أقدمت جرافات الاحتلال يوم الأربعاء الموافق 29 تشرين أول 2008 على هدم مساكن وبركسات مواطنين من عرب الهذالين في منطقة ‘أم الخير ‘ شرق بلدة يطا في محافظة الخليل.
وأفاد المواطنون لباحث مركز أبحاث الأراضي، أنهم فوجئوا في صباح ذاك اليوم بقدوم جرافات الاحتلال برفقة جنود وعمال إسرائيليون، واخبروهم ان لديهم أمراً بهدم بيوتهم بدعوى ‘ منع البناء في المنطقة ‘، وعلى الطرف الآخر كان جنود الاحتلال قد أغلقوا الطرق الواصلة الى عرب الهذالين لمنع وصول أي سيارة أو صحافة لمشاهدة عمليات الهدم، إذ قامت مجموعة من العمال المرافقين للجنود بإخراج بعضاً من محتويات المواطنين من داخل البيوت المنوي هدمها، مع منع السكان من الاقتراب من مساكنهم التي لا تتعدى من كونها ‘مأوى ‘ تقيهم بعض حر الصيف وبرد الشتاء.
صورة 1: المواطن محمد خليل الهذالين على أنقاض بيته المهدوم – أم الخير
المواطنون أضافوا ان بعض أغراضهم قد بقيت تحت الركام نظراً لمنعهم من إخراجها، في ذاك اليوم الماطر، إذ جرفت مياه الأمطار ما تم إخراجه من محتويات.
وأفادت إحدى المواطنات من عرب الهذالين بالتالي: ‘ ان جنود الاحتلال القوا بأغراضنا التي تم انتشالها قبل هدم منزلنا في سيول المياه التي اجتاحت المكان ‘.
وفي وصف لمكان إقامة ‘ عرب الهذالين ‘ فهم يسكنون الطرف الشرقي لبلدة يطا، ويطلون على صحراء النقب وعلى منطقة عراد الجنوبية، أقيمت بجوارهم مستوطنة ‘ كرمئيل ‘ وعلى قسم من أراضيهم، علماً ان ‘ عرب الهذالين ‘ قد سكنوا هذا المكان منذ أكثر من مائة عام بعد ان خرجوا من منطقة ‘ عراد ‘ فاشتروا أرضاً من أهالي بلدة يطا وأقاموا عليها بيوتهم من الصفيح وبيوت من الشعر والخيام، فيما أقام بعضهم بيوت من الاسمنت والطوب قبل العام 1967، ولا تزال شاهدة الى اليوم أنها بنيت قبل بيوت المستعمرين ‘ المجاورة ‘ لها.
صورة 2 : مضارب عرب الهذالين بجوار مستوطنة ‘ كرميئيل ‘
مستعمرة ‘كرمئيل’ تتوسع … ومساكن عرب الهذالين تُهدم !؟
أقيمت مستعمرة ‘ كرمئيل ‘ سنة (1981) بجوار بيوت عرب الهذالين وعلى مساحة 40 دونماً من أراضيهم، وتوسعت منذ عامين على أراض أخرى يملكونها، وقد شوهدت البيوت الاستيطانية حديثة الإنشاء واضحة في المكان، وأقام المستعمرون سياجاً يفصل بينهم وبين عرب الهذالين، وأخذت المضايقات والاعتداءات تنهال على المواطنين والساكنين الشرعيين للمكان، فتارة يقوم المستعمرون بمطاردتهم أثناء رعيهم لمواشيهم في ما تبقى لهم من أراض، وتارة يرشقونهم بالحجارة، وأخرى يوجهون لهم الشتائم والعبارات النابية، وإحراق ما يجمعونه من حطب للطهي أو للتدفئة، وسرقة أغنامهم … والقائمة تطول.
صورة 3: بيوت مستوطنة ‘ كرمئيل ‘ عل أراضي عرب الهذالين
صورة 4: يظهر في الصورة من الأمام أنقاض المساكن التي هدمها الاحتلال لعرب الهذالين
وفي الخلف توسيع لمساكن مستعمري ‘ كرمئيل’ !!؟
مطالب المتضررين :
لخص المواطنون من عرب الهذالين مطالبهم بكلمات قليله بقولهم : ‘ انجدونا ، أنقذونا ، احمونا من همجية المستوطنين وجنود الاحتلال، ووفروا لنا المأوى ونحن في فصل الشتاء وستسحب مياه السيول ما تبقى لنا من أثاث ‘، موضحين ان ‘الخيام لن تقي من برد الشتاء خصوصا وأنهم يقيمون في منطقة مرتفعة وعلى سفح جبل ‘ .
صورة 5 +6: أطفال الهذالين .. ماذا تبقى لهم من طفولة بعد ان هدم الاحتلال مسكنهم !؟
49 فرداً معظمهم أطفال باتوا في العراء وبرد الشتاء بعد ان هدم الاحتلال مساكنهم:
يعيش الآن 49 فرداً في العراء وبرد الشتاء بعد ان هدم الاحتلال مساكنهم دون رحمة … عرب الهذالين فسروا ان الهدف من وراء هدم بيوتهم هو إجبارهم على الرحيل عن أراضيهم لاستخدامها لصالح مستوطنة ‘ كرمئيل ‘. والجدول التالي يوضح أسماء أصحاب المساكن التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي :
الرقم |
اسم المالك |
المساحة /حوالي م2 |
عدد أفراد الأسرة |
نوع البناء |
1 |
سالم محمد خليل الهذالين |
30 |
12 |
صفيح زينكو |
2 |
محمد خليل الهذالين |
30 |
11 |
طوب ومسقوف بالزينكو |
3 |
عبدا لله سالم علي الهذالين |
50 |
3 |
غرفة وغرفتين من الزينكو |
4 |
محمد سالم عيد الهذالين |
25 |
3 |
غرفة من الزينكو |
5 |
سالم عيد الهذالين |
30 |
5 |
مخزن اغراض وحبوب من الزينكو |
6 |
مليحة حمد الهذالين (ارملة ) |
50 |
8 |
صريف من الزينكو |
7 |
عادل سليمان عيد الهذالين |
25 |
7 |
مطبخ من الزينكو |
المجموع |
240 |
49 |
|
صورة 7: أنقاض مسكن عادل سليمان الهذالين
يذكر ان عملية الهدم هذه لم تكن بالأولى في تاريخ عرب الهذالين، حيث قامت جرافات الاحتلال في العام 2006 بهدم حظائر أغنام تعود للمواطنين، بالإضافة الى هدم محلات وغرفة من الزينكو للمواطن شعيب الهذالين.
صورة 8: حتى الأشجار لم تسلم من التجريف – عرب الهذالين
أم الخيــــر:
تقع أم الخير الى الشرق من بلدة يطا، وفي منطقة ‘المسافر’ تحديداً، يمكن الوصول إليها عبر الشارع الاستيطاني الذي يخترق المنطقة ليوصل المستعمرات المقامة في المكان ببعضها البعض، تطل أم الخير على صحراء النقب وبلدة عراد المحتلة، إذ يمكن مشاهدة جبال الأردن من المنطقة، يقيم في المكان بالإضافة الى عرب الهذالين،’عرب الصرايعة، الزويدين، النجاده’، معظم بيوت المنطقة من الخيام والصفيح ويعتمد سكانها على رعي الأغنام إلا ان العديد منهم قد ترك هذه المهنة نظراً لمضايقات المستوطنين ولشح مياه الأمطار لقربهم من صحراء النقب، يوجد في أم الخير مدرسة ‘الصرايعة الثانوية ‘ تخدم أبناء الخربة، ولا يوجد في المنطقة سوى عيادة لوكالة الغوث تخدم الأهالي جميعا، ويعتمد السكان على ‘اسطوانات’ الغاز والنار في الإضاءة والطهي، وعلى آبار الجمع في الشرب، وتبدوا حياة البداوة والبساطة ظاهرة على الأهالي.
صورة 9: نمط حياة عرب الهذالين وهكذا يعيشون !
صورة 10: هكذا يربون أبنائهم في ظروف صعبة !
إخطار رقم 1 & رقم 2