الحدث: سرقة ثمار الزيتون بعد انتظار المزارعين طويلاً للموسم.
الزمان: 9 تشرين أول 2010.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘عتسفرايم’.
الجهة المتضرره: عدد من مزارعي قرية مسحة غرب محافظة سلفيت.
تقديم:
مع بداية موسم الزيتون ينتظر أهالي قرية مسحة بفارغ الصبر السماح لهم بتخطي جدار الفصل العنصري الذي عزل ما يقارب 550 دونماً من أراضي القرية، وبات من المستحيل الوصول إليها إلا بعد الحصول على تصريح مسبق من قبل سلطات الاحتلال وفق معايير يضعها الاحتلال توصف بالصعبة بل المستحيلة هدفها هو إذلال المواطنين ومنع اكبر عدد منهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية التي عزلها الجدار العنصري.
صورة 1+2: زيتون مسحة فصله الجدار العنصري عن أصحابه
في المقابل على الجهة الغربية من الجدار العنصري في قرية مسحة تتجسد هناك أبشع أشكال العنصرية والمتمثلة بعمليات سرقة ونهب الأراضي الزراعية بالإضافة إلى تغيير معالم عروبة الأرض هناك من خلال مستوطني مستوطنة ‘الكانا A’ و ‘الكانا B ‘ بالإضافة إلى مستوطنة ‘عتسفرايم’ المقام جزء كبير منها على أراضي قرية مسحة تلك المعزولة خلف الجدار العنصري، حيث هناك خلف الجدار العنصري ينشط هؤلاء المستوطنون بشكل يومي وبهامش حرية لا حدود له في تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع أشجار الزيتون بالإضافة إلى تخريب ما يمكن تخريبه من أراضي المواطنين في قرية مسحة، هؤلاء المواطنون الذين حرموا من مجرد الوصول إلى أراضيهم التي ورثوها أباً عن جد مثبتاً ذلك بالأوراق والوثائق الثبوتية التي تدل على قانونية ملكيتهم للأرض.
تفاصيل الانتهاك:
في الأمس القريب مع بدء موسم الزيتون والذي لا يختلف عن سابقاته من حيث تعقيدات الاحتلال وصعوبة الحصول على التصاريح التي تخول بعض المواطنين المرور عبر بوابة ( 1534) للوصول إلى أراضيهم التي لا يسمح لهم من مجرد رؤيتها إلا في مواسم معينة، تمكن عدد محدود من المواطنين من الوصول إلى أراضيهم المعزولة خلف الجدار العنصري في المنطقة المعروفة باسم وعرة العدس حوض رقم (2) من أراضي قرية مسحة والمحاذية لمستوطنة ‘عتسفرايم’، حيث كان وقع صدمتهم كبيرة عند وصولهم الأرض فلم يجدوا حبة زيتون واحدة على أشجارهم القريبة من المستوطنة المذكورة، لقد سرق المستوطنون كافة حبات الزيتون على امتداد 24 دونم هناك بل أقدموا وبشكل متعمد على تكسير العديد من أغصان شجر الزيتون المباركة ولم يتركوا شيئاً لأهالي القرية الذين كانوا يعقدون آمالاً كبيرة على هذا الموسم الزراعي، لقد ضاع كل شيء هذا العام ، ولكن أين يشتكي المزارعون في القرية إذا كان الغريم هو نفسه القاضي ??
في مقابلة مع احد المواطنين المتضررين صادق ذيب عودة، تحدث لباحث مركز أبحاث الأراضي قائلا: ‘هذه ليست المرة الأولى التي يسرق بها المستوطنون ثمار الزيتون، بل تكرر هذا المشهد خلال الأعوام الماضية، حيث يستغل المستوطنون عدم قدرتنا للوصول إلى أرضنا إلا في فترات محددة ويقومون بسرقة ثمار الزيتون، وكنا في كل مرة نتوجه إلى شرطة الاحتلال بتقديم شكوى ضد المستوطنين ولكن بدون أي فائدة تذكر، حيث كانت شرطة الاحتلال كعادتها تستخف بالأمر كأن الموضوع لا يعنيهم، مما دفع المستوطنون إلى التمادي لدرجة ضخ المياه العادمة تجاه أراضينا الزراعية هناك مما الحق ذلك أضراراً كبيرة في أشجار الزيتون المغروسة منذ زمن طويل‘
مستوطنة عتسفرايم … خطر حقيقي يهدد الأرض والإنسان الفلسطيني:
يعود تاريخ تأسيس مستوطنة ‘عتسفرايم’ إلى عام 1985م، حيث انطلقت المستوطنة كبؤرة استيطانية على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قرية سنيريا في محافظة قلقيلية، ومنذ ذلك التاريخ و إلى اليوم والمستوطنة في حالة توسع مستمر إلى أن بلغت مساحتها اليوم نحو 539 دونماً منها 344 دونماً من أراضي قرية مسحة، علماً بأن المستوطنة تتربع اليوم على أراض المواطنين في كل من قرى عزون عتمة وسنيريا ومسحة.
يذكر أن مستوطنوا مستوطنة ‘عتسفرايم’ كغيرهم من المستوطنين لم يدخروا أي جهد منذ تأسيس المستوطنة وإلى اليوم في سرقة الأرض الفلسطينية تحت مسميات مختلفة، منها لأسباب أمنية ومنها تلبية للحاجة الطبيعية في النمو السكاني، هذا الأمر أدى إلى تمدد مساحة المستوطنة لتصل 3 أضعاف مساحتها الأصلية خلال العشرة سنوات الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن من ابرز المشاكل التي تواجه السكان الفلسطينيين نتيجة وجود مستوطنة ‘عتسفرايم’ وهو مياه المجاري المتدفقة من المستوطنة باتجاه الأراضي الزراعية المعزولة خلف الجدار العنصري، حيث استغل المستوطنون الجدار العنصري في ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري صوب أشجار الزيتون مخلفة بذلك مكرهة صحية وضرر كبير على أشجار الزيتون.
بالإضافة إلى ما تقدم، ينشط المستوطنون في مستوطنة ‘عتسفرايم’ خلال الفترة القليلة الماضية في شق طرق التفافية لربط المستوطنة بمستوطنة ‘شعار بتكفا’ و مستوطنة ‘اورانيت’ المجاورة بغية تشكيل كتلة استيطانية واحدة كبيرة يحكمها في المستقبل مجلس إقليمي واحد من صلب أهداف هذا المجلس سرقة الأرض والتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية في المنطقة.[1]
[1] مصدر المعلومات في التقرير مجلس قروي مسحة