تواجه عائلتي المسلماني وجمجوم خطر إخلاءهما من مسكنيهما المجاورين والواقعين في بيت حنينا شمال مدينة القُدس المحتلة، والذي يدعي الاحتلال بأنها مُصادرة لصالح أراضي الدولة. ويعود المسكن الأول لكل من المواطن عادل بدر المسلماني، والذي تبلغ مساحته 250م2 والذي يقطنه 14 فرداً منهم طفل. والمسكن الثاني يعود للمواطن سمير رفاعي جمجوم، ويسكنه 10 أفراد منهم 8 أطفال.
وأول ما يَلفت نظر الزائر للموقع، بُرج عسكري ضخم مُطل على المسكنين، وهو بُرج مُراقبة تابع لمُعسكر القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، والذي يفصل بينه وبين المنزل شريط شائك، كما يقع خزان المياه المُغذي للمستعمرتين ‘ نيفيه يعقوب’ و ‘ بسجات زئيف’. وأفاد المواطن عادل المسلماني لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
هذا المسكن عبارة عن بيت عربي إسلامي، تم بناءه في عهد الحُكم الأُردني عام 1954، وكان يسكُنه حينها قائد الجيش الأردني في القدس. وهو يقع في حي عربي تسكُنه عائلات إسلامية ومسيحية، كعائلة سُنقرط وخوري والدبسي. وكُنت قد استأجرت المنزل من الأوقاف الإسلامية عام 1997 بعد أن دفعت الخِلو لعائلة البازيان التي كانت تسكُنه، ومن وقتها أصبحت أدفع الإيجار للأوقاف. في العام 2001 حضر موظفون من دائرة أراضي إسرائيل، وسلمونا قراراً يدعون فيه بأن الأرض ملك للدولة وأنها مُصادره مُنذ العام 1968 استناداً للقانون الأردني الذي يُجيز مُصادرة واستغلال الأرض لصالح الدولة، وتوجهنا للأوقاف الإسلامية التي أعلنت عن وقوفها جانبنا باعتبار أن المنزل عبارة عن وقف إسلامي، وقامت بتعيين المحامي جمال أبو طعمة من أجل متابعة الأمر، كما قامت بتمويلنا لبناء جدار وسياج حول الأرض والمنزل، لكن الأوقاف الإسلامية بدأ موقفها يتراجع عن سابقه، وأوضحت أن المنزل أصبح تحت قانون سُلطات الاحتلال، وليس باليد حيلة فقُمنا بأخذ القضية على عاتقنا الشخصي كمُدافعين عنها وعلى حِسابنا الشخصي لِنضعها بالمحاكم .’
ويُضيف قائلاً: ‘ وفي العام 2008 أرسلت دائرة أراضي إسرائيل أمر إخلاء آخر للمنزل ولقطعة الأرض، فقُمنا بإرسال مُناشدة للمملكة الأردنية، باعتبارها الحاضن للوقف الإسلامي في القُدس، لإظهار ما يتهددنا من خطر إخلاءنا من منازلنا، كما قمنا بمُناشدة الرئاسة الفلسطينية، والرموز الدينية من أجل التدخل وإظهار القضية بشكل أكبر وأوسع، وتم تشكيل لجان وطنية وعشائرية ومن الأوقاف الإسلامية من أجل مُتابعة الأمر. ونحن ننتظر ما ستصل إليه الأمور، فقد تم تعيين جلسة في المحكمة بتاريخ 30 آذار 2012 من أجل النظر في القرار الصادر عن دائرة أراضي الدولة.’
مُحاولات الاحتلال في مضايقتنا ً:
‘ لقد حاول الاحتلال مضايقتنا وإرهابنا، فقبل حوالي العامين، حضر رجال مُخابرات إسرائيلية بزيٍ مدني وبسيارات شخصية، وحاولوا اختطاف ابني نضال، وقاموا بالاعتداء على المنزل والعائلة بشكلٍ همجي، وبعد أن استطاعوا الإمساك بنضال، قام اثنان من المُخابرات بتثبيته على الأرض وفتح فمه بالقوة ليأتي ثالث ويبصق في فمه أمام جموع الناس، وتم اعتقاله هو وشقيقه بدر، حيثُ بقي بدر مُعتقل لشهر بينما تم سجن نضال بمدة عام ونصف.’ ويختم حديثه قائلاً: إن وجودنا هُنا حق شرعي وقانوني، وإن الباطل يتمثل في إسرائيل وإنني أفضل الموت هُنا على أن أرحل من المنزل.’
اعداد: