الانتهاك: المستوطنون يستهدفون مسجد يتما القديم بكتابة شعارات عنصرية على جدرانه، بالإضافة إلى إحراق سيارتين في بلدة قبلان.
الموقع: يتما وقبلان / محافظة نابلس.
تاريخ الحدث: 8 أيلول 2011.
الجهة المعتدية: مستعمرين يهود.
تقديم:
يبدو أن حمى الاعتداء على المساجد والمقدسات الإسلامية في الضفة الغربية والقدس الشريف آخذه بالتصعيد بوتيرة عالية، حيث أن العقلية العنصرية والتطرف ضد الإسلام وضد العرب عند المستوطنين هي الدافع الرئيس وراء ذلك، فبعد الاعتداء على مسجد قرية قصرة بإحراقه من الداخل في السادس من شهر أيلول 2011 و بعد اقل من يومين يتم الآن استهداف مسجد قرية يتما في قلب قرية يتما جنوب مدينة نابلس بكتابة عبارات عنصرية تحريضية على جدران وبوابة المسجد القديم في القرية والذي يعود تأسيسه قبل أكثر من 140 عام.
تفاصيل الانتهاكات:
ففي ساعات الصباح الباكر هاجمت مجموعة كبيرة من المستوطنين لم تحدد المستوطنة التي انطلقوا منها إلى حد إعداد هذا التقرير قرية يتما من الجهة الشمالية، حيث كان مسجد قرية يتما هدفهم الأساسي، حيث قاموا بكتابة شعارات تحريضية تحت عنوان ‘ حياة مؤقتة’ والتي يقصد بها لا وجود للفلسطينيين حق في الحياة على تلك البقعة من الأرض، وأن هذه الأرض هي فقط للمستوطنين على حد زعمهم.
يشار إلى الاعتداء على المقدسات الإسلامية سواء من مساجد أو حتى مقامات إسلامية من قبل المستوطنين هي ظاهرة قديمة حديثة، فهناك العشرات من المقامات الدينية والمساجد داخل الأراضي المحتلة عام 1948 والتي جرى استهدافها بالهدم أو تحويلها إلى إسطبلات للخيول أو حتى نوادي ليلية، كذلك هو الحال في القدس الشريف والضفة الغربية فهناك العديد من المقامات الدينية في الضفة الغربية كانت محط استهداف المستوطنين خاصة قبر يوسف في نابلس وكذلك قبر النبي يوشع ذو الكفل في قرية كفل حارس، وحتى المساجد استهدفت من قبل المستوطنين بالحرق والتخريب فمنذ عام 2010 حتى تاريخ اليوم بلغ عدد المساجد التي جرى استهدافها من قبل المستوطنين سواء بالحرق أو التخريب 49 مسجدا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية – حسب دراسة تابعة لمركز أبحاث الأراضي تحت عنوان ‘ الاعتداء على المساجد سياسة قديمة متجددة.
يذكر أن حكومة الاحتلال ممثلة بجيش الاحتلال الإسرائيلي توفر كافة التسهيلات والتغطية للمستوطنين أثناء اعتدائهم ضد الأرض و الإنسان الفلسطيني أو حتى المقامات الدينية، وهذا يعطي التشجيع للمستوطنين في شن المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين وضد المساجد التي دعت الأديان السماوية الثلاث إلى الحفاظ عليها والتي كفلت أيضا حرية العبادة، إلى أن عقلية المستوطنين داخل دولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية لا تدرك ذلك والدليل ما يحصل من استهداف موجه ضد المقدسات الإسلامية في الضفة و القدس و الأراضي المحتلة عام 48.
حرق سيارتين في بلدة قبلان جنوب نابلس:
تجدر الإشارة أن قطعان المستوطنين بعد الانتهاء من كتابة شعارات عنصرية على مسجد قرية يتما القديم توجه هؤلاء المتطرفين باتجاه بلدة قبلان المجاورة، حيث أقدموا على حرق سيارتين كانتا متوقفتين على جانب الطريق الرئيس داخل البلدة، تعود السيارة الأولى إلى شركة ‘ فينكس’ لتأجير السيارات وهي من نوع هونداي موديل 2009م، والسيارة الثانية من نوع BMW موديل عام 1988م تعود ملكيتها إلى المواطن سعيد عدنان الأزعر من بلدة قبلان.
تجدر الإشارة إلى أن يقظة الأهالي حالت دون إحراق المزيد من السيارات والتعرض للممتلكات، حيث استيقظ الأهالي على لهب النيران المتصاعد من السيارات مما دفع المستوطنين إلى الفرار من المنطقة وعدم التمادي في أعمالهم التخريبية.
معلومات عامة عن قرية يتما:
تقع إلى الجنوب من مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي 11كم على يسار الطريق الرئيسي نابلس – القدس، وتقع القرية على بقعة ‘ كفر يتما’ من العهد الروماني. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 4,411 دونم منها 392 دونم مساحة مسطح البناء، وتحيط بأراضيها القرى الفلسطينية التالية: الساوية وياسوف، بيتا وقبلان، ويزرع في أراضيها الحبوب والخضروات والزيتون. هذا وبلغ عدد سكان قرية يتما 2,853 نسمة. وصادرت مستعمرة ‘ رخاليم’ من أراضي القرية نحو 25.7 دونم. يوجد في القرية حمولتين رئيسيتين هما: نجار والتي تتفرع منها عائلات حسن، شحاده، أبو بكر ومسلم، بالإضافة إلى حمولة صنوبر التي تتفرع منها عائلات : حداد عودة ومحسن.