لم تشهد اوضاع الفلسطينيين وممتلكاتهم في الاراضي الفلسطينية أي تطور ايجابي، ولا زالت وتيرة اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين التي تنكل بالفلسطينيين في جميع محافظات الضفة الغربية المحتلة مرتفعة وتبعث على القلق وخاصة أن هذه الاعتداءات اخذة بالتفشي والازدياد مع مرور الاعوام. وتكشف هذه الاعتداءات عن مدى الكراهية التي يكنها قطعان المستوطنين للفلسطينيين متمثلة في حجم الاذية التي يلحقها هؤلاء المستوطنون في صفوف الفلسطينيين هذا بالاضافة الى الخسارة التي يُكبدها هؤلاء المستوطنين في الممتلكات الفلسطينية بغض النظر عن نوعها. كما ان عدم جدية قوات الاحتلال الاسرائيلي في التعامل مع هذه الاعتداءات والتصدي لها بالصورة الممكنة صعّد من خطورة وأصبحت هذه الاعتداءات عنوانا للخوف لدى الفلسطينيين.
وفي دراسة تحليلية أعدها معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) لاعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال الربع الاول من العام 2015, سجل المعهد 184 اعتداءا موزعة على جميع محافظات الضفة الغربية, مقارنة مع 172 اعتداءا نفذه المستوطنون خلال نفس الفترة من العام 2013، و200 اعتداءا خلال نفس الفترة من العام 2014. الرسم البياني رقم (1), يبين اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال الفترة 2013 و2015 .
الرسم البياني رقم (1): اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال الفترة 2013 و2015 .
وكان معظم الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في كل من محافظات القدس والخليل ونابلس على التوالي, وهي المحافظات التي تعد مرتعا للمستوطنين المتدينين في الضفة الغربية المحتلة وتشهد اعتداءات المستوطنين باستمرار. ففي محافظة القدس تمثلت الاعتداءات بالاقتحامات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك هذا بالإضافة الى اعمال تدفين الثمن التي ارتكبتها عصابات المستوطنين بحق عددا من الكنائس في المحافظة وعمليات الاستيلاء على المنازل الفلسطينية بدعوى ملكيتها من قبل مستوطني جمعية العاد الاستيطانية الاسرائيلية. أما في محافظة الخليل فقد تمثلت اعتداءات المستوطنين بالاعتداء على المواطنين الفلسطينيين الذي تحاذي اراضيهم المستوطنات والبؤر الاستيطانية الاسرائيلية في المحافظة هذا بالإضافة الى عمليات الدهس التي نفذها قطعان المستوطنين بحق عددا من المواطنين الفلسطينيين مما ادى الى اصابتها بجروح خطيرة وايضا اعمال العربدة في البلدة القديمة في مدينة الخليل منها القاء الحجارة على منازل المواطنين وممتلكاتهم. وكانت من بين المستوطنات التي تصّدر اسمها قائمة الاعتداءات كل من كريات اربع وبيت هاجاي والمستوطنين القاطنين في حي تل الرميدة. كذلك كان للمستوطنات الإسرائيلية القابعة بشكل غير قانوني على الاراضي الفلسطينية جنوب محافظة الخليل مثل مستوطنات معون وسوسيا وبؤرة هفات معون اثرا كبيرا على التجمعات الفلسطينية المحيطة وذلك من خلال عمليات التوسع الاستيطاني التي نفذتها مجموعات المستوطنين في المنطقة واضافة كرفانات جديدة في الوقت الذي يتهدد خطر الهدم هذه التجمعات البدوية البدائية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة مثل الماء والكهرباء والبنية التحتية. أما في محافظة نابلس, فقد تصدرت كل من مستوطنات يتسهار وايتمار وألون موريه والبؤرة الاستيطانية عادي عاد قائمة الاعتداءات على الفلسطينيين وأراضيهم في المحافظة وخاصة أن هذه المستوطنات تقع بالقرب من الاراضي الزراعية الفلسطينية التي يتعرض أصحابها لشتى الاعتداءات في محاولة من المستوطنين ردع الفلسطينيين من الاقتراب الى اراضيهم لزراعتها وفلاحتها حتى يتسنى للمستوطنين السيطرة عليها وبالنهاية ضمها لحدود المستوطنة. الرسم البياني رقم (1)
الرسم البياني رقم (1): اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة
وتنوعت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة اذ استهدفت الاراضي الزراعية والمفتوحة واستباح المستوطنين لأنفسهم باقتحام الاماكن الدينية والاثرية في الضفة الغربية المحتلة وممارسة شعائرهم الدينية فيها في خرق واضح لحرمة هذه الاماكن. وقد سجل معهد اريج 58 اعتداءا من هذا النوع خلال الفترة المذكورة. كما شملت انتهاكات المستوطنين ايضا الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين والتسبب في ايذائهم وعمليات الدهس بواقع 52 اعتداءا خلال الفترة المذكورة, هذا بالإضافة الى 31 اعتداءا على الممتلكات الفلسطينية من منازل ومنشآت وسيارات. الرسم البياني رقم (2), يبين تفاصيل الاعتداءات الاسرائيلية خلال الربع الاول من العام 2015
الرسم البياني رقم (2): تفاصيل الاعتداءات الاسرائيلية خلال الربع الاول من العام 2015
وتجدر الاشارة الى أن عدم تحمل اسرائيل اية مسؤولية تجاه عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة سوف يبعث عن تنامي العنف في المنطقة وذلك بسبب استمرار تطاول المستوطنين على حقوق الفلسطينيين في الارض المحتلة دون رادع. كما أن ازدياد ظاهرة الاعتداءات هذه تشير الى الإخفاق المجحف لقوات جيش الاحتلال الاسرائيلي في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وخصوصا أن هذه الزيادة الملحوظة في عدد الانتهاكات من عام الى اخر ترجع للبيئة التي توفرها لهم الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بمختلف اقسامها.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)