يستطيع التخلي عنها او تركها لو ليوم واحد، كذلك أصيبت في العملية المواطنة إسراء روحي بدوي ( 22عاماً) بجروح في منطقة العين.
يعقب الحاج محمد شحادة مقبل بالقول لباحث مركز أبحاث الأراضي: ((لم يتبق من قريوت شيء، فالاستيطان ابتلع الأرض وابتلع الشجر وهو يعمل على ابتلاع البشر، قريوت ارض زراعية وهي اليوم تتحول إلى قرية مهجورة بعد أن كانت نقطة للالتقاء ومركز للقرى المحيطة بتلك المنطقة لقد صادروا ارضي وتبلغ مساحتها 80 دونماً كلها مزروعة بالقمح وشجر الزيتون، زرعتها مع والدي وكان يقطفها أبنائي وأحفادي، وقد كانت مصدر رزق لنا نعتاش منها نحن وعائلاتنا، وللأسف الشديد الأرض ضاعت، وكل يوم أحاول أن أصلها وكنت بالسابق أحاول قطف أشجار الزيتون ولكنهم اعتدوا علي بالضرب، وقاموا في نهاية المطاف بقلع الأشجار وحرقها. إن الاعتداءات لا تقتصر على مصادرة الأرض وفرض السيطرة، فبين الفينة والأخرى يقوم قطعان المستوطنون بالاعتداء على المواطنين في القرية بالضرب والأسلحة، ناهيك عن المضايقات على الطرقات ومنع الناس من التنقل والحركة)).
3- في 23 من شهر تشرين أول 2009، أقدم المستوطنون كرد انتقامي من المزارعين في قرية قريوت على خلع 5 اشجار زيتون تعود ملكيتها للمواطن عبد الباسط تيسير نوباني في منطقة واد علي المحاذية لمستوطنة ‘عيلي’، حيث لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنين على إتلاف الأراضي الزراعية، بل شهد العام الماضي أعمال حرق وتكسير وسرقة ثمار الزيتون في نفس المنطقة وخلال موسم الزيتون، وذلك تحت نظر شرطة الاحتلال الإسرائيلي الذين بدورهم لا يتحركون ساكناً في كبح جماح المستوطنين.
يعقب رئيس المجلس القروي السيد عبد الناصر بدوي قائلا: ‘ كل عام يهاجم المستوطنون المزارعين الفلسطينيين ويقومون بالاعتداء عليهم بالضرب، اعتدوا بالضرب على المواطن عبد الغني ، وعائلة جبر الخطيب، وضربوا أبو وائل وأبناءه، لا أحد في القرية يضمن موسم زيتون بلا آلام ، حيث أنني اشكك في إقدام قوات الاحتلال على كبح جماح المستوطنين رغم أن هناك جداول تنسيق لكن الأيام غير كافية لجني الثمار من المناطق المحاذية للمستوطنات.
لمحة عامة عن قرية قريوت[1]:
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس على بعد 20كم يصل إليها طريق محلي يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – القدس طوله 4.5 كم علما بأنه مغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م . تبلغ مساحة أراضيها 8,471 دونماً منها 312 دونماً مساحة مسطح البناء، وبلغ عدد سكان القرية 2,321 نسمة>
وصادر الاحتلال الإسرائيلي منها 1332 دونماً لصالح المستعمرات التالية:
مستعمرة شيلو: صادرت من أراضي قرية قريوت نحو 779 دونماً، وبلغ مسطح البناء لها 1347 دونماً، وتأسست عام 1978. صورة 1.
مستعمرة عيلي: صادرت من أراضي قرية قريوت نحو 553 دونماً، وبلغ مسطح البناء لها 3,360 دونماً، وتأسست عام 1984.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.