الانتهاك: التراب الفلسطيني ضحية جديدة من ضحايا الاحتلال الإسرائيلي.
الموقع: واد قانا في قلب محافظة سلفيت.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ياكير.
الجهة المتضررة: الأراضي الزراعية في واد قانا.
تاريخ الانتهاك: 30 أيار 2012.
الانتهاك:
في قلب محافظة سلفيت وبين التلال الخضراء والينابيع الدافقة توجد منطقة واد قانا والتي تمتد على مسافة تقدر بـ 10 آلاف دونم وتأخذ طابعاً مميزاً من الخضرة والبيئة الخلابة، فكانت منطقة واد قانا مركز للحضارات القديمة فالزائر إلى هناك يلمس عبق التاريخ فيها حيث تعد الآثار الرومانية والكنعانية أكبر شاهد على ذلك. لكن ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ومنطقة واد قانا تشهد استنزافاً حقيقياً لمواردها الطبيعة فالاحتلال عبر مستوطنيه يواصلون الليل مع النهار في تدمير البيئة الفلسطينية وسرقة مقدرات المنطقة غير آبه برمزية المنطقة وأهميتها البيئية والتاريخية. فالمنطقة تشهد بشكل يومي عمليات لقطع الأشجار وتجريف الأراضي وتخريب للممتلكات الزراعية هناك. ورغم هذا لم يكتف المستوطنون بذلك فقد تتطور الاعتداءات التي يشنها المستوطنون إلى سرقة التراب الفلسطيني، ففي 30 من شهر أيار 2012، أقدم مجموعة من المستوطنين انطلاقاً من مستوطنة ‘ياكير’ الجاثمة في قلب منطقة واد قانا على تجريف مساحات واسعة من الأراضي طالت 12 دونماً زراعياً، بحيث أقدم المستوطنون على سرقة كميات كبيرة من التراب الزراعي في المنطقة ونقلها إلى قلب مستوطنة ‘ياكير’ تمهيداً لإعادة استخدام هذا التراب في عمليات الزراعة داخل حدود المستوطنة.
الصور 1-5: آثار تخريب الأراضي الزراعية وتجريف التراب وسرقته / واد قانا
من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس بلدية دير استيا لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ في الوقت الذي تسعى فيه ما تسمى سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية في فرض قوانين صارمة الهدف الأساسي منها الحد من نشاط المزارعين في منطقة واد قانا ومنعهم من استغلال أراضيهم الزراعية أو حتى حراثتها فان سلطة الاحتلال تسهل للمستوطنين عمليات التخريب التي يمارسها بحق الشجر والبشر بل تطلق العنان لهم في التمادي في تجريف الأراضي وتخريب الممتلكات الفلسطينية، بل سرقة الزيتون والانتهاء بسرقة التراب الفلسطيني الذي بات هو أيضاً ضحية من ضحايا الاحتلال الإسرائيلي’.
يشار الى أن سلطة حماية الطبيعة التابعة للاحتلال الإسرائيلي شرعت خلال الفترة الأخيرة بمطاردة المزارعين المتواجدين في منطقة واد قانا ومنعهم من زراعة الأشجار أو استصلاح الأراضي الزراعية أو حتى جني الأعشاب البرية تحت حجج أن تلك المنطقة محمية طبيعية، كما أفاد العديد من المواطنين في بلدة دير استيا وقرية جينصافوط بأن شرطة الاحتلال تمنع المواطنين من وضع السموم للخنازير البرية المنتشرة في المنطقة، في ظل ما نشر من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وأثره على البيئة وصحة الإنسان وذلك بحجة أن تلك الحيوانات هي حيوانات برية وتقوم الشرطة بتحرير العديد من المخالفات لعدد كبير من المزارعين لهذا السبب، علماً بأن الخنازير البرية والتي تمنع سلطة حماية البيئة الإسرائيلية قتلها تسببت بإلحاق الضرر بمجمل الحياة الزراعية في الوادي، حيث تناقصت مساحة الأراضي المزروعة بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً، وفقد واد قانا أكثر من نصف أراضيه الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أرضه كما أن الأراضي الزراعية المحاذية مباشرة للمستوطنات قد تحولت إلى أراض بور غير صالحة للزراعة نتيجة تكثيف المستوطنين لاعتداءاتهم على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستوطنات المقامة وقد أدى ذلك إلى إضعاف قدرة أعداد من المزارعين على مواصلة استغلال أراضيهم.
صورة 6: منظر عام لطبيعة وادي قانا الخلاب
صورة 7: لوحات تشير موقع مستعمرة ياكير الإسرائيلية
اعداد: