الحدث: أعمال توسعة تشهدها مستوطنة مسكيوت
المكان: منطقة واد المالح في الأغوار الشمالية.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة مسكيوت.
تاريخ الحدث: شهر نيسان (ابريل) 2011.
الانتهاك:
تشهد منطقة الأغوار الفلسطينية في الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً من قبل المستوطنين بالتنسيق مع مجالس المستوطنات في منطقة الأغوار من حيث توسعة الاستيطان ومصادرة اكبر قدر مستطاع من الأراضي الزراعية و الاستيلاء على مصادر المياه في الأغوار. يشار إلى أن هذه الهجمة ليست وليدة الصدفة بل هي مخطط لها منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث جاء ذلك بشكل واضح على لسان رؤساء حكومات الاحتلال المتعاقبة أن منطقة الأغوار لا تقل أهمية عن القدس و التشديد على عدم الانسحاب من مناطق الأغوار و التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية حتى ضمن الاتفاقيات الدائمة مع الجانب الفلسطيني، في إشارة واضحة على مخططات الاحتلال برسم واقع الدولة الفلسطينية المستقبلية دون الأغوار و القدس و دون أي تواصل جغرافي مع الأردن.
يذكر أن النشاط الاستيطاني في الأغوار لم يوقف حتى خلال فترة التجميد المزعوم في تشرين الثاني 2009م، بل على العكس من ذلك فان تلك الفترة كانت نقطة البداية لأعمال توسعية جديدة في الأغوار الشمالية البالغ مساحتها 1303 كم2. يشار إلى أن مستوطنة مسكيوت المقامة على أراضي منطقة واد المالح في الأغوار الشمالية تصدرت طليعة المستوطنات في الأغوار الشمالية من حيث النشاطات التوسعية، فعلى الرغم من قلة عدد سكان تلك المستوطنة التي تصنف بأنها مستوطنة زراعية إلا انه لم يمنعها من التوسع لتصبح ضعف مساحتها الحالية عبر الاستيلاء على عشرات الدونمات الزراعية في منطقة واد المالح بطرق العربدة و الخداع لصالح تلك المستوطنة.
فالزائر إلى منطقة واد المالح يلاحظ بشكل واضح أعمال إضافة كرفانات جديدة و بناء بيوت جاهزة في الجهة الغربية للمستوطنة لاستيعاب المزيد من المستوطنين إلى تلك المستوطنة، بالإضافة إلى تجريف ما لا يقل عن 140دونما من الجهة الشمالية لصالح توسعة المستوطنة المذكورة.هذا التوسع الذي يعد مثالاً حياً لعدد كبير من المستوطنات التي تشهد هي أيضاً أعمال توسعة في الأغوار الفلسطينية، حيث تستغل حكومة الاحتلال الأوضاع السياسية المتقلبة في الشرق الأوسط في تنفيذ مخطط استكمال تهويد الأغوار الفلسطينية بوتيرة عالية و متسارعة.
تعزيز الاستيطان في الأغوار و تقليص الوجود الفلسطيني فيها:
من جهته أكد محمد الملاح المستشار القانوني في محافظة طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي ‘ أن هناك سياسات عنصرية تتم هناك في الأغوار الفلسطينية مثل التهجير تحت ذرائع واهية بدءاً باعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية وأماكن للمستوطنين، وانتهاء بحرمان أهلها من أقل حقوقهم كالمياه والرعي والزراعة وهدم بيوتهم وحظائرهم، في إشارة منه إلى هدم خربة سمرا قبل نحو 3 أيام.’
و شدد الملاح على خطر حقيقي يهدد أراضي الأغوار في إشارة منه إلى أن الاحتلال يتبع أسلوب أملاك الغائبين في سرقة الأرض الفلسطينية بطرق التحايل لصالح النشاطات العسكرية و الاستيطانية التي تتم في الأغوار الفلسطينية، لدرجة أن سكان الأغوار لا يستفيدون سوى من 10% من أراضي الأغوار و 90% تستخدم أما كمناطق ألغام أو معسكرات و مناطق لتدريب جيش الاحتلال و الانتهاء بأعمال التوسعة في مناطق الأغوار الفلسطينية.
يذكر أن مستوطنة ‘ مسكيوت’ أقيمت في عام 2002م على موقع سابق لقوات جيش الاحتلال أقيم منذ بداية عقد السبعينات من القرن الماضي وكان وسيلة لإحكام السيطرة على المنطقة ومراقبة الحدود الأردنية حيث أن منطقة واد المالح تطل على جبال الأردن وفي العام 2002 تم إخلاء معسكر الجيش وأقام فيه عدد من الطلاب المتدينين، حيث جرى في العام 2005 وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، تم نقل عشرات المستوطنين من مستوطنة ‘ شيرات هيام ‘ و من مستوطنة ‘غوش قطيف’ تم نقلهم إلى مستوطنة مسكيوت، حيث سكنوا في منازل مؤقتة لحين البناء لهم في مستوطنة ‘مسكيوت’.
و في عام 2008م شهدت المستوطنة أعمال توسعة حقيقية من خلال تحويل قسم كبير من الكرفانات إلى بيوت جاهزة لتصل مساحة المستوطنة في ذلك الوقت إلى 609دونم، تم أخذت المستوطنة بالتوسع بعد ذلك من خلال إضافة المزيد من البيوت الجاهزة و الكرفانات و التوسع في مصادرة الأرض إلى أن أصبحت مساحتها في عام 2011 ضعف مساحتها السابقة.