الانتهاك: مستوطنو مستوطنة ‘مسكيوت’ يستهدفون تجمع بدوي عين حلوة
تاريخ الحدث: 24 تشرين أول 2011
المكان: منطقة واد المالح في الأغوار الشمالية
تقديم:
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بعمليات سرقة و نهب الأراضي الزراعية في الأغوار الشمالية، بل تعدى ذلك إلى تنفيذ عملية تطهير عرقي في الأغوار فلا ماء و لا هواء و حتى يابسة يسمح للفلسطينيين من سكان الأغوار من استغلالها، حيث بات سكان الأغوار غرباء عن وطنهم الأم الذي لطالما احتضنهم لفترات طويلة يزرعون الأرض هناك و يربون الماشية بالإضافة إلى كونهم يزرعون الأمل و الخير في نفوس أولادهم في مستقبل مشرق بعد ليل طويل.
لكن الاحتلال يصر في كل يوم على التضييق على السكان المحليين بكافة الطرق و السبل التي لا تتفق مع المبادئ و الأعراف الدولية ولا حتى مع حقوق الإنسان الفلسطيني فهناك عمليات تهجير منظمة من خلال عدم الاعتراف بالتجمعات البدوية المنتشرة بالأغوار الفلسطينية و اعتبارها داخل مناطق عسكرية مغلقة يجب إزالتها، عدى أن مطاردة السكان ليل نهار و مصادرة ما بحوزتهم من عتاد و ماشية.
و لكن فوق هذا تبقى مشكلة المياه و حرمان أهالي الأغوار من حقهم الطبيعي في الحصول على المياه التي تروي ضماهم و تسد حاجة ماشيتهم من المياه هي العامل الأساسي و الأبرز هنا، مع الإشارة هنا أن سلطات الاحتلال لم تكتف بحرمان الفلسطينيين من حقهم من مياه نهر الأردن التي تبلغ 330 مليون متر مكعب سنويا[1]، بل عمدت إلى مصادرة مصادر المياه المعتمدة على الآبار الارتوازية الزراعية من خلال تخريبها كما حصل في الأغوار الشمالية حين أقدمت على تخريب وتجفيف 9 آبار ما اضطر المواطنين والمزارعين هناك للانتفاع من مياه شركة المياه الإسرائيلية ميكروت لسد احتياجات الزراعة، حيث أن هذه المياه على ارض الواقع لا تسد ربع حاجة سكان الأغوار من مياه الشرب.مما ساهم هذا الواقع في انحسار المساحات الزراعية إلى 5000 دونم زراعي[2] نتيجة ذلك وبسبب تشدد سلطات الاحتلال بمنح تصاريح لحفر آبار جديدة في مناطق C والتي تشكل 70% من الأغوار، مع العلم أن 60 % من الآبار العاملة في المنطقة تم حفرها في العهد الأردني ولم يجر تجديدها نظرا للعراقيل الإسرائيلية.
كذلك الأمر مع عيون المياه حيث استطاعت السلطات الإسرائيلية خلال ستة عقود عزل المناطق ذات الكفاءة بتخزين الماء بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة ووضعت يدها على جوف الأرض ومخزونها من المياه ما أثر على الطاقة الإنتاجية لعيون المياه في الأغوار البالغة 16 عين، والتي تعد واحدة من أهم مصادر المياه للزراعة الفلسطينية في المنطقة ما أدى إلى جفاف 6 منها أبرزها عين الفارعة، أو تحولت إلى ينابيع موسمية في فصل الشتاء والربيع على أبعد تقدير بعد أن كانت ينابيع جارية طيلة السنة.[3]
الانتهاك:
يذكر أن مستوطني مستوطنة مسكيوت في قلب الأغوار الفلسطينية، أقدموا في يوم الاثنين 24 من شهر تشرين أول الحالي على مداهمة تجمع بدوي عين الحلوة شرق مدينة طوباس في منطقة الأغوار الشمالية (79نسمه) حيث أقدموا هؤلاء المستوطنون على مضايقة السكان و استهداف صهاريج نقل المياه عبر تفريغ محتويات هذه الصهاريج على الأرض و بالتالي تكبيد السكان خسائر فادحة من خلال إلحاق الضرر بهم.
مع الإشارة هنا إلى أن أهالي خربة عين الحلوة كباقي سكان واد المالح يحصلون على المياه عبر شرائها بواسطة صهاريج خاصة من بلدة طمون و مدينة طوباس عدى عن كونها مكلفة من حيث الجهد المبذول في عملية نقلها مرورا بحاجز التياسير ألاحتلالي بمسافة تزيد عن 12كم فهي تعتبر أيضا مكلفة في ثمنها حيث يتجاوز سعر الصهريج عن 100 شيقل و هذا يرهق كاهل السكان البدو الذين أنهكتهم الحياة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن سكان خربة عين حلوة ينحدرون بالأصل إلى بلدة طمون في محافظة طوباس تحديدا من عائلة بشارات و عائلة بني عوده، حيث طبيعة عملهم في تربية الاغنام دفعتهم إلى الهجرة إلى منطقة واد المالح في الأغوار الشمالية للعيش هناك و تربية أغنامهم و التي تعد الحرفة الوحيدة و الأساسية لديهم.