في تقرير صادر عن مركز أبحاث الأراضي ذكر فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقبرة مأمن الله والتي تعد أقدم واعرق مقبرة إسلامية في فلسطين، حيث كانت مساحتها الأصلية 200 دونماً لم يبقى منها اليوم سوى 20 دونماً، حيث أقيمت على أرضها فنادق ومواقف سيارات وحديقة عامة على حوالي 70% من مساحتها، واليوم بدأ ينفذ الاحتلال مخططاته التي ستلتهم ما تبقى من مساحة مقبرة مأمن الله منها مخطط بناء ' متحف التسامح' ذلك الذي لا يتسامح مع عظام الموتى بل ويقوم على محو وطمس آثار ومعالم الآخرين.
وأشار التقرير أن الاحتلال يخطط لبناء مجمع للمحاكم الإسرائيلية، تلك المحاكم التي لا تحكم بالعدل حيث أنها لم تنصف الموتى ولم تحترم مشاعر وكرامة ذويهم الأحياء.
كما ينوي الاحتلال إقامة موقف سيارات على حساب تجريف وتدمير وطمس هويتها التاريخية والإسلامية باعتبارها معلماً رئيساً من معالم القدس. وذكر التقرير إن مسلسل الاعتداءات على المقبرة وعلى مدينة القدس مستمر فخلال الثلاث سنوات الماضية تم الاعتداء أكثر من 30 مرة على هذه المقبرة وذلك ضمن مخطط عنصري لإزالة القبور وتكسيرها ونبشها وتدمير ومحو معالمها.
واليوم في ليلة الخامس والعشرين من حزيران 2011 تم تدمير أكثر من 100 قبر إسلامي بدعم وحماية السلطات الإسرائيلية، حيث واصلوا أعمال الحفر والتجريف ثلاث ساعات متواصلة طالت قبور علماء وشهداء وقادة. وكانت بلدية الاحتلال في القدس منحت الشركة الإسرائيلية التي تستولي على المساحة من الأراضي التي صودرت من مقبرة مأمن الله بهدف ' بناء متحف التسامح' مدة أسبوعين للعمل من خلال تغيير مساحات البناء المسموح بها تحت الأراضي وفوقها بفارق 6000م2. إن الهجمة الإسرائيلية على مدينة القدس وتزييف وتزوير تاريخها متواصل، حيث تُهدم وتُهدد بيوتها بالهدم … وتصادر وتجرف أراضيها … بل ويغير الاحتلال أسماء أحياءها العربية إلى يهودية … كل ذلك لطمس ومحو المعالم الإسلامية التاريخية وتزويرها بحقائق باطلة يهودية.
وذكر التقرير الذي أعده مركز أبحاث الأراضي لصالح الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس أن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من اعتداءاته على مدينة القدس وأهلها خلال حزيران 2011، حيث لا يزال يواصل تهديد حي البستان في سلوان بالهدم ويرفض المخطط البديل الذي وضعه أهالي الحي، ويهدد عائلة الرازم بالهدم في واد ياصول، كما يحاول مستعمرون من جمعية 'فاعد عدات هسفرديم' طرد عائلة فرحان التي تسكن الشيخ جراح. وفي سياق متصل يحاول المستعمرون التحريض لهدم جزء من مسجد محمد الفاتح في حي رأس العمود بسلوان، كما هددت الإدارة المدنية الإسرائيلية بهدم مرحاض المدرسة الوحيدة في قرية النبي صموئيل.
وأشار التقرير إلى أعمال الحفر والتجريف التي تجري في شارع السلطان سليمان لإنشاء موقف لباصات السياحة اليهودية، وتجري أعمال حفريات أيضاً بالقرب من مغارة سليمان لإقامة مراحيض لخدمة الزائرين اليهود، كما يواصل الاحتلال أعمال حفر وبناء أساسات لإقامة البنية التحتية لـ 32 وحدة استعمارية بشكل أولي على أنقاض دار المفتي – فندق شبرد – في الشيخ جراح. وأعمال الحفر والتجريف جارية في القصور الأموية من الزاوية الشرقية الجنوبية الملاصقة لجدار الحرم الشريف وتم تغيير اسمها إلى ' مظاهر الهيكل'.
وضمن مسلسل الاعتداء على الأرض ذكر التقرير بأن مستوطني ' بسجات زئيف' الإسرائيلية المقامة على أراضي مصادرة في قرية حزما قاموا بحرق 20 شجرة زيتون.
وعلى صعيد المصادرة والاستيطان ذكر مركز أبحاث الأراضي انه تم الإعلان عن عدد من المخططات خلال حزيران 2011 وهي التالي:
-
أعلنت وزارة عدل الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط جديد تم فيه تغيير أسماء الأحواض والأراضي لتهويد المدينة المقدسة وذلك لكي لا يدري صاحب الأرض بها وتم الإعلان عن المخطط في الصحف العبرية.
-
مخطط تغيير أسماء معالم ومواقع القدس، حيث يتم تغيير الأسماء العربية وتحويلها إلى أسماء يهودية مثال على ذلك القصور الأموية والتي تحولت إلى 'مظاهر الهيكل '، سلوان ' شيلوح'، واد حلوة ' مدينة داود' …الخ.
-
مخطط يضم 550 دونماً من أراضي الفاروقي وواد ياصول، حيث صادقت عليه اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس المحتلة.
-
مخطط لبناء 1600 وحدة سكنية استعمارية على حساب أراضي صور باهر تم الإعلان عن مصادرتها، وأعلنت بلدية الاحتلال والكيرن كيمت عن ضمها.
-
كما يجري أعمال تجريف لبناء 24 وحدة استعمارية في البؤرة الاستعمارية ' بيت اوروت' المقامة على أراضي الصوانة في الطور.
وأشار التقرير إلى الخوف الأمني لسلطات الاحتلال واصفاً إياه بهوس بلا حدود، ونتيجة لذلك أغرق القدس بمناطيد التجسس .. والطائرات المروحية في السماء … آلاف المجندين … والأسوار والاسلاك الشائكة … أبراج المراقبة … الحواجز والمعابر … جدار الضم والتوسع العنصري … كل ذلك لا يكفي لأمن المستعمرين اليهود بل قاموا بزرع العشرات بل المئات من كاميرات التجسس في الشيخ جراح ورأس العمود والبلدة القديمة في أزقتها وشوارعها.
هذا وقام الاحتلال باستباحة مدينة القدس في ذكرى ضمها حيث حولها إلى ثكنة عسكرية وأغلق كافة الطرق وخاصة في شوارع وأزقة البلدة القديمة وسط مسيرات استفزازية في مناسبة استفزازية طافوا فيها كافة شوارع مدينة القدس.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس