الزراعية في بلدة كفر قدوم/ محافظة قلقيلية:
الانتهاك: سرقة ثمار الزيتون.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘كدوميم’ والبؤرة الاستيطانية ‘حفات غلعاد’.
الجهة المتضررة: عدد من المزارعين من قرية كفر قدوم و قرية اماتين.
تاريخ الانتهاك : 10/10/2010
تقديم:
يعتبر موسم الزيتون من أهم المواسم الزراعية لدى الفلاحين الفلسطينيين فهو بالنسبة لهم بمثابة عرس حقيقي، وتظاهرة فرح تشارك فيها كل الأسرة، ففي هذا الموسم تخلي القرى منازلها وبيوتها من أصحابها تماماً، حتى الأطفال الرضع يذهبون إلى البرية، حيث بساتين الزيتون مع أمهاتهم وآبائهم، بينما ينصرف الأولاد والبنات إلى مدارسهم، ليتوجهوا بعد انتهاء الدوام المدرسي كل يوم من المدرسة، إلى حيث بقية الأسرة للمساعدة في عملية القطاف، وجمع المحصول ليعود الجميع إلى بيوتهم بعد غروب الشمس.
إلا أن هذا الموسم يعتبر في الوقت نفسه من أكثر الفترات من السنة التي يصعّد فيها المستوطنون اعتداءاتهم خاصة في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية، مستهدفين بذلك المزارع الفلسطيني وبالإضافة إلى الأراضي الزراعية، حتى الأشجار تحديداً شجرة الزيتون المباركة لم تسلم من حقد هؤلاء المتطرفين فهي تعتبر هدفاً للمستوطنين لما تمثله من رمزية واعتبار عند الشعب الفلسطيني، لذلك عمل المستوطنون على تدميرها إما بالحرق أو التقطيع حتى وصل بهم الحد اللجوء إلى رش بعض المواد الكيمائية المحظورة و التي تدخل من خلال عصارة النبات إلى عمق الأشجار وبالتالي موت تلك الأشجار وعدم نموها من جديد.
تفاصيل الانتهاك:
في العاشر من تشرين أول 2010 أقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين من مستوطنة ‘كدوميم’ وتحت جنح الظلام على مداهمة عدد من قطع الأراضي الزراعية في منطقة حوض ودله وخلة مجاهد التي تتبع حوض رقم (4) من أراضي قرية كفر قدوم من الناحية الشرقية، حيث جاء هذا الفعل بالتزامن مع مداهمة المستوطنين المتطرفين من البؤرة الاستيطانية التي تدعى ‘حفات جلعاد’ جنوب قرية كفر قدوم منطقة الحبايل حوض رقم (6) من أراضي كفر قدوم وأراضي قرية اماتين المجاورة، وكان الهدف واحد وهو سرقة ثمار الزيتون من تلك الأراضي الزراعية، تلك الثمار التي ينتظرها المزارعون جمعها بفارغ الصبر لما تساهم به من سد جزء لا بأس به من حاجتهم من المال والغذاء.
يذكر أن وقع الصدمة على مزارعي قرية كفر قدوم كان شديداً جراء سرقة ثمار الزيتون من قبل المستوطنين، حيث أن الخسائر طالت 7 مزارعين من قرية كفر قدوم بنسب متفاوتة من بين المزارعين المتضررين المزارع محمد احمد اسعد علي والمزارع محمد عبد اللطيف عبيد و المزارع عبد الرزاق محمود عبد الكريم طه، حيث تقدموا هؤلاء ببلاغات خطية إلى شرطة الاحتلال لاحتجاج على ممارسات المستوطنين العنصرية، ولكن كالعادة استهترت شرطة الاحتلال بالأمر، وكالعادة وعدوا بمتابعة الموضوع مثل كل مرة يحدث فيها اعتداء من قبل نفس المستوطنين إلا انه فعلياً فإن شرطة الاحتلال لا تقدم شيئاً في سبيل كبح جماح المستوطنين.
تجدر الإشارة إلى أن مستوطنو مستوطنة ‘كدوميم’ كرد استفزازي وانتقامي في نفس الوقت أقدموا مساء يوم الاثنين 11/10/2010 على إحراق 43 شجرة زيتون مثمرة تقع بمحاذاة مستوطنة ‘كدوميم’ في المنطقة المعروفة باسم خلة عابد حوض رقم (2) من أراضي قرية كفر قدوم حيث تعود ملكية الأشجار المتضررة إلى ورثة محمود عبد الله الشيخ صالح مما أدى ذلك إلى إلحاق أضرار جسيمة بالأشجار التي يزيد عمرها عن 40 عاماً.
من جهته يؤكد السيد أبو مصعب شتيوي (54عاما) و هو احد أعضاء المجلس القروي في قرية كفر قدوم لباحث مركز أبحاث الأراضي أن اعتداءات المستوطنين لا تعتبر المرة الأولى بل تكرر اعتداءاتهم مرات كثيرة وخاصة خلال مواسم الزيتون في الأعوام الماضية، وأضاف ‘ تعتبر قرى كفر قدوم من أكثر قرى وبلدات محافظة قلقيلية استهدافاً من قبل المستوطنين، فقرية كفر قدوم البالغ مساحتها الإجمالية 20 ألف دونم فقدت ما يزيد عن 7 آلاف دونم لصالح توسيع المستعمرات وإقامة أبراج المراقبة العسكرية، هذه المستعمرات التي أطلق عليها تجمع مستعمرات ‘كدوميم’ تشكل هماً يومياً للمزارع الفلسطيني المقيم في قرية كفر قدوم، فقد حُرمت القرية من الكثير من الخدمات الأساسية وتم إغلاق مدخل القرية الرئيسي علاوة على انتشار وتوسع رقعة البطالة في القرية نتيجة ممارسات المستوطنين وخدمة لمصالحهم، هؤلاء المستوطنون الذين يتصيدون الفرص المناسبة لمضايقة أهالي القرية، ولذلك يعتبر موسم الزيتون لديهم من المواسم الرئيسية والهامة لممارسة أساليب العربدة والتدمير واعاثة الفساد في الأرض، فمنذ إقامة مستوطنة ‘كدوميم’ وحتى تاريخ اليوم لم يمر موسم زراعي واحد لم يسلم به أهالي القرية من مضايقات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة والتي طالت كافة جوانب الحياة فلا توجد منطقة واحدة أو حتى شجرة واحدة بالإضافة إلى عائلة واحدة من أهالي القرية إلا وتضرروا من هؤلاء المستوطنين الحاقدين، و رغم ذلك يصر أهالي قرية كفر قدوم على ممارسة حياتهم الطبيعية وجني ثمار الزيتون رغم انف المستوطنين و رغم ممارسات شرطة و جيش الاحتلال التي تدعم موقف هؤلاء المستوطنون’
تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات المستوطنين تتم بطرق ممنهجة ولا تتركز في منطقة واحدة، بل تعمّ كل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، و تهدف إلى بثّ الرعب والإرهاب في صفوف الشعب الفلسطيني، وخاصة مع تزامن موسم قطف الزيتون، بهدف إرهاب المزارعين وإجبارهم على ترك أراضيهم.
هؤلاء المستوطنون في معظمهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية معبأة بروح عقائدية دينية تجيز لهم تعذيب الفلسطينيين والتنكيل بهم، وهذه الأفكار يتم تعزيزها في نفوس صغارهم جيلاً بعد جيل، وهذا ما يفسر تصاعد الاعتداءات المستمرة.
كل هذه الأعمال العدوانية تجري بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على حساب حياة المزارعين الفلسطينيين، حيث إذا حاول المزارعين الدفاع عن أنفسهم، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بقمعهم ويشارك المستوطنون في طردهم من أرضهم وحرمانهم جني محصولهم الذي يشكل مصدر الرزق الوحيد عند نسبة كبيرة من العائلات الفلسطينية الفقيرة. [1]
[1] المصدر: مجلس قروي كفر قدوم