أقدم عشرات المستوطنون المتطرفون صباح يوم الاثنين الموافق الثامن من آذار 2010 والذين قدموا من مستوطنة ‘نتافيم’ الواقعة على أراضي بلدة قراوة بني حسان الشرقية غرب محافظة سلفيت على مهاجمة أراضي وأهالي البلدة في المنطقة المعروفة بـ’ نبع النويتف- الماجور’ والتي يستخدمها رعاة الأغنام والمواطنون من البلدة في توفير مياه الشرب وأعمال الزراعة في البلدة، حيث تعتبر تلك المنطقة من المناطق الزراعية والرعوية الأساسية للبلدة التي تعتبر الثروة الحيوانية والزراعة فيها من الروافد الأساسية للدخل لابناءها ومزارعيها.
يذكر أن مستوطني مستوطنة ‘نتافيم’ حاولوا في بداية العام 2010 السيطرة على النبع المذكور الذي يبعد مسافة 4كم عن مسطح البناء في بلدة قراوة بني حسان و 1 كم عن مستوطنة ‘نتافيم’ وذلك عن طريق إحاطته بسياج عازل وتجريف الأراضي الزراعية المحيطة به في محاولة منهم للاستيلاء عليه ومصادرته، إلا أن أهالي البلدة تصدوا لهم عبر المسيرات الاحتجازية والاشتباك معهم حيث تزامن اعتداء المستوطنين في ذلك الوقت مع إعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال عن نيته تجميد البناء العشوائي في مستوطنات الضفة الغربية باستثناء القدس، ورغم ذلك لا يتوانى المستوطنين عن تنفيذ مخططهم الاستعماري التوسعي بالتواطؤ مع شرطة وجيش الاحتلال ذلك من خلال إقامة بؤر استيطانية عشوائية التي بدورها أصبحت تمتد تدريجياً لتصل إلى معظم أراضي المواطنين في نفس المنطقة، الأمر الذي دفع بأهالي البلدة الوقوف في وجه هؤلاء المعتدين والتصدي لمحاولاتهم الاحتلالية ومصادرة الأراضي.
صورة 1+2+3: مستوطنو ‘نتافيم’ يحاولون السيطرة على نبع النويتف – قراوة بني حسان
من جهته عقب رئيس بلدية قراوة بني حسان السيد عبد الكريم ريان لباحث مركز أبحاث الأراضي ، قائلا:(( إن البلدة تعاني من الاستيطان والاعتداءات المتكررة منذ سنوات، حيث انه وفي اقل من شهر تعرض للضرب من قبل المستوطنين ما يزيد على 6 مواطنين عزل من أهالي ومزارعي البلدة، حيث أن قراوة بني حسان يحيط بها أربع مستوطنات مقامة على أراضيها وهي محاصرة من كل الاتجاهات، حيث تتلهم تلك المستوطنات أراضي القرية يوما بعد يوم في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية و التي هي غير معنية بالسلام وتتجه نحو التصعيد ضد شعبنا))
لمحة موجزة عن بلدة قراوة بني حسان:
تقع قرية قراوة بني حسان على تلة مرتفعة ، وتبعد عن مدينة سلفيت 13 كم مربع تقريباً جهة الغرب ، ويعود تاريخ القرية إلى ألفي سنة والدليل على ذلك وجود المقامات التاريخية والدينية العريقة فيها، حيث يقال أن أسم القرية مأخوذ من (القرى ) وتعني في اللغة العربية (إكرام الضيف ) والكرم عامة ، وهي بذلك تعني الكرم والجود..
تحيط بالقرية التجمعات السكانية الآتية : بديا من الغرب، وسرطة من الجنوب، ودير استيا وحارس من الشرق . يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 3840 ) نسمة وفق التعداد السكاني لدائرة الإحصاء الفلسطينية لعام 2008مم) ،فيما يقدر عدد سكان البلدة القاطنين في الخارج حوالي (1000) نسمة. أما العائلات في البلدة فهي ثلاث عائلات: عاصي، ريان، مرعي.
يعتمد سكان البلدة في معيشتهم على الزراعة ، فمن أهم المحاصيل الزراعية القمح والزيتون كما يعتمد سكان البلدة على العمل والتجارة وخاصة صناعة وتركيب الشايش بأنواعه المختلفة. أما الينابيع فيوجد في البلده ثلاثة ينابيع هي : بر أبي عمار، والماجور ، والمهد ويعتمد سكان القرية في مشربهم على مياه الشركة القطرية ).ميكروت التابعة للاحتلال الاسرائيلي)
يوجد في البلدة مواقع تاريخية تعود لعصور مختلفة وأهم هذه المواقع دار الضرب، والفرديس وقصور رومانية . أما المقامات الدينية فهي الشيخ علي ، وعمرو بن العاص، وعمر بن الخطاب. يشار إلى انه منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967م كانت بلدة قراوة بني حسان كغيرها من القرى و البلدات لفلسطينية محط اطماع الاحتلال ، فبلدة قراوة يوجد على اراضيها اربع مستعمرات و هي: معاليه اسرائيل ، كريات نتافيم، رفافا ، ياكير حيث تساهم تلك المستعمرات في مصادرة لاراضي الزراعية و تدمير البنية التحتية في المنطقة لصالح اطماع لمستعمرين التي لا نهاية لها . [1]