الاعتداء: استمرار منع 320 مزارعاً فلسطينياً من الوصول إلى أراضيهم خلف الجدار العنصري.
الموقع: قريتي عانين والطيبة – غرب جنين.
التاريخ: منذ الأول من تشرين ثاني 2009.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: مزارعي القريتين.
الانتهاك:
تواصل سلطات الاحتلال منع قرابة 320 مواطناً من قريتي عانين والطيبة غربي محافظة جنين من دخول أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل العنصري لقطف ثمار الزيتون وذلك منذ منتصف شهر تشرين أول الماضي، حيث يبرر الاحتلال تلك الخطوة تحت ما يسميه الأسباب الأمنية، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة طريقة ينتهجها الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خاصة خلال موسم الزيتون بهدف محي الصورة الجميلة التي تعيشها التجمعات الريفية في هذه الأيام العظيمة والهامة حيث أصبح موسم قطف الزيتون موسم عذاب بالنسبة لهم بعد أن كان أجمل مواسم حياتهم، كذلك يهدف الاحتلال إلى عزل المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم لتصبح هدف لأطماع المستعمرين وأهدافهم التوسعية، وهو بالتالي يعني للمزارعين رمز للمعاناة والآلام بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية وغير المبررة والتي تحرمهم من دخول أراضيهم بأمان، كذلك حرمانهم من فرحة قطف الزيتون وطقوسها الجميلة التي اعتاد عليها، حيث أصبح الوصول إلى الأراضي الزراعية المعزولة خلف الجدار العنصري بحاجة لمعجزة تسمى التصاريح التي تتحكم قوات الاحتلال بإصدارها وفق سياساتها الظالمة التي حرمت العديد من المزارعين من التصاريح.
صورة 1+2: الجدار العنصري يعزل أخصب الأراضي – عانين .
تجدر الإشارة إلى أن بناء سياج الفصل العنصري أدى إلى عزل آلاف الدونمات من أخصب الأراضي والمزروعة بالزيتون في عانين وزبونا والطيبة وطوره وباقة وبرطعة في منطقة جنين حيث درج الاحتلال على إلزام المزارعين بالحصول على التصاريح لقطف زيتونهم وبحسب رباح ياسين رئيس مجلس قروي عانين فان الاحتلال اصدر 350 تصريحاً من أصل 1200 طلب قدمها أهالي قريته للوصول لأراضيهم الواقعة خلف السياج أما في الطيبة فيعقب السيد محمد جبارين رئيس المجلس القروي لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ((إن المعاناة التي يعيشها أهالي قرية الطيبة كبيرة جداً حيث أصبحت حياتهم غاية في الصعوبة لأن الكثير منهم لا يسمح له بالدخول إلى أرضه التي تعتبر مصدر دخلهم ورزقهم وهناك رفض مستمر لمنح عدد كبير من المزارعين التصاريح مما يهدد بضياع الموسم لهم وخسارته ويضيف ورغم كل الإجراءات التي يمارسها الاحتلال إلا أن أهل القرية لا زالوا يتمسكون بأرضهم ويطالبون بالسماح لهم بالدخول والتنقل بأرضهم بحرية وبأمان لقطف ثمار الزيتون من اجل الحصول على لقمة العيش التي باتت صعبة جداً وليشعروا بفرحة هذا الموسم الذي ينتظره المزارع الفلسطيني طوال السنة)).
قرية عانين وجدار الفصل العنصري:
تقع قرية عانين إلى الشمال الغربي من محافظة جنين على بعد 18 كم عن مدينة جنين، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 12,272 دونماً منها 526 دونماً عبارة عن مسطح البناء في القرية، يذكر أن مقطع جدار الفصل العنصري والذي أحاط بالقرية من الجهة الشمالية والجنوبية والجهة الجنوبية الشرقية والغربية بطول 4,700 متراً، أدى إلى عزل نحو 5813 دونماً من القرية خلف الجدار العنصري، مسبباً ذلك في تحويل حياة 3691 نسمة عدد سكان القرية إلى جحيم لا يطاق، تلك القرية التي كانت تعتمد على مدينة أم الفحم المحتلة عام 1948 والمجاورة لها من الجهة الغربية اعتماداً أساسياً أصبحت بفعل الجدار العنصري من أكثر القرى المنكوبة على مستوى المحافظة[1].
قرية الطيبة وجدار الفصل العنصري:
تبعد قرية الطيبة 15 كم عن مدينة جنين، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 4000 دونماً منها 1515 دونماً مساحة مسطح البناء، وصادر الجدار من أراضيها نحو 700 دونماً، وبلغ طوله 2 كم، ويبلغ عدد سكان القرية 2500 نسمة. انظر الخارطة
يذكر أن الأراضي الزراعية في القرية والواقعة خلف جدار الفصل العنصري منها 3000 دونماً مشجرة بالزيتون المثمر، و50 دونماً عبارة عن لوزيات وما تبقى من أراضي وراء الجدار العنصري تم تدميره بالكامل بفعل قطعان الأبقار التي يطلقها مستعمرو مستعمرة شاكيد باتجاه الأراضي الزراعية هناك والتي لا يمتلك أصحاب الأراضي الأصليين القدرة عن الدفاع عنها بسبب عزلها عن القرية حيث لم تقم سلطات الاحتلال على طول الجدار العنصري في القرية إلا بوابة واحدة تحمل رقم (214) والتي تكون مغلقة معظم الأوقات وتفتح فقط خلال موسم الزيتون، حيث يشار هنا إلى أن المجلس القروي قدم احتجاجاً إلى سلطات الاحتلال على إطلاق تلك القطعان باتجاه الأراضي الزراعية الواقعة خلف الجدار العنصري إلا أن سلطات الاحتلال كعادتها تجاهلت الموضوع بالكامل.
ومن الجدير بالذكر، انه منذ إقامة الجدار العنصري على أراضي قرية عانين عام 2003، أصبح قسم كبير من عمال القرية يتوجهون إلى منطقة القدس ومن ثم إلى داخل الخط الأخضر والاتجاه شمالاً إلى مدينة أم الفحم وهي عملية مكلفة للغاية وتنطوي على مخاطرة كبيرة، وذلك بعدما كانت عملية الوصول إلى مدينة أم الفحم لا يستغرق سوى 15 دقيقة.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.