قوات الاحتلال الاسرائيلي تستهدف منطقة الاغوار بمزيد من أوامر الهدم و الاخلاء

شرعت جرافات الاحتلال الاسرائيلي و بحراسة الجيس الاسرائيلي في الرابع من شهر حزيران من العام 2009 بعمليات الهدم و التجريف في خربة الراس الاحمر في سهل البقيعة شرق مدينة طوباس. كما قامت قوات الاحتلال بمصادرة صهاريج المياه التي يملكها المواكطنيين الفلسطيين القاطنيين في المنطقة هذا بالاضافة الى مصادرة الجرارات الزراعية التي يستخدمونها لاغراض الزراعة.

و كانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد استهدفت في الاول من حزيران من العام 2009 منطقة سهل البقيعة في الاغوار شمال الضفة الغربية بمزيد من الاوامر العسكرية طالت العشرات من العائلات الفلسطينية بهدف تهجيرها حيث سلمت أهالي خربتي الحديدية و الراس الاحمر في سهل البقيعية أوامر عسكرية تقضي باخلاء عائلات فلسطينية قاطنة في المنطقة من أماكن سكناها و أخرى بهدم منازلها بحجة وقوعها في منطقة تعتبرها اسرائيل ‘منطقة ذات نفوذ اسرائيلية‘ لا يسمح البناء و السكن فيها.

و بلغ عدد الاوامر العسكرية التي وزعتها قوات الاحتلال 32 أمرا, و طالت 32 عائلة فلسطينية (ما يقارب ال 305 شخص) يقطنون في تلك المناطق, منهم, مئتي شخص مهددين بالاخلاء الفوري للمنطقة. انظر الجدول رقم 1

جدول رقم 1: الاوامر العسكرية الاسرائيلية في سهل البقيعة – الاغوار
الرقم	اسم المنطقة	عدد الاوامر	عدد العائلات المهددة بالاخلاء
1.	خربة الحديدية	15	167 (منها عائلتين مهددة بالاخلاء الفوري, و أربع عائلات سوف يتم اخلائها خلال 48 ساعة بينما باقي العائلات سوف تمثل امام المحكمة في بيت ايل في رامالله في الخامس و العشرين من شهر حزيران من العام 2009
2.	خربة الراس الاحمر	17	137 (جميع العائلات ال 17 مهددة بالاخلاء الفوري من المنطقة)

المصدر: DWG-OCHA 2009

صورة رقم 1: نسخة عن اوامر الاخلاء التي تم تسليمها لاهالي سهل البقيعة

والجدير بالذكر أن جميع العائلات الفلسطينية القاطنة في خربة الحديدية قد تم تسليمها أوامر بالاخلاء الامر الذي يهدد وجود الخربة في المنطقة و يشكل خطرا على استمرارية الحياة فيها. بينما تم تسليم 17 عائلة فلسطينية في خربة الراس الاحمر من أصل 45 عائلة تقطن في المنطقة أوامر بالاخلاء و الهدم. و الجدير بالاهتمام أن معظم القاطنين في الخربتين (خربة الحديدية و خربة الراس الاحمر) هم من البدو و يعتمدون في معيشتهم كثيرا على رعي الاغنام و الزراعة و غيرها من الاعمال المتعلقة في مجال الزراعة و التربية الحيوانية.

و العائلات الفلسطينية التي تم تسليمها اخطارات بالهدم و الاخلاء هي: عائلة عبد الرحيم حسن بشارات, عائلة صالح يوسف بشارات, عائلة عمر عارف بشارات, عائلة احمد عبد الله بني عوده, عائلة ناجح عوده كعابنه, عائلة سالم علي كعابنه, عائلة ابراهيم عيسى ابو كرش, عائلة غياظ عبد المهدي سلمين, عائلة سليمان فريج ابو لكباش, عائلة اسماعيل فريج ابو لكباش, عائلة عبد الله حافظ بني عوده, عائلة مهيوب محمد العامر, عائلة علي محمد بشارات, عائلة وليد سليمان ابو لكباش , عائلة حسن سالم موسى, عائلة علي عوده كعابنه, عائلة خضر عزات بني عوده, عائلة محمد خضر بني عوده, عائلة عزات يوسف بني عوده, عائلة ايمن عزات بني عوده, عائلة علي عزات بني عوده, عائلة جمال خضر بني عوده, عائلة صلاح عبد الله بشارات, عائلة عبد الله حسين بشارات, عائلة جميل سليمان بني عوده, عائلة لطفي سعيد بني عوده, عائلة محمد فهد بني عوده, عائلة عناد حسن بني عوده, عائلة حسن عبد الله بني عوده, عائلة مصطفى بني عوده, عائلة اياد مصطفى بني عوده, عائلة جميل خضر بني عوده و عائلة علي خضر بني عوده (المصدر: وكالة معا الاخبارية – 2009).

خربة الحديدية و خربة الراس الاحمر:-

خربة الحديدية: تقع خربة الحديدية في سهل البقيعة إلى الشرق من مدينة طوباس و يقطنها ما يقارب ال 200 فلسطيني يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وعلى رعي الأغنام. يحيطها من الجهة الغربية مستوطنتي روعي و بيقاعوت, بينما يلازمها من الجهة الشرقية مستوطنة حمدات. لمزيد من العلومات عن المستوطنات الاسرائيلية المحيطة بخربة الحديدية, انظر الجدول رقم 2

جدول رقم 2: المستوطنات الاسرائيلية المحيطة بخربة الحديدية
الرقم	اسم المستوطنة	تاريخ الانشاء	المساحة	عدد المستوطنين
1	روعي	1976	1572	120
2	بيقاعوت	1972	2352	200
3	حمدات	1980	316	150
	المجموع		4240	470

المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – 2009

و تقع خربة الراس الاحمرالى الشمال الغربي من مستوطنتي روعي و بيقاعوت, و الى الشرق من خربة عطوف. انظر الخارطة

منطقة العزل الشرقية … منطقة عسكرية مغلقة

عمدت إسرائيل ومنذ اليوم الأول من احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في العام 1967 على اعتبار وادي الأردن والأغوار الفلسطينية جزءا من خططها الأمنية والاستيطانية التوسعية حيث انعكست سياستها هذه على كل من الأرض و السكان, فاستباحت لنفسها الأراضي التي احتلتها و شرعت بتشييد المستوطنات الإسرائيلية في منطقة الأغوار و هي إحدى ركائز سياسة التحكم التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ احتلالها للمنطقة هذا بالإضافة إلى إعلان مساحات واسعة من الأراضي ‘أراضي عسكرية مغلقة‘ لا يسمح للمواطنيين الفلسطينيين الوصول إليها أو البناء فيها و استغلالها لاغراض الزراعة أو ما شابه من النشاطات الاقتصادية و الحياتية.

و كان رئيس الوزراء الاسرايلي الاسبق أرييل شارون قد صرح في العام 2004 عندما سؤل عن الجدار في المنطقة الشرقية للضفة الغربية, منطقة غور الأردن, قال: ” أنا لا أرى جدارا في المنطقة الشرقية إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك. هنا و هناك, سوف نحجب الدخول إلى المنطقة الشرقية بالحواجز العسكرية.“ و عليه, قامت إسرائيل بعزل منطقة الأغوار من شمالها الى جنوبها من من خلال الحواجز العسكرية المختلفة التي أقامتها على المداخل الرئيسية التي تربط منطقة الأغوار بمحافظات الضفة الغربية جميعا و على المداخل الفرعية التي تربط التجمعات الفلسطينية (القرى و الخرب) داخل منطقة الأغوار بعضها ببعض و البالغ عددها اليوم 19 حاجز عسكري. و تأتي سياسة الإغلاق الاسرائيلية في منطقة الأغوار بشكل عام مكملة لسياسة العزل العنصري التي تنتهجها إسرائيل وذلك لتضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين في المنطقة وإجبارهم على الاخلاء و الرحيل، تمهيداً للاستيلاء الكامل على المنطقة و جعلها تحت سيطرتها متصلة مع منطقة العزل الغربية عبر ممرات تربط ما بينهما تصادر ما مساحته 371 كم², ما نسبته 6.5% من المساحة الكلية للضفة الغربية.

و تبلغ مساحة منطقة الاغوار (منطقة العزل الشرقية) 1664 كم² , ما نسبته 29.4% من المساحة الإجمالية للضفة الغربية و البالغة 5661 كم². و يبلغ عدد المستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت في منطقة الاغوار منذ احتلال اسرائيل للضفة الغربية في العام 1967 و حتى يومنا هذا 43 مستوطنة إسرائيلية (يقطنها ما يزيد عن 13000 مستوطن إسرائيلي) بمساحة إجمالية مقدارها 38 كم2 (2.3% من المساحة الإجمالية لمنطقة العزل الشرقية – 1664 كم²), هذا بالإضافة إلى القواعد العسكرية الإسرائيلية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من منطقة الأغوار و التي تحتل ما مساحته 31 كم². هذا و يمتد البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأغوار بدأ من مستوطنة ميخولا في أقصى شمال منطقة الأغوار و انتهاء بمستوطنة متسييه شاليم في أقصى الجنوب, على الشاطئ الغربي للبحر الميت. و يشار هنا بان منطقة الأغوار الفلسطينية يقطنها ما يزيد عن 52000 فلسطيني موزعين على 42 تجمع فلسطيني (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني – 2008). فيما يلي جدول يوضح استخدامات الأراضي في منطقة الأغوار (منطقة العزل الشرقية). جدول رقم 3

جدول رقم 3: طبيعة استخدام الأراضي في منطقة العزل الشرقية
النسبة المئوية من المساحة الإجمالية لمنطقة العزل الشرقية	المساحة – كم²	طبيعة استخدام الأرض – 2002
2%	30.80	القواعد العسكرية الإسرائيلية
2%	34.97	المستوطنات الإسرائيلية
1%	10.48	مناطق عمرانية فلسطينية
52%	863.88	الأراضي الصالحة للزراعية
43%	721.00	الغابات و المحميات الطبيعية
0.04%	0.69	مسطحات مائية محدودة
0.13%	2.23	محاجر وحفريات
100	1664.05

المصدر: وحدة GIS، معهد أريج 2008

ملخص :-

في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الاسرائيلية بتهجير و اخلاء الفلسطينيين من أماكن سكناهم في منطقة الاغوار بشكل خاص و مناطق اخرى عديدة في الضفة الغربية, لا تنفك عن طرح عطاءات جديدة للبناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية و الاعلان عن بناء مستوطنات أخرى جديدة بهدف مواكبة ما تسميه ‘النمو الطبيعي للمستوطنيين الاسرائيليين’, الامر الذي يظهر استمرار الحكومة الاسرائيلية الحالية و تلك التي سبقتها في نهجها العنصري ضد الفلسطينيين في محاولة لتهجيرهم و السيطرة على اراضيهم لتوسيع نطاق نفوذها بما يناسب مصالحها السياسية. فمنذ بدء العام 2009, أعلنت الحكومة الاسرائيلية عن بناء ما يقارب 25 ألف وحدة استيطانية في مستوطنات عدة في الضفة الغربية, منها. جدول رقم 4

جدول رقم 4: الوحدات الاستيطانية الاسرائيلية التي تم الاعلان عنها منذ بدء العام 2009 و حتى شهر حزيران 2009

عدد الوحدات الاستيطانية	الموقع	المحافظة	نوع المخطط
2500	افراتا	بيت لحم	مخطط لم يصادق عليه بعد
5506	جيفاعوت	بيت لحم	مخطط لم يصادق عليه بعد
2570	جيلو	بيت لحم	مخطط
2000	بيت عين	الخليل	مخطط لم يصادق عليه بعد
440	سنسانة	الخليل	مصادق عليه
180	صور باهر	القدس	خطة رقم 7977
20	الشيخ جراح	القدس	مصادق عليه
150	باب حطة	القدس	مخطط لم يصادق عليه بعد
3500	معاليه أدوميم	القدس	مصادق عليه
6000	كيدار	القدس	مصادق عليه
200	بيت حنينا	القدس	مخطط لم يصادق عليه بعد
120 وحدة من اصل 180 مخطط بناءها في المستوطنة	مسكيوت	الاغوار – طوباس	مصادق عليه
1400	ميغرون	رام الله	مصادق عليه
254	ريمونيم	رام الله	مخطط لم يصادق عليه بعد
24740
المصدر: معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) – 2009

ان الاجراءات الاسرائيلية الهادفة الى فرض امر واقع يرسخ منهج التهجير القصري و السيطرة على الاراضي بلغت مستوى غير مسبوق يستدعي التحرك الدولي الفوري و السريع من اجل وقف هذه السياسات العنصرية، و تحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن تهجير و ضياع و تشريد الفلسطينيين بسبب ما تقترفه بحقهم من جرائم على أرض الواقع و تجاهلها لحقوقهم كاملة.