في يوم الخامس من شهر حزيران 2008، تفاجأ أهالي عرب الرماضين الجنوبي القاطنين إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، بقدوم عدد من مسؤولي ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية في منطقة قلقيلية، حيث طلبوا الاجتماع مع عرب الرماضين الجنوبي، وخلال الاجتماع عرض ضباط الإدارة المدنية على الأهالي الرحيل من المكان مقابل إعطائهم مكان آخر خارج جدار الفصل العنصري ولم يحددوا موقعه، حيث اخبر ضباط الإدارة المدنية أن وجود عرب الرماضين في المكان غير مرغوب به وأن الإدارة المدنية حسب زعمهم سوف تقوم بترحيل عرب الرماضين من المكان سواء بالاتفاق معهم أو بدونه، إلا أن عرب الرماضين الجنوبي رفضوا قطعياً فكرة تهجيرهم من المكان تحت أي سبب من الأسباب.
تجدر الإشارة هنا، انه في تاريخ 29/8/2007م حكمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية بتعديل مسار جدار العزل الإسرائيلي، بحيث يتم إخراج رأس طيره و قرية الضبعة و واد الرشا خارج الجدار العنصري، أما بالنسبة إلى عرب الرماضين الجنوبي و عرب أبو فرده فلهم الحرية بالبقاء في أراضيهم داخل الجدار العنصري أو الخروج طواعية، و بالتالي بناء على ذلك يعتبر قرار الإدارة المدنية بترحيلهم مخالفاً لتشريعاتهم و قوانينهم في إخلاء الأراضي من أصحابها.
معلومات عامة عن تجمع عرب الرماضين الجنوبي:
يقع تجمع عرب الرماضين الجنوبي، إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، و على مسافة تقدر بحوالي 1.5كم غرب مستوطنة ‘ألفية منشيه’ المقامة على أراضي المواطنين هناك، حيث يعيش داخل التجمع حوالي 60 عائلة – أي نحو 200 فرداً-، موزعين على 100 منشأة ما بين سكنيه و زراعية، و هي منشآت بدائية مبنية من الصفيح و الخيش، حيث يعتمد عرب الرماضين في معيشتهم على الزراعة و تربية المواشي، بالإضافة إلى الأعمال الحرة.
صورة 1 منظر عام لتجمع الرماضين الجنوبي
يشار إلى أن تجمع عرب الرماضين الجنوبي محرومين من ابسط مقومات الحياة من كهرباء و ماء أو حتى بنية تحتية، تخدم التجمع، أما من ناحية التعليم يعتمدون على المدارس في التجمعات المجاورة، مثل مدرسة الضبعة و مدارس بلدة حبله المجاورة، أما من ناحية الكهرباء فاعتمادهم بشكل أساسي على محولات الكهرباء التي تعمل بالديزل( ماتورات) و هي مكلفة بالنسبة إليهم بسبب ارتفاع سعر المحروقات بشكل عام، بالإضافة إلى عدم وجود طرق تربط التجمع بغيره من التجمعات المجاورة.
يشار إلى أن تجمع عرب الرماضين ينحدرون بالأصل إلى منطقة بئر السبع جنوب فلسطين، حيث هجروا من هناك في عام 1950م، بصورة مؤقتة وبوعد إعادتهم بإشراف هيئة الأمم إلا ان الإسرائيليين تراجعوا عن الاتفاقية ورفضوا إعادتهم إطلاقاً مما دفع بعضهم للاستقرار جنوب مدينة الخليل والباقي رحل إلى الشمال تحديداً إلى منطقة قلقيلية، ليستقر قسم منهم في منطقة شمال مدينة قلقيلية و غرب قرية جيوس عرفوا بالرماضين الشمالي، و القسم الآخر جنوب مدينة قلقيلية عرفوا بالرماضين الجنوبي، حيث قام عرب الرماضين الجنوبي منذ عام 1950م بشراء عدد من قطع الأراضي، و أقاموا عليها، و مازلوا حتى تاريخ اليوم يتملكون أراضي ويعيشون كمواطنين في تلك المنطقة.
و منذ إقامة الجدار العنصري عام 2002م، أدى ذلك إلى عزل تجمع عرب الرماضين الجنوبي و عرب أبو فرده (150 نسمة) بالإضافة إلى تجمع الضبعة ( 279 نسمة) و واد الرشا ( 180 نسمة) و رأس طيره (410 نسمة)، و ذلك في جيب واحد عرف (GHETO) حيث أصبحوا بالإضافة إلى الجدار العنصري محاطين بمستوطنة ‘إلفيه منشيه’، حيث أصبحت هناك بوابتين تتحكمان في عملية الدخول و الخروج من و إلى التجمع، الأولى حاجز العسكري رقم( 109) و الذي تبعد عن تجمع عرب الرماضين الجنوبي مسافة 3كم، والتي تربط التجمع بطريق رقم 55، و البوابة رقم (1351 ) و التي تربط التجمع بقرية رأس عطية و تبعد عن تجمع الرماضين الجنوبي 6كم، حيث فرضت سلطات الاحتلال على القاطنين داخل (GHETO) الحصول على تصريح إقامة بالإضافة للحصول على هوية المنطقة والتي تصدر من ما يسمى الارتباط والتنسيق التابع للاحتلال في منطقة قلقيلية، علماً بأن البوابة رقم (1351 ) تفتح من الساعة 6 صباحاً و حتى الساعة 6 مساءً أي بواقع 12 ساعة يومياً، أما بالنسبة للحاجز العسكري رقم (109 ) فيفتح على مدار الساعة.
من جهة أخرى، يشار إلى انه خلال 4 أعوام الماضية تم إنذار 11 منشأة في تجمع عرب الرماضين الجنوبي بالهدم بحجة البناء دون ترخيص، و عند محاولة أصحاب المنشآت الزراعية و السكنية ترخيص تلك المنشات قامت ما تسمى بلجنة البناء و التنظيم برفض طلبهم في ترخيص تلك المنشآت، رغم قيام أصحابها باستكمال عملية تجهيز الوثائق اللازمة لترخيص تلك المنشآت.
يشار إلى ان الاعتداءات الإسرائيلية لعرب الرماضين مستمرة، حيث تم إخطار جميع تجمعاتهم ومضاربهم بالرحيل سواء القاطنين في جنوب الظاهرية في محافظة الخليل أو عرب الرماضين الشمالي والجنوبي في محافظة قلقيلية.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالحكومة الإسرائيلية التي هجرتهم سنة 1950 تعاود مطاردتهم سنة 2007 – 2008 وكأنهم غرباء ليسوا من أهل البلاد، علماً بأن أراضيهم في منطقة بئر السبع ما تزال تحمل سجلاتها أسماء آباءهم.