تحل على شعب فلسطين في الخامس عشر من شهر أيار من كل عام ذكرى النكبة الأولى… حيث سيطرت العصابات الصهيونية بمساعدة عسكرية ميدانية وتمويلية ورعاية قانونية ودولية من قبل دولة الانتداب – بريطانيا – والذي نفذ عام 1948 وعد بلفور وزير خارجيتها الذي وهب وطناً لا يملكه لشعب لا يستحقه مستخدماً قوته ومستغلاً انتصاره في الحرب العالمية الثانية من اجل خلق وطن مزعوم لشتات يهود العالم الذين لا يربطهم عرق ولا وطن. ولأن المحتل ومن يساعده يعرفون بأن أرض فلسطين هي وطن الفلسطينيين يمتلكونها أرضاً وتاريخاً وهوية … بل هي مجبولة بدماء شهدائهم الذين قضوا دفاعاً عن عروبتها … سعى الاحتلال من منذ بدايات الغزو الاستيطاني للسيطرة على الأرض وإنشاء المستعمرات الزراعية والسيطرة على المصادر الطبيعية. واستغل هذا الاحتلال … بل زوّر وادّعى وتحايل على كافة القوانين المحلية والدولية من أجل نزع ملكية الأرض من أصحابها الفلسطينيين ومنحها للمحتلين المستعمرين القادمين من كل صقاع الأرض.
وقد بدأت عملية مصادرة الأرض ونزع ملكيتها ووضع اليد على الأملاك المشاعية والعامة من قبل الانتداب البريطاني لينتقل بعد ذلك لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تشكلت في أعقاب انسحاب الانتداب, ومازالت دولة الاحتلال تسعى بشتى الوسائل والسبل للسيطرة على الأرض وطرد أصحابها منها, حيث بدأوا بتدمير أكثر من (600) قرية فلسطينية وإزالتها عن الوجود في حرب 1948 وطردوا وهجروا أهلها من خلال المجازر والمذابح والتهديد بالمزيد منها… ثم دمروا قرى اللطرون ( بيت نوبا, يالو, عمواس) عام 1967 بعد أن دمروا حارة الشرق في البلدة القديمة من القدس, وأنشأوا على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967- الضفة الغربية- والقدس حوالي(423) مستعمرة يسكنها حوالي (404,356 ) مستعمر يهودي حتى غدا حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية في حكم المسيطر عليه من قبل هذا الاحتلال ومستوطنيه.
هذا واستخدموا حتى جدار الفصل العنصري من اجل ضم المزيد من الأراضي وعزل المزيد من القرى والخرب الفلسطينية تمهيداً لترحيلها ولم يكتفوا بشق الطرق الالتفافية التي لا غاية لها سوى تدمير المزيد من الأراضي وعزل المزيد من التجمعات السكانية. وهاهم يخططون لمد خط سكة حديدية يقّطع أوصال الغربية ليربط بين المستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1918 بطول حوالي (456 كم) ليصادر حوالي 30 ألف دونم ويمنع استخدام حوالي 70 ألف دونم أخرى من أراضي الضفة الغربية. ومع ذلك فان برامج الاحتلال في هدم المساكن والمنشآت الفلسطينية ومنع استصلاح الأراضي وزراعة الأشجار, ومصادرة الأراضي. ووضع المزيد من الحواجز العسكرية وتقطيع وقلع وحرق الأشجار والاعتداء على المزارعين الفلسطينيين ورعاة الأغنام ومنعهم من الوصول لأراضيهم أو استخدامها.
هذا وقد وثق مركز أبحاث الأراضي الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية خلال الخمس أشهر الأولى من عام 2012 أي خلال الفترة من 01/01/2012 – 15/05/2012 الانتهاكات التالية:
تم هدم 72 مسكن فلسطيني وتشريد 506 مواطن 60% منهم أطفال .
أوامر هدم لحوالي 147 مسكناً أخر يسكنها حوالي 800 مواطن أكثر من نصفهم أطفال .
أوامر هدم وأوامر إخلاء لحوالي 350 مسكناً آخر يسكنها حوالي 3000 مواطناً منهم حوالي 60% أطفال.
هدم آبار وجدران وبركس وحظيرة مواشي ومحلات تجارية وغرف زراعية وغيرها بحوالي 200 منشأة ينتفع منها حوالي 1310 مواطناً . مع تهديد بهدم ووقف العمل بحوالي 174 منشأة أخرى .
تم قلع وحرق وتقطيع حوالي 3000 شجرة زيتون, منها حوالي 70% أشجار مثمرة كبيرة والباقي اشتال, بالإضافة إلى حوالي 1000 شجرة أخرى تم تكسير أغصانها بصورة همجية. تم مصادرة أكثر من 8000 دونما لصالح الجدار والاستيطان بالإضافة إلى محاولات المستوطنين اليهود للسيطرة على حوالي 4500 دونماً أخرى.
كذلك تم تجريف حوالي 100 دونم مزروعة بالمحاصيل الحقلية والخضراوات وشبكات الري.
هذا وقد تم إضافة حواجز أخرى في الوقت الذي يدّعون فيه تخفيف الحصار.
هذه الإجراءات المتسارعة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد الأرض الفلسطينية ومالكيها ومزارعيها … تترافق مع همجية موازية على ما تبقى تحت أيدي الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م سواء في أراضي النقب ومحاولة مصادرة 800 ألف دونم وتكرار هدم قرية العراقيب لأكثر من 40 مرة… ومساومة أصحابها للتنازل على الأراضي التي أقاموا عليها مستعمرات إسرائيلية منذ أيام النكبة الأولى… كل ذلك من أجل نيل شرعية السيطرة على الأرض هذه الشرعية التي يسعى لأخذها هذا الاحتلال السارق مكن قبل أصحاب الأرض الذين قدموا قوافل الشهداء دفاعاً عنها … ولعل وقفة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الأسر الإسرائيلية هؤلاء الشهداء الأحياء لتعطي أفضل مثلاً على تمسك الفلسطيني بأرضه وحقه في العودة والسيادة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.