‘ يعقوب داليا ‘ مستعمر يقيم بالقرب من مستعمرة ‘ متسبيه يائير ‘ المقامة على اراضي بلدة يطا المصادرة، على بعد عشرات الأمتار من المستعمرة، يقيم المستعمر ‘يعقوب داليا ‘ في بؤرة استعمارية خاصة به، يعمل في زراعة أراضي المواطنين من بلدة يطا التي استولى عليها بحماية ورعاية جيش الاحتلال ، ويرعى مواشيه فيها.
أقام ‘يعقوب داليا ‘ بؤرته الاستعمارية إلى الشمال من مستعمرة ‘ متسبيه يائير ‘ بعد العام 2000، وحسب ما أفاد به مواطنون من مسافر بلدة يطا فإن هذا المستعمر يشكل مع أبناءه وزوجة مستعمر آخر عصابة لتنفيذ الاعتداءات على المواطنين في جنوب يطا. يتردد اسم ‘ يعقوب داليا ‘ كثيراً في أوساط المواطنين في جنوب بلدة يطا، ويكاد لا يخلو أي اعتداء للمستعمرين على المزارعين ورعاة الأغنام في جنوب بلدة يطا يخلو من مشاركة أو تنفيذ هذا المستعمر فيه .
التقينا المواطن خالد الجبارين (40 عاماً) من خربة ‘ جنبة ‘ جنوب بلدة يطا، وأخذ يحدثنا عن اعتداءات المستعمرين وسلطات الاحتلال على أهالي الخربة والتجمعات السكانية البسيطة في مسافر بلدة يطا، واخذ يتطرق للاعتداءات التي يقودها ‘ يعقوب داليا ‘. ويشير خالد إلى أن هذا المستعمر يقوم بتنفيذ الاعتداءات على المزارعين والمواطنين في جنوب يطا ثم يقوم باستدعاء جيش الاحتلال وحرس الحدود وحماية الطبيعة الذين يقومون بملاحقة المواطنين وتفتيش منازلهم واعتقال أبناءهم.
يقول خالد لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ في شهر 11 من العام الماضي 2011 كان أبناء أخي يرعون أغنامنا في أراضينا في الجبل الغربي لخربة جنبة، فخرج عليهم ‘يعقوب داليا’ وحاول سرقة القطيع عبر سحبها إلى بؤرته الاستعمارية ولدى علمي بالموضوع قمت بتصويره عبر كاميرا فيديو من مؤسسة بتسيلم لتوثيق اعتداءه على قطيع المواشي، وتمكنا من إعادة القطيع والحيلولة دون سرقتها ‘.
ويضيف: ‘ في اليوم التالي حضرت قوات من شرطة الاحتلال ومعهم ‘يعقوب داليا’ إلى خربة جنبه وطالبونا بإحضار أبناء أخي لاستجوابهم في مركز الشرطة في مستعمرة ‘كريات أربع’، فقاموا باعتقالهم وهم : عيسى عمر الجبارين (16 عام) ووائل عمر الجبارين ( 15 عام)، وبعد أن تم اعتقالهم ليلة واحدة لدى شرطة الاحتلال، أطلق سراحهم وعادوا إلينا يروون ما تعرضوا له من ضغوطات واهانات على أيدي الشرطة، كما قام أفراد الشرطة بشبح الطفل وائل من اجل إخافته ‘.
ويشرح خالد حادثة الاعتداء التي تسبب بها هذا المستعمر في شهر شباط من هذا العام، والتي تسببت له خسارة قدرها ( 7000 شيكل ) دفعها لما يسمى ‘ سلطة حماية الطبيعة’ التابعة للاحتلال.
فيقول: ‘ كان أبناؤنا يرعون أغنامنا في أراضينا غرب الخربة، فقام ‘يعقوب داليا’ بإطلاق النار من بندقية أوتوماتيكية باتجاه القطيع، فقام الرعاة بالهروب بالقطيع إلى الجهة الجنوبية الشرقية من الخربة، واخذوا بتجميع القطيع الذي فرّ من صوت إطلاق النار، فوصل الرعاة إلى حدود أراضي العام 48، فاستدعى ‘يعقوب داليا’ حرس الحدود وسلطة حماية الطبيعة ليبين لهم أن أغنامنا دخلت الأراضي المحمية ضمن أراضي العام 48، فحاولت سلطة الطبيعة مصادرة القطيع، فقمت بإخبارهم بأن ‘يعقوب داليا’ هو من تسبب بوصول القطيع إلى هذه الأراضي جراء إطلاقه النار باتجاه القطيع، لكن سلطة حماية الطبيعة لم تقتنع بل قامت بمطالبتي بدفع غرامة مالية قدر 7 آلاف شيكل جراء وصول القطيع إلى حدود العام 48، وقمت بدفع المبلغ الذي شكل عبئاً جديداً علي ‘ .
وتكثر قصص الاعتداءات التي يرويها خالد الجبارين والتي ينفذها هذا المستعمر، ويستذكر ما قام به في العام 2004 من إطلاق النار باتجاه أغنامهم والتسبب في مقتل رأسين من الماشية. كما يستذكر ما حل بقطيع المواشي الذي يملكه عمه محمد محمود الجبارين في العام 2003، فيقول ‘ بعد أن كان عمي يرعى قطيعه المكون من 252 رأس في الأراضي القريبة من حدود عام 1948، حضرت إلى المكان سلطة حماية الطبيعة والزراعة الإسرائيلية، بعد أن استدعاهم هذا المستعمر الذي يعمل كمراقب لسلطات الاحتلال في الموقع، فقامت الزراعة الإسرائيلية بإحضار شاحنات ومصادرة القطيع بالكامل، وتم سحبها إلى ‘كريات ملاخي’، وبعد متابعة الموضوع عبر احد المحامين تبين أن السلطات الإسرائيلية قامت بذبحها جميعاً بحجة وجود أمراض فيها، علماً أنها كانت مطعمة من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية، وبعد عناء كبير قامت السلطات الإسرائيلية بتعويض عمي ما قيمته 100 دينار أردني عن كل رأس بينما كان سعر الرأس الواحد حوالي 250 ديناراً، كما أدى مصادرة القطيع إلى نفوق حوالي 80 رأساً من صغارها جراء الجوع الذي لحق بها بعد مصادرة أمهاتها ‘.
وأشار إلى أن عمه قام ببيع قطعة ارض ليتمكن من إعادة بناء هذا المشروع الذي يتمثل في قطيع المواشي والذي يعتبر مصدر دخل لأسرته المكونة من 16 فرداً. ويرى خالد الجبارين أن ما يقوم به هذا المستعمر يأتي في إطار تنفيذ سياسة ومخططات حكومة الاحتلال في السيطرة على المزيد من أراضي المواطنين لصالح المستعمرات، ويشير إلى التعاون المشترك ما بين جيش الاحتلال وسلطة حماية الطبيعة والمستعمرين لتنفيذ هذا المخطط، ويوضح أن هذه الاعتداءات تجبر المزارع الفلسطيني على تحمل مزيداً من الأعباء خاصة في منطقة باتت تتقلص فيها المراعي جراء السيطرة عليها من قبل سلطات الاحتلال .
اعداد: