الانتهاك: إغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الفلسطينية بالمياه العادمة من مستوطنة رفافا.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة رفافا.
الجهة المتضررة: الأراضي الزراعية في بلدة ديرستيا.
تاريخ الانتهاك: 20 تشرين ثاني 2011.
الموقع: الوجه القبلي – دير استيا / سلفيت.
تقديم:
لم يكتف مستوطنو مستوطنة ‘رفافا’ بسرقة وتجريف الأراضي الزراعية لصالح أعمال التوسعة التي تشهدها تلك المستوطنة على حساب الأرض و الإنسان الفلسطيني، بل تعدى ذلك إلى تلويث البيئة الفلسطينية وتعكير جو الريف الفلسطيني الجميل في منطقة واد قانا و إحلال الدمار و الخراب هناك. يذكر أن منطقة واد قانا تعد من أجمل المناطق الفلسطينية من ناحية الطبيعة الخضراء والتنوع الحيوي في الضفة الغربية، حيث أن المنطقة تمتاز بوفرة الأشجار وتنوع النباتات والأزهار وحتى الحيوانات البرية مما جعلها مقصداً للباحثين عن الراحة والاستجمام والباحثين عن دراسة التنوع الحيوي الفريد الذي خص تلك المنطقة بها.
لكن مع كل هذا فان المنطقة لم تسلم من ظلم الاحتلال، هذا الاحتلال الذي اقتلع الأشجار وسرق المياه وقضى على جميع مظاهر التطوير في المنطقة بل تعدى ذلك إلى حرمان الفلاح الفلسطيني من الأرض التي اعتاد على زراعتها على مر الأزمنة والقرون، وها هو الاحتلال الإسرائيلي يسعى الآن إلى طمس واقع الحياة في المنطقة عبر ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي صوب الأرض والأشجار الفلسطينية في منطقة الوجه القبلي غرب بلدة ديرستيا وبمحاذاة مستوطنة ‘رفافا’ القائمة عنوة على أراضي بلدة ديرستيا من الجهة الغربية.
يشار إلى أن مياه الصرف الصحي التي تصدر عن بعض العبارات المهترئة التي تنقل مياه الصرف الصحي من مستوطنة ‘رفافا’ إلى الأراضي الزراعية في واد قانا لها الدور الكبير في تسريب مياه الصرف الصحي باتجاه الوديان والأراضي الزراعية مما يعكس ذلك بظلاله على واقع المنطقة التي تحولت إلى مكرهة صحية ومصدر لجذب الحشرات الناقلة للأمراض والقوارض المختلفة ناهيك عن الخنازير البرية التي تنتشر هنا وهناك تدمر الغرس و تعرض حياة المزارعين في منطقة واد قانا للخطر المحدق.
من جهة أخرى تعتبر تلك المياه العادمة التي تنتشر على مساحة ما يزيد عن 20 دونما من أراضي المواطنين في الوجه القبلي ذات تأثير سُمي وقاتل للأشجار هناك وبالتالي إعدام تلك المنطقة بالكامل وبالتالي فقدان قيمتها الزراعية.
|
|
الصور : توضح سيل المياه العادمة على أراضي دير استيا ومصدرها مستوطنة رفافا الإسرائيلية
من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا لباحث مركز أبحاث الأراضي’ أن بلدية ديرستيا من خلال الارتباط المدني الفلسطيني تقدمت بعدد من الشكاوى للجانب الإسرائيلي والذي لا يبدي أي اكتراث لما يحصل في المنطقة من تدمير وتلويث للطبيعة بل على العكس يعطي الوعودات لحل المشكلة ولكن دون جدوى إلى اليوم، فمنذ أكثر من 8 سنوات والمنطقة تعاني من التلوث جراء تلك المياه العادمة والتي بدورها تدمر ما يزيد عن 20 دونما مزروعة بالزيتون هناك’
* أعمال توسعة واسعة النطاق لمستوطنة رفافا على أراضي بلدة ديرستيا:
بدأت سلطات الاحتلال في إنشاء مستوطنة رفافا عام 1991 على حساب أراضي قرية ديرستيا من الغرب، وتبلغ مساحتها الإجمالية الآن ما يزيد عن 2500 دونماً ، كما بلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية 2005 نحو 827 ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط-واشنطن). وقد شكلت مستوطنة رفافا ومنذ نشأتها على الأراضي الفلسطينية حجر عثرة أمام توسيع منطقة البناء الخاصة بقرية ديرستيا المجاورة، بالإضافة إلى دورها في مصادرة الأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون وفي منع رعاة الماشية من رعي المواشي في الأراضي القريبة من المستوطنة.
تجدر الإشارة إلى أن جرافات الاحتلال شرعت في الآونة الأخيرة في أعمال تجريف واسعة النطاق في محيط المستوطنة وذلك بهدف إنشاء طرق جديدة بالإضافة إلى توسعة مساحة المستوطنة التي تتنامى يوماً بعد يوم بشكل كبير وملفت للانتباه مما يتسبب الضرر في القطاع الزراعي في المنطقة وخلق واقع لا يمكن تغيره في المستقبل بأي شكل من الأشكال على حساب أراضي بلدة دير ستيا وقرية كفل حارس وقرية قراوة بني حسان وقرية حارس لصالح المستوطنة، حيث أن هذه الأراضي كانت مستغلة في السابق في الزراعات الحقلية من قبل أصحاب الأراضي في القرى المذكورة أعلاه.