الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يشرع في إقامة مقطع جديد من جدار الفصل العنصري.
المكان: قرية عزون عتمة – قلقيلية.
التاريخ: بداية شهر تشرين ثاني 2011.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي قرية عزون عتمة.
الانتهاك:
تحولت حياة المواطن الفلسطيني هاني عامر من قرية مسحة غرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية إلى جحيم، ليس لأن جدار الفصل صادر آلاف الكيلومترات من أراضي قريته وفصل بهذه المصادرة منزله عن منازل القرية، والذي ضُم إلى مستوطنة ‘القناة’ الإسرائيلية التي تقام على أراضي القرية، بل تعدى هذه المرة إلى تدمير واقتلاع 100 شجرة تقدر عمرها بنحو 120 عاماً، بالإضافة إلى 56 شجرة برتقال علاوة على مصادرة مساحة واسعة من أرضه تزيد عن 47 دونماً خلف الجدار العنصري الذي تنفذه قوات الاحتلال على أراض القرية بالإضافة إلى أراضي بلدة الزاوية وقرية عزون عتمة.
وبذلك تضيف عملية تدمير أرضه التي لطالما حرص على الاعتناء بها منذ نعومة أظفاره ليأتي يوم يرى فيه حقد جنود الاحتلال وهم يستخدمون أدوات نشر حادة في تقطيع أشجاره لتسقط على الأرض جثة هامدة لا حول لها ولا قوة وبهذا تضاف معاناة أخرى للمزارع هاني عامر والتي ابتدأت منذ أن طُرد من منزله في أراضي الداخل الفلسطيني إبان نكبة عام1948 عندما تم تهجيره من بلدته كفر قاسم في الداخل الفلسطيني إلى قرية مسحة قضاء مدينة سلفيت، ثم ما لبث أن هدمت جرافات الاحتلال أجزاء من منزله في أوائل عام 1990 بدعوى أنه مخالف للقانون.
ولاحقاً هدم الاحتلال مطعماً لهاني, إضافة لبيوت متنقلة (كرفانات) في عام 1996 بعد أن أكدوا له أن بناء بيوت متنقلة مسموح به. كما دمر الاحتلال مزرعته التي وصلت كلفتها إلى نحو نصف مليون دولار حين شرعوا ببناء الجدار الفاصل عليه، وهدموا مزرعة للدواجن تقع على مساحة خمسمائة متر مربع لنفس الغرض. وفي عام 2003م تم عزل منزله بالكامل بسياج حول منزله إلى سجن حقيقي محاط بالسياج العنصري من أربع جهات بالإضافة إلى بوابة الكترونية تخضع لإشراف الاحتلال هذه البوابة هي المتنفس الوحيد له ولا يسمح لأحد بزيارته إلا بالتنسيق مع الاحتلال الذي يحيط بالمنزل من جميع الجهات.
وبهذا فان خسارته وصلت إلى مئات الآلاف من الدولارات، فهذا المزارع البسيط كغيره من سكان القرية الذين لم يعودوا ملاحقين بلقمة عيشهم ومصادر رزقهم فقط، وإنما أصبحت حياتهم مهددة كل وقت وكل حين. فاليوم وبعد 8 سنوات من إقامة الجدار العنصري يشرع الاحتلال بإقامة مقطع جديد من هذا الجدار الذي ألقى بتبعاته السلبية على جميع جوانب الحياة في القرى المجاورة له و خاصة قرية عزون عتمة التي تحولت إلى سجن كبير بفعل هذا الجدار العنصري الذي بات يحاصر القرية ويخنقها ويقضي على أي فرصة مستقبلية للنهوض بها.
الآن يأتي الاحتلال بقرار جديد لتعديل الجدار العنصري بحيث يدمر مساحات واسعة من الأرض لصالح مستوطنة ‘اورانيت’ المقامة على أراضي قرية عزون عتمة حيث وبحسب الإحصاءات المتوفرة في المجلس القروي فقد بلغت مجموع الأضرار من وراء عملية تنفيذ المقطع الجديد والذي سوف يزيد طوله عن5كم هي كالتالي:
تم تجريف ما يقرب من 130 دونماً من الأراضي المزروعة التي تعود ل 100 مزارع واجتثاث ما يقرب من 500 شجرة.
بالإضافة إلى ذلك، أجبر المزارعون على تفكيك تسع دفيئات زراعية وما يقرب من 7000 متر من شبكات الري الواقعة على طول المسار الجديد.
وحال انتهاء بناء هذا المقطع من الجدار فسيعزل هذا الجدار العنصري قرابة 400 دونماً سوف تصبح ما بين الخط الأخضر و لجدار العنصري في الجهة الجنوبية والغربية من القرية.
من جهته أكد السيد عبد الكريم أيوب سكرتير المجلس القروي في عزون و ناشط في حقوق الإنسان لباحث مركز أبحاث الأراضي: أن الجدار بالمقطع الجديد الذي يبنى حديثًا يحرم أهالي القرية أكثر من 70 % من أراضيها الزراعية، ووصف عمليات الاحتلال بالقرية بالجريمة المنظمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي التي لا تبحث سوى عن النزاع والدمار لا السلام والاستقرار’.
ويحيط بالقرية ثلاث مستوطنات هي ‘اورانيت’ ‘شعارات تكفا’ و’الكنا’، بالإضافة إلى جدار من الجهة الغربية والجنوبية وآخر من الشمال. ويشار إلى أن قرية عزون عتمة يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ 1500 نسمة، تعتمد بشكل كبير على الزراعة المروية والزيتون حيث يوجد بالقرية مجموعة من الآبار الارتوازية وتقع على خط التماس بين الضفة الغربية والداخل المحتل ولا تبعد عن بلدة كفر قاسم بالمثلث المحتل سوى كيلو متر واحد.