الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يصادر شاحنة لنقل الحطب إلى مفاحم بلدة يعبد.
الموقع: بلدة يعبد – محافظة جنين.
التاريخ: 2 تشرين ثاني 2011.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: المواطن فتحي يوسف أبو بكر.
الانتهاك:
في خطوة إسرائيلية جديدة لضرب الاقتصاد الفلسطيني والضغط على أصحاب المفاحم المنتشرة في سهل بلدة يعبد عبر تضييق الخناق عليهم باستخدام كافة السبل والوسائل العنصرية التي لا تتماشى مع الأعراف الدولية، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الخميس الثاني من شهر تشرين ثاني 2011 على مصادرة سيارة شحن تستخدم في نقل الحطب من قرية برطعة الشرقية المعزولة خلف الجدار العنصري باتجاه بلدة يعبد وذلك على حاجز دوتان العسكري في محيط بلدة يعبد.
يشار إلى أن الشاحنة تعود في ملكيتها للمواطن فتحي يوسف أبو بكر (56عاماً) من سكان بلدة يعبد حيث اقتاده جنود الاحتلال إلى مدخل مستوطنة ‘دوتان’ وهناك سلموه بلاغاً بمصادرة سيارة الشحن التي يمتلكها لعدة أيام بكافة محتوياتها مع فرض غرامة مالية باهظة بدل ما يسمى ‘بالأرضية ‘ وهي الرسوم التي يتم جنيها بدل تكاليف مصادرة سيارة الشحن واحتجازها داخل احد معسكرات الجيش القريبة.
يذكر أن المواطن المذكور والذي يعيل أسرة مكونة من 9 أفراد تعتبر تلك الحرفة هي مصدر دخله الرئيسي وبمصادرة سيارة الشحن الخاصة به يفقد المواطن المذكور مصدر دخل عائلته علاوة على تغريمه نفقات باهظة بدل المصادرة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، علاوة على الأثر السلبي على قطاع الفحم في يعبد والذي يعتمد بالأساس على كميات الحطب التي يتم جلبها من داخل قرية برطعة ومناطق أم الفحم القريبة لصالح صناعة الفحم في البلدة والتي يعتاش من خلالها عشرات الأسر في البلدة والقرى المجاورة. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي برر عملية مصادرة سيارة نقل الفحم بكونها تنقل مواد يحذر نقلها إلى مناطق ممنوعة داخل الضفة الغربية.
معلومات عامة عن قطاع الفحم في بلدة يعبد:
يشار إلى أن حرفة تصنيع وتجارة الفحم في بلدة يعبد هي حرفة قديمة قائمة منذ القدم قبل قيام دولة الاحتلال بسنوات طويلة حيث تعتبر بلدة يعبد عاصمة إنتاج الفحم في فلسطين وهي تساهم بما يزيد عن 30% من مصدر الدخل واقتصاد بلدة يعبد، علاوة على أنها توفر مصدر دخل لمئات الأسر في البلدة والقرى المجاورة، خصوصاً إذا ما علمنا انه يوجد في بلدة يعبد ما يزيد عن 55 منشأة لتصنيع الفحم. يذكر أن مفاحم بلدة يعبد كان لها دور بارز في تزويد محطة القطار في مدينة حيفا بالفحم اللازم لتشغيل القطارات عام 1922م تلك القطارات التي كانت تربط ما بين مدينة حيفا والقدس بالإضافة إلى الخط الحجازي القديم في الأردن .
بالإضافة إلى ذلك فان لتلك المفاحم أهمية كبيرة في توفر عشرات فرص العمل لأبناء البلدة من خلال العمل في تلك المفاحم ونقل الفحم والأخشاب وغيرها من الأعمال بالإضافة إلى تشغيل أصحاب صهاريج المياه، وأصحاب الجرارات والشاحنات والتجار وتشغيل عمال في ورشات تقطيع الخشب، وهم مرتبطون بهذا المورد الاقتصادي مباشرة الذي يوفر حياة كريمة لعدد لا بأس به من أبناء البلدة.
يشار إلى أن المفاحم في بلدة يعبد تشهد حملة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر إخطار تلك المنشآت بوقف البناء بحجة وقوعها ضمن المناطق المصنفة C من اتفاق أوسلو والتي كان آخرها خلال شهر أيار الماضي والتي تم إخطار 18 مفحمة بوقف البناء بحجة عدم الترخيص مع الإشارة هنا إلى أن المفاحم هي بالأصل موجودة على أراض طابو ومعظم أصحاب منشآت الفحم تربطهم عقود رسمية بأصحاب الأرض هذا بالإضافة إلى أن معظمها قائم قبل الاحتلال.
علاوة على ما تقدم هناك تعمد ملحوظ في تعطيل إدخال الأخشاب المواد الأساسية لصناعة الفحم والتي يتم شرائها من داخل الخط الأخضر، حيث أن جنود الاحتلال يعرقون إدخال الشاحنات ويتم احتجازها لساعات طويلة على معبر برطعة المدخل الوحيد للفحم في المنطقة، حتى المفاحم نفسها لم تسلم من شر جنود الاحتلال فقد تم هدم مشغلين للفحم خلال الأعوام الثلاث الماضية مرتين دون أي مبرر ودون أي سابق إنذار يذكر فقط فهم يريدون تحقيق هدف واحد و هو ترحيل الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين من المنطقة والاستيلاء على السهل بأكمله وذلك لخدمة النشاطات الاستيطانية هناك.