الانتهاك: مستوطنو ‘جدعونيم’ الإسرائيلية يواصلون منع المزارعين من حراثة الأرض.
الموقع: خربة يانون.
تاريخ الانتهاك: 8 نيسان 2012.
تقديم:
تعتبر حكاية خربة «يانون» الفلسطينية وسكانها الذين يتعرضون بشكل مستمر لتهديدات عصابات المستوطنين المسلحين لهم، وتحرشهم الدائم بالمزارعين، والاستيلاء على مزروعاتهم ومحاصيلهم، ضمن المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى طرد المواطنين الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وأراضيهم،
كما أنها تعتبر مثالاً على ضراوة ووحشية هذا الاستعمار الصهيوني الاستيطاني، والذي قوامه إفراغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين مكانهم، حيث صادرت البؤر الاستعمارية التابعة لمستوطنة ‘ ايتمار’ 503 دونمات من أراضي القرية، ويطلق على هذه البؤر (جدعونيم من الجهة الشرقية والشمالية، ومستوطنة ‘جفعات علام افري ران’ في المنطقة من الجهة الغربية والمنسوبة إلى كبير حاخامات المستوطنين بالإضافة إلى مستوطنة ‘ايتمار’ من الجهة الغربية).
الانتهاك:
في 8 نيسان 2012 كانت قرية يانون على موعد جديد من اعتداءات المستوطنين، فقد أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة ‘جدعونيم’ الزراعية المقامة على أراض قرية يانون منذ عام’1997م’ بمنع عدداً كبيراً من المزارعين من قرية اليانون من مجرد استغلال اراضيهم الزراعية عبر حراثتها والاعتناء بها، حيث قام المستوطنين بتهديد عدد من المزارعين بالقتل وإجبار المزارعين تحت تهديد السلاح على مغادرة اراضيهم الزراعية، في حين قام جيش الاحتلال بمؤازرة المستوطنين وتأمين الحماية لهم بل تعدى الأمر إلى مساعدة المستوطنين في إخلاء المزارعين الفلسطينيين بالرغم من حصول المزارعين على تنسيق مسبق من قبل ما يسمى الارتباط المدني الإسرائيلي لحراثة الأرض.
في المقابل وبموازنة ذلك قام المستوطنون بحراثة الأراضي الجبلية المحيطة بالأراضي السهلية تمهيداً للاستيلاء عليها بالتواطؤ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، علماً بأن الأراضي التي تم حراثتها هي من أراضي قرية يانون وتعود بالأصل لعائلة بشناق في مدينة نابلس، الذين يعتبرون المالكين الأساسيين للأرض.
تجدر الإشارة إلى أن طبيعة منطقة قرية يانون السهلية المطلة على الأغوار الأردنية جَعلها محط اطماع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م، حيث عمد الاحتلال على الاستيلاء على معظم أراضي القرية لإنشاء مستوطنة ‘ايتمار’ عام 1983م في الجهة الغربية من القرية منطقة جبل عبد الله، وفي عام 1997م أقدم الاحتلال على الاستيلاء على مساحات شاسعة تقدر بآلاف الدونمات لإنشاء مستوطنة ‘جدعونيم’ في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية من القرية في حوض الجدوع التي سميت المستوطنة نسبة له والتي تطورت بشكل كبير خلال فترة الانتفاضة الثانية لتصبح 5 أضعاف حجمها، بالإضافة إلى ذلك في عام 2000م سيطر المستوطنون على أراض يانون الغربية وإنشاء مستوطنة ‘جفعات علام افري ران’ نسبة إلى اسم الحاخام الأب الروحي للمستوطنين في تلك المنطقة، وبهذه الطريقة استكمل الاحتلال السيطرة على معظم الأراضي في القرية خاصة الجبلية فلم يبقى للقرية سوى 2000دونماً (60% راضي رعوية) مهددة هي أيضاً بالمصادرة وطرد السكان منها في أي لحظة نتيجة تزايد اعتداءات المستوطنين عليهم وعلى بيوتهم وممتلكاتهم وعلى رعاة الماشية الذين يرعون الماشية في منطقة قريبة من تلك المستوطنات.
قرية اليانون:
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، على بعد 15كم عن المدينة حيث لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار، وتبلغ المساحة الإجمالية 16,000 دونم منها 1,668 دونماً، ويبلغ عدد سكانها 102 نسمة معظمهم من عائلتي بني جابر ومرار بالإضافة إلى عدد قليل من أصل لاجئ من عائلة عجوري ( 6 عائلات) الذين تنحدر أصولهم من قرية عجور المحتلة عام 1948م.
اعداد: