في منطقة واد قديس في قرية حوسان شمال غرب مدينة بيت لحم أرض جميلة يطل عليها من الاعلى مبان المستوطنين التابعة لمستوطنة بيتار عيليت الاسرائيلية. في الساعة التاسعة من صباح يوم التاسع عشر من شهر تشرين أول من العام 2010 قام مستوطنون اسرائيليون يقطنون في مستوطنة بيتار عيليت باضرام النار في الاراضي الزراعية الفلسطينية القريبة من موقع المستوطنة في واد قديس التابعة لعدد من العائلات الفلسطينية. و اتت النيران على ما يقارب الثلاثين دونما من الاراضي المزروعة باشجار الزيتون و العنب و اللوزيات. و الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الاسرائيلي و قوات امن المستوطنة (بيتار عيليت) منعت طواقم الاطفاء الفلسطينية و المواطنين و أصحاب الاراضي من الاقتراب و الدخول الى المنطقة المنكوبة الا بعد مرور ساعات على اشتعال المزروعات الامر الذي أدى الى التهام النيران لعدد كبير جدا من الاشجار المثمرة التي تعتبر مصدر رزق للعديد من العائلات الفلسطينية في القرية. و تعود الاراضي المحترقة لكل من عائلتي شوشة و حمامرة في القرية. جدول رقم 1 يبين الخسارة التي لحقت بالمزارعين الفلسطينيين في القرية:
جدول رقم 1: الاشجار المثمرة التي أتت عليها النيران في قرية حوسان |
الرقم |
نوع الشجر |
عدد الاشجار المحترقة |
1 |
أشجار زيتون |
180 |
2 |
عنب |
200 |
3 |
لوزيات |
200-250 |
المصدر: مجلس قروي حوسان – بيت لحم |
مستوطنة بيتار عيليت تطل على الاراضي الفلسطينية المحترقة |
و تتوسط الاراضي المتضررة مستوطنة بيتار عيليت المقامة عنوة على أراضي قرية حوسان و القرى الفلسطينية المجاورة. و كان المستوطنون الاسرائيليون الاسبوع الماضي قد أضرموا النيران أيضا في أشجار الزيتون و المزروعات في المنطقة المحاذية لواد قديس, منطقة ‘عين الطاقة’ و التي تعود ملكيتها أيضا لعائلة حمامرة. جدول رقم 2
جدول رقم 2: الاراضي الفلسطينية المصادرة لبناء مستوطنة بيتار عيليت |
المجموع الكلي للمساحة المصادرة= المساحة الكلية الحالية للمستوطنة (دونم) |
المساحة المصادرة (دونم) |
اسم التجمع الفلسطيني |
مستوطنة بيتار عيليت |
4686 |
3431 |
حوسان |
567 |
واد فوكين |
688 |
نحالين |
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج 2010
و خلال الجولة الميدانية لطاقم معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) الى المنطقة المنكوبة, التقى الفريق بالسيد جمال شوشة الذي تقع ارضه بالقرب من المستوطنة حيث اشار ‘انه لا يمر يوم دون صدامات مع المستوطنين و الاعتداءات مستمرة على أراضيهم و مزروعاتهم و الاشجار المثمرة’. و أضاف السيد جمال أن ‘المستوطنين يبتدعون الاساليب و الطرق لتضييق الخناق على المزارعين الفلسطينيين لمنعهم من الوصول الى أراضيهم و بالتالي اجبارهم على مغادرتها حيث يتم رشقهم بالحجارة على مرأى من الجيش الاشرائيلي و امن المستوطنة.’ و يضيف السيد شوشة انه كلما تم تبليغ الجيش الاسرائيلي المتواجد في المعسكر القريب من المستوطنة بالاعتداء الذي يرتكبه المستوطنين, يتم تجاهل الشكوى و تحويلها الى امن المستوطنة الذين بدورهم أيضا يحاولون التلاعب بعقول المزارعين و اغرائهم في محاولة لاخراجهم من أراضيهم بدلا من الوقوف على حيثيات الاعتداءات الشرسة تجاه الاراضي الفلسطينية و المزارعين و المحاصيل الزراعية.
و يضيف أحد المزارعين الذين كانوا متواجدين في المنطقة المنكوبة ان ‘هناك ثلاثي منسجم يحاول القضاء على المحاصيل الزراعية و تهجير أصحاب الاراضي بهدف الاستيلاء عليها و توسيع المستوطنة. و الثلاثي المنسجم هو (أولا) أمن المستوطنة الذين يتجاهلون شكوى المواطنين الفلسطينيين ضد اعتداءات المستوطنين, (ثانيا) الجيش الاسرائيلي و القوانين التي يفرضها على أصحاب الاراضي الزراعية للحيلولة دون وصولهم اليها, و (ثالثا) المستوطنين الاسرائيليين و اعتداءاتهم المستمرة على الممتلكات و الاراضي الفلسطينية. و الجدير ذكره هنا انه أصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا قرارا عسكريا يمنع المزارعين الفلسطينيين من الدخول الى أراضيهم قبل الساعة التاسعة صباحا و هذا من اجل اعاقة عملية قطف الزيتون التي تبدأ في الصباح الباكر.
التلوث الناتج عن مستوطنة بيتار عيليت الاسرائيلية
تعاني قرية حوسان من التلوث البيئي الناتج عن تدفق المياه العادمة من مستوطنة ‘بيتار عيليت’ الاسرائيلية حيث يقوم المستوطنين بفتح قناة المياه العادمة التابعة لمحطة الصرف الصحي في المستوطنة باتجاه الاراضي الفلسطينية في القرية كل اسبوعين مرة و ذلك بهدف تدمير المحاصيل الزراعية و الاشجار المثمرة. و تقع محطة الصرف الصحي على تلة مشرفة من الاراضي الزراعية التابعة للعائلات الفلسطينية في قرية حوسان و القرى الفلسطينية المجاورة. و يضيف أبو محمد, و هو مزارع يملك قطعة أرض في المنطقة انه ‘ قبل موسم قطف القرنبيط و الفلفل و الفاصولياء و غيرها من المزروعات المروية, يتسلل المستوطنون مساءا من فتحة سياج الى الاراضي الزراعية القريبة من المستوطنة و يتلفون المزروعات.
محطة الصرف الصحي التابعة لمستوطنة بيتار عيليت |
القناة التي يستخدمها المستوطنون لضخ المياه العادمة على الاراضي الفلسطينية |
اعمال البناء الاستيطانية متواصلة في مستوطنة بيتار عيليت
و يفيد أصحاب الاراضي الفلسطينية القريبة من مستوطنة بيتار عيليت أن أعمال البناء الاستيطانية لم تشهد توقفا حتى اثناء فترة تجميد البناء الاستيطاني التي اعلن عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامس و العشرين من شهر تشرين ثاني من العام 2009 , فقد شهدت المستوطنة اضافة مباني جديدة و اعمال حفريات تحضيرا لاضافة وحدات استيطانية جديدة.
الخلاصة:-
مع بدء موسم قطف محصول الزيتون في الاراضي الفلسطينية المحتلة, تشكل الاعتداءات المتزايدة للمستوطنين لمنع الفلسطينيين من قطف ثمارهم مصدرا لحالة القلق و الخوف من الخسارة الاقتصادية التي سوف تلحق بهم و خصوصا ان موسم الزيتون يعتبر مصدر رزق جيد للعديد من العائلات الفلسطينية في جميع انحاء الضفة الغربية. و الجدير بالذكر ان المستوطنين الاسرائيليين يسعون بكل شكل من الاشكال لعرقلة موسم قطف الزيتون دون رادع من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي أو أمن المستوطنات الامر الذي يزيد من أعمال ‘العربدة والاعتداءات’ على مختلف القرى القريبة من المستوطنات المقامة فوق أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.