تشهد المستعمرات الاسرائيلية في الضفة الغربية منذ الأيام القليلة الماضية تسارعاً ملحوظاً في وتيرة سرقة الأراضي الزراعية وتغذية المستعمرات القائمة بعدد كبير من البيوت المتنقلة تمهيداً لتوسعة المستعمرات الاسرائيلية القائمة، وخلق حقائق على الأراضي الفلسطينية يصعب تغييرها.
يشار إلى أن هذا التصعيد من قبل المستعمرين يأتي بالتزامن مع بدء المفاوضات المباشرة للتسوية الدائمة، وهذا بدوره يعكس العقلية الاسرائيلية الرافضة لعملية السلام والمتمسكة في سياسة ابتلاع الأراضي الفلسطينية وتهويدها بالإضافة إلى تنفيذ مخطط ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية التي باتت مهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال تحت عدة تسميات مختلفة منها بهدف: إقامة مناطق عسكرية أو بناء مستعمرات أو إنشاء طرق التفافية تحيط بالقرى الفلسطينية تبتلع قسم كبير من أراضيها، حيث أن هذه الطرق تلعب دوراً كبيراً في عزل القرى والبلدات الفلسطينية بالإضافة إلى أنها تعتبر مبرراً للاحتلال في منع الفلسطينيين من البناء أو حتى أحياناً كثيرة منع الفلسطينيين من استغلال الأراضي المحيطة بتلك الطرق.
إلى الشرق من مدينة الخليل: تحديداً في موقع البقعة الذي يشهد اعتداءاً مستمراً وهجمة شرسة من قبل الاحتلال حيث استولى الجيش الإسرائيلي في 2 أيلول 2010 على مبنى المواطن سالم السلايمة وهو من ثلاث طوابق ويقطنه 17 فرداً وحوّل سطحه إلى نقطة عسكرية وتمركز الجنود عليه ورفع أعلام إسرائيلية.
كما تم الاستيلاء على بيت المواطن عبد شبانة والذي يقع على مدخل بلدة بني نعيم. وفي نفس اليوم أيضاً تم الاستيلاء على قطعة ارض للمواطن عطا جابر، وقام مستعمرو 'كريات أربع' بوضع أساسات لأرضية بناء استيطاني جديد، وكما وضعوا لافتة كتب عليها بالعبرية مستعمرة 'نفيه حيفرون' ، علماً بأن المنطقة المستهدفة تقدر بعشرات الدونمات.
ولم يكتفي الاحتلال بذلك بل نغّصَ حياة المواطنين الذين لم يكادوا يبتهجون بفتح حاجز بيت عينون الذي تم فتحه في 15 آب 2010 بعد إغلاق دام ثماني سنوات، لكن الاحتلال أعاد إغلاق الحاجز من جديد في الثاني من أيلول 2010.
ومن بداية أيلول ولا زال يعاني المواطنون من مداخل قراهم وبلداتهم التي يتمركز عليها الجيش حيث تم إضافة مكعبات ثلاثية الأضلاع على مداخل الفوار وواد الشاجنة ومفرق رابود ومثلث السموع، مما يتسبب ذلك في أزمة السير وإعاقة تنقل المواطنين وحركتهم وإعياءهم وخاصة أنهم في شهر الصوم، كما تم إغلاق مدخل منطقة الجلاجل بالصخور وإغلاق مدخل بلدة بني نعيم الرئيسي بالأسلاك الشائكة.
تجدر الإشارة إلى أن مستعمرة 'ألون موريه' والواقعة على أراضي قرى دير الحطب وعزموط وسالم من أبرز المستعمرات الإسرائيلية التي تشهد في الفترة الأخيرة أعمال توسعة وإضافة بيوت متنقلة جديدة عليها، حيث أن المستعمرة تبتلع مساحات شاسعة من الأراضي وتضم في ثناياها العديد من البؤر الاستعمارية المنتشرة بطريقة عشوائية ومتباعدة حيث تتصل مع بعضها البعض بشبكة من الطرق لتشكل المستعمرة المذكورة.
ففي الثاني من أيلول الحالي وبحسب إفادة رئيس مجلس قروي دير الحطب السيد عبد الكريم حسين لباحث مركز أبحاث الأراضي تم مشاهدة عدد من شاحنات الاحتلال وهي تقوم بنقل عدد من الكرافانات والبيوت الجاهزة إلى داخل المستعمرة تمهيداً لوضعها في محيط المستعمرة بهدف الاستيلاء على أراض جديدة وخلق حقائق على الأرض هناك.
يذكر أن مستعمرة 'ألون موريه' تأسست عام 1979م ويبلغ عدد المستعمرين فيها1097 مستعمراً، ومقامة على مسطح بناء 1,214 دونماً، وهي تشكل منذ تأسيسها معضلة حقيقية للسكان القاطنين في القرى الفلسطينية المجاورة ( دير الحطب – عزموط – سالم)، فلقد ارتبط اسم المستعمرة مع سياسة نهب الأراضي وسرقة المياه بالإضافة إلى قتل السكان وتخريب ممتلكاتهم، علاوة على الكوارث البيئية التي سببتها تلك المستعمرة.
إلى الشرق من محافظة قلقيلية تحديداً البؤرة الاستعمارية 'حفات غلعاد' المقامة على أراضي قرية اماتين، تلك البؤرة الاستعمارية التي تأسست مع بداية انتفاضة الاقصى على يد أولاد المتطرف 'غلعاد زوهر' زعيم المستعمرين في شمال الضفة، وأحد المنادين بقتل الفلسطينيين وحرقهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، حيث أن هذه البؤرة تضم بالفعل عدداً من المستعمرين المتطرفين، حيث تعتبر عقيدة طرد العرب في عقولهم، وهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية معبأة بروح عقائدية دينية تجيز لهم تعذيب الفلسطينيين والتنكيل بهم، وهذه الأفكار يتم تعزيزها في نفوس صغارهم جيلاً بعد جيل.
يشار إلى أن هذه البؤرة الاستعمارية شهدت خلال يومي الجمعة والسبت 3-4 أيلول 2010 أعمال توسعة من خلال وضع بيوت متنقلة جديدة فيها وعلى ما يبدو هو مخطط لتوسعة تلك البؤرة لاستقطاب المزيد من المتطرفين إليها، رغم القضايا التي تراوح مكانها منذ فترة طويلة في المحاكم الاسرائيلية والمقدمة من قبل عدد من المزارعين ممن يمتلكون الأرض المقامة عليها البؤرة الاستعمارية 'حفات غلعاد' ضد سرقة الأرض من قبل هؤلاء المستعمرين.
تجدر الإشارة إلى انه منذ إقامة تلك البؤرة الاستعمارية وحتى تاريخ اليوم لم يمر شهر واحد بل اسبوع واحد إلا وشهدت المنطقة أعمال عربدة من قبل المستعمرين انطلاقاً من تلك البؤرة والمتمثلة بمهاجمة المزارعين أثناء تواجدهم في حقولهم لا بل طالت اعتداءاتهم حد حرق المحاصيل وإعطاب الآليات الزراعية وقتل الحيوانات الزراعية تحت حراسة وحماية شرطة وجنود الاحتلال الذين بدورهم يعطون الشرعية والغطاء لهؤلاء المتطرفين.
إلى الشرق من محافظة نابلس، تحديداً قرية قريوت تلك القرية التي تحكي قصة مأساة حقيقية من جراء سياسة الاحتلال العنصرية، حيث ابتلع الاستيطان والطرق الالتفافية ما يزيد عن 35% من أراضي القرية من جميع الجهات، مخلفاً نكبة جديدة لسكان القرية الذين باتوا محاطين بثلاث مستعمرات وهي مستعمرة 'شيلو' من الجهة الجنوبية ومستعمرة 'عيلي' من الجهة الغربية ومستعمرة 'هيوفيل راحيل' من الجهة الشرقية والجنوبية، علاوة على الطرق الالتفافية التي تربط ما بين المستعمرات الثلاثة، وتعطي مبرراً للاحتلال بمنع أهالي القرية من الوصول إلى اكثر من 60% من أراضي القرية البالغ مساحتها 8471 دونماً بحجة حماية أمن المستعمرات والطرق الالتفافية، في حين يستغلها المستعمرون في توسعة المستعمرات الثلاث وسرقة المحاصيل الزراعية وتخريبها.
ففي الثالث من شهر أيلول الحالي، أقدم مجموعة من المستعمرين بحراسة وحماية جنود الاحتلال على مصادرة 130 دونماً في المنطقة المعروفة باسم المرجان حوض (4) والواقعة في الجهة الجنوبية من القرية على الطريق الالتفافي الذي يربط مستعمرة 'عيلي' ومستعمرة 'شيلو'، حيث تشهد المنطقة المذكورة أعمال تجريف و تغيير في معالم الأراضي الزراعية الموجودة في المنطقة، علماً بأن تلك الأراضي يمنع الاحتلال أهالي قريوت من الوصول إليها تحت ذرائع أمنية في حين يسمح للمستعمرين بسرقتها وتغيير معالمها.
إلى الغرب من محافظة سلفيت تحديداً بلدة قراوة بني حسان، وهي لم تكن أفضل حالاً من باقي البلدات والقرى الفلسطينية المحاذية للمستعمرات، ففي الرابع من شهر أيلول 2010 منع جنود الاحتلال عشرات المزارعين من الوصول إلى منطقة بئر عمار شمال شرق القرية والمحاذي لمستعمرة 'كرني شمرون'، بحجة حماية أمن المستعمرين في المستعمرة المذكورة، وتبلغ مساحة الأراضي نحو 400 دونماً يمنع أصحابها من الوصول إليها، وعلى ما يبدو أن الاحتلال قصد من وراء ذلك إعطاء الضوء الأخضر للمستعمرين من السيطرة عليه وضمه لصالح المستعمرة المذكورة أعلاه، حيث أن المستعمرين من المستعمرة المذكورة حاولوا عدة مرات السيطرة على البئر من خلال شق طرق زراعية ووضع بعض البيوت المتنقلة إلا أن يقظة أهالي البلدة حالت دون تنفيذ ذلك.
يذكر أن بئر عمار، هو احد الآبار الموجودة في بلدة قراوة بني حسان حيث يستفيد منه ما يزيد عن 30 مزارعاً في ري أراضيهم الزراعية في المنطقة والتي هي أصبحت هدف لأطماع غول الاستيطان في الفترة القليلة الماضية.
ومن هنا، نجد أن الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل خداع المجتمع الدولي برغبته في السلام في المنطقة من خلال المفاوضات المباشرة، يقوم في نفس الوقت بسرقة وابتلاع الأراضي الفلسطينية بصورة مخالفة للمواثيق والأعراف الدولية، حيث أن حقيقة الأمر هو فقط أن الاحتلال يريد كسب الوقت وتلميع نفسه أمام العالم وفي نفس الوقت سرقة ما يمكن سرقته من الأراضي الفلسطينية لفرض الوقائع والحقائق على الأرض بصورة يصعب تغييرها في المستقبل و لا بأي مفاوضات آنية أو مستقبلية.
خلاصة:
يبين الجدول الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية منذ انطلاق المفاوضات المباشرة للأيام الخميس – الجمعة – السبت 2+3+4/09/2010:
التاريخ |
المحافظة |
الموقع |
نوع الانتهاك |
الجهة المعتدية |
الجهة المتضررة |
02/09/2010 |
الخليل |
البقعة |
الاستيلاء على سطح مبنى مكون من ثلاث طوابق يقطنه 17 فرداً وتحويله إلى نقطة عسكرية وتمركز الجيش عليه ورفع الأعلام الإسرائيلية عليه |
الجيش الإسرائيلي |
المواطن سالم السلايمة |
02/09/2010 |
الخليل |
البقعة |
الاستيلاء على قطعة ارض والبدء بوضع أساسات لأرضية بناء استيطاني جديد أطلق عليه اسم ' نفيه حيفرون' |
مستعمرو ' كريات أربع' |
المواطن عطا جابر صاحب الأرض |
02/09/2010 |
الخليل |
بني نعيم |
الاستيلاء على سطح مسكن وتحويله إلى نقطة عسكرية وتمركز الجنود عليه |
الجيش الإسرائيلي |
المواطن عبد شبانة |
02/09/2010 |
الخليل |
بيت عينون |
إعادة إغلاق مدخل البلدة بالسواتر الترابية بعد فتحه فترة لا تتعدى 15 يوماً |
الجيش الإسرائيلي |
أهالي البلدة والقرى المحيطة |
02/09/2010 |
الخليل |
بني نعيم |
إغلاق مدخل منطقة الجلاجل بالصخور وإغلاق مدخل البلدة الرئيسي بالأسلاك الشائكة |
الجيش الإسرائيلي |
أهالي بلدة بني نعيم |
02/09/2010 |
نابلس |
قرى دير الحطب وعزموط وسالم |
إضافة عدد من الكرافانات والبيوت الجاهزة إلى مستعمرة 'ألون موريه ' |
مستعمرو 'ألون موريه' |
أهالي القرى المذكورة |
02/09/2010 حتى تاريخ إعداد هذا التقرير |
الخليل |
واد الشاجنة، الفوار، مفرق رابود، ومثلث السموع |
يتمركز الجنود الإسرائيليون يومياً على المداخل المذكورة ويعيقون حركة تنقل المواطنين ووضع مكعبات ثلاثة الأضلاع |
الجيش الإسرائيلي |
أهالي القرى المذكورة |
03-04/09/2010 |
قلقيلية |
أماتين |
إضافة كرافانات وبيوت جاهزة لاستقطاب المزيد من المستعمرين |
مستعمرة 'حفات غلعاد' |
أهالي قرية اماتين |
03/04/2010 |
نابلس |
قريوت |
أقدم مستعمرون إسرائيليون على مصادرة 130 دونماً من أراضي المنطقة المعروفة باسم المرجان، كما تشهد المنطقة أعمال تجريف للأراضي الزراعية |
مستعمرو البؤر الاستعمارية التالية : شيلو وعيلي، وهيوفيل راحيل |
عشرات المواطنين من قريوت أصحاب الأراضي المصادرة |
04/09/2010 |
سلفيت |
قراوة بني حسان |
منع جنود الاحتلال عشرات المزارعين من الوصول إلى أراضيهم البالغة مساحتها نحو 400 دونماً بحجة حماية امن مستعمرة ' كرني شمرون' |
جيش الاحتلال ومستعمرو 'كرني شمرون' |
عشرات المزارعين من قراوة بني حسان |
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس