الاحتلال الإسرائيلي يغلق الطريق الزراعي الرابط بين قرية شوفة وكفر اللبد
الانتهاك: إغلاق الطريق الزراعي الذي يربط قرية شوفة بقرية كفر اللبد جنوب محافظة طولكرم.
تاريخ الانتهاك: 25 كانون ثاني 2011.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي قرية شوفة.
تفاصيل الانتهاك:
قرية شوفة (8كم) جنوب محافظة طولكرم، تلك القرية التي أنهكها الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م، والتي تفتقد إلى أدنى مقومات الاستقرار والبنى التحتية فأصبحت حياة المواطنين هناك مغموسة بالقهر والحرمان ومشبعة بالهموم والأحزان، خاصة وأن القرية تخنقها مستعمرتي ‘افني حيفتس’ من الغرب والتي تشكل معاناة يومية حقيقية نظرا ًللاحتكاك المباشر مع المستوطنين، ومستعمرة ‘عناب’ من الشرق والتي تبتلع مساحات واسعة من الأراضي الزراعية على حساب مزارعي القرية البسطاء.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم صباح يوم الثلاثاء 25 من شهر كانون ثاني 2011 على إغلاق الطريق الزراعي الرابط بين قرية شوفة وقرية كفر اللبد جنوب محافظة طولكرم والذي نفذته جمعية التنمية الزراعية ( الإغاثة الزراعية) في مطلع العام 2011 بطول 4كم وبتكلفة 40 ألف دولار، وذلك بواسطة السواتر الترابية. من جهته تسائل المهندس صالح العيسة من الإغاثة الزراعية عن أي أسباب أمنية يدعيها الاحتلال في إغلاق هذا الطريق حيث تحدث لباحث مركز أبحاث الأراضي قائلا’ إن هذا الطريق كان بمثابة بارقة أمل بالنسبة للمزارعين وأهالي قرية شوفة المحاصرة حيث كان هذا الطريق يخدم عشرات الدونمات المزروعة بالبيوت البلاستيكية في المنطقة بالإضافة إلى أنه أصبح الطريق الرئيس الذي يسلكه أهالي القرية باتجاه القرى والمدن المجاورة بعد أن أغلق الاحتلال منافذ القرية تحت حجج أمنية واهية وهي حماية امن المستعمرات المجاورة والمقام جزء منها على أراض القرية، بعد أن كان المواطنون في القرية يضطرون إلى سلوك أكثر من 18كم للوصول إلى مدينة طولكرم مستخدمين في ذلك مواصلات عديدة‘.
ومن أجل الضغط على المواطنين وكسر صمودهم وترهيبهم، لمنعهم من الوصول للأرض قام جنود الاحتلال وضمن خطة مدروسة من قبل الحكومة الإسرائيلية، بنصب كاميرات مراقبة وتجسس على أعمدة مرتفعة في محيط الأراضي الزراعية لرصد تحركات المواطنين ومراقبة طرق سيرهم ليتم نصب أكثر من 30 كاميرا.
قرية شوفة ….قصة معاناة مع الاحتلال:
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت في العام 1987 على سلب أخصب أراضي القرية الزراعية من جهتها الشمالية، وأقامت عليها مستعمرة (أفني حيفتس)، التي أخذت بالتوسع منذ ذلك التاريخ وحتى هذه اللحظة على حساب ما تبقى من أراض للمزارعين، لتصبح المستعمرة أوسع مساحة من القرية التي يقدر عمرها بآلاف السنين. ولم تقف أطماع الاحتلال بأراضي القرية عند هذا الحد بل قام في الأعوام السابقة بشق الطريق الالتفافي الذي يربط المستوطنة مع الأراضي التي احتلت في العام 1948على طول أراضي القرية الغربية والجنوبية والشرقية، وبهذا لم يتبق للقرية إلا القليل من الأراضي الزراعية، إضافة إلى المساحة العمرانية للقرية التي منعت قسراً من التوسع بسبب هذه الإجراءات القمعية
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت مطلع انتفاضة الأقصى على إغلاق شارع القرية الرئيس الذي يربطها بمدينة طولكرم وذلك بالسواتر الترابية والكتل الإسمنتية بعدما تم إقامة نقطة عسكرية إسرائيلية وبرج مراقبة على مدخل القرية الوحيد. ويضطر المواطنين إلى سلوك طرقاً التفافية محفوفة بالمخاطر والمغامرات من أجل الوصول إلى أماكن عملهم في طولكرم، بالإضافة إلى ذلك قام الاحتلال بإغلاق الطريق التي تربط شطري القرية ( شوفة وعزبة شوفة) بثلاثة سواتر ترابية، وخصصتها لسير المستوطنين ومركباتهم فقط، حيث أن هذه الإجراءات أثرت سلباً على المحاصيل الزراعية ومنتوجها، كذلك أثرت على الثروة الحيوانية بسبب عدم تمكن أصحاب المواشي من الوصول إلى المراعي .
يذكر أن أهالي قرية شوفة وخربة شوفة التابعة لها يواجهون مشكلة مستعصية في التواصل بينهما نتيجة إغلاق الطريق الواصل بين الخربة والقرية الأم، حيث أن المركبات وسائقيها يضطرون إلى قطع مسافة تزيد عن 27 كيلو متراً للوصول إلى عزبة شوفة التي لا تفصلها عن القرية الأم سوى الحواجز الترابية، حيث تبدأ معاناة المواطنين بالخروج من مدخل القرية الشرقي ومن ثم السير على الطريق الالتفافي والدوران نحو حاجز مستوطنة ‘عناب’ شرق طولكرم، ومن ثم الطريق الرئيس طولكرم – نابلس مروراً ببلدة عنبتا والدخول إلى المدينة ومن ثم الاتجاه مرة أخرى نحو الجنوب والشرق والوصول إلى عزبة شوفة، وتقدر الطريق بـ27 كيلو متراً.
يشار إلى أن إغلاق طريق القرية الرئيسي أثر سلباً على الحياة الاجتماعية والصحية، والمتمثلة بالتالي:
لا يتمكن المرضى من تلقي العلاج بسهولة خاصة وأن القرية تفتقر لأي خدمات طبية وهناك عدد من المرضى توفوا على الحواجز قبل أن يصلوا إلى المستشفى في طولكرم، كون السيارات التي تقلهم سلكت طرقاً طويلة أو وعرة فاقمت حالتهم المرضية خاصة مرضى القلب والأمراض المزمنة.
كما أثر هذا الإجراء سلباً على الحياة الأكاديمية وعلى كاهل أسر الطلبة الدارسين في الجامعات الفلسطينية ومدارس المدينة، من خلال مضاعفة أجرة التنقل بالمركبات وحالة القلق التي تنتاب هؤلاء الطلبة أثناء السفر من ممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين.
كذلك أدت هذه الإجراءات إلى حدوث خسائر فادحة في القطاع الزراعي الذي يعتبر مصدر رزق لجميع أهالي القرية جراء عدم تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية وخدمتها ونقل محصولهم خاصة ثمار الزيتون والخضراوات المروية التي تتركز زراعتها في عزبة شوفة.
و كنتيجة حتمية للحصار الإسرائيلي أصبحت هناك هجرة عكسية إلى المدينة حيث هاجرت من القرية 15 عائلة أكثرها من المثقفين ورجال الأعمال.
يشار إلى أن قرية شوفة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة طولكرم، وتبلغ مساحتها العمرانية 360 دونم والمساحة الإجمالية للقرية قرابة 11700دونم.