هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح الاثنين الثامن من حزيران 2009 بركة مياه تستخدم لري المزروعات تعود للمواطن محمد راضي سلطان من منطقة البويرة شمال شرق مدينة الخليل.
كما جرفت كذلك بعض أشجار اللوزيات واراض زراعية تعود لمواطن من عائلة ‘ القيسي ‘ مزروعة بمحصول القمح في المنطقة نفسها الواقعة على الحافة الشمالية لمستعمرة خارصينا التي هي امتداد لمستعمرة كريات اربع اولى المستعمرات في الضفة الغربية واكثرها تطرفا. وقد بلغ عدد سكان المستعمرتين مع نهاية عام 2007 اكثر من سبعة آلاف مستعمر ومساحة حدودها البلدية 4047 دونم منها 882 دونم منطقة بناء ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الاوسط، واشنطن).
وأفاد شهود عيان من المزارعين بمنطقة البويرة لباحث مركز أبحاث الأراضي أن جرافتان وحفاراً ترافقهم عدة جيبات عسكرية إسرائيلية داهمت منطقة البويرة الزراعية صباحاً وأغلقت مداخل المنطقة، وبدون أي تحذير أو سابق إنذار، شرعت بتجريف بركة المياه وتجريف الأراضي محدثة خسائر جمة في محصول العنب الذي انهمرت مئات المترات المكعبة من المياه نحوه مما سيضطر المزارع لإعادة حراثة أرضه مرة أخرى، الأمر الذي سيكبده أضراراً فادحة خصوصاً ونحن على أبواب الموسم.
صورة 4+5+6: آثار التخريب والتدمير في أراضي المواطن القيسي
وأضاف الشهود أن جنود الاحتلال الذين حاصروا المنطقة منعوا المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، كما اعتدوا بالضرب على صاحب الأرض المواطن محمد راضي سلطان وعلى ابنه مراد. يشار هنا أن البركة التي تم تدميرها تتسع لحوالي ( 350 ) متراً مكعباً من المياه، وهي عبارة عن بركة لجمع مياه الأمطار التي تستعمل في ري ما يقدر ب ( 25 ) دونماً من كروم العنب، وحسب التقديرات فان تكاليف إنشاء هكذا بركة تقدر بحوالي ( 10 – 15 ) ألف دولار.
والآن وبعد تدمير بركة المواطن سلطان أصبحت كروم العنب مهددة بمخاطر الجفاف. وبحسب المزارعين في المنطقة فان كروم المواطن سلطان تعتبر من افخر أنواع العنب، نظراً لزراعتها بنوعية العنب التي تسمى ب ( البيتوني ).
تعديات سابقة
لم يكن هذا الهجوم التعسفي من قبل سلطات الاحتلال على المزارعين الفلسطينيين في منطقة البويرة الاول من نوعه فقد سبق وان هدمت منشآت زراعية اخرى في بداية هذا العام العام وأخطرت أصحاب عدة برك مياه زراعية بالهدم في إشارة منها إلى إحداث ضربة زراعية اقتصادية لهذه المنطقة التي تعتبر سلة محافظة الخليل الغذائية .
وعلى مقربة من أراضي المواطن محمد راضي سلطان، كانت سلطان قد أبلغت المواطن شريف دعنا بإزالة بيت متنقل ‘ كرفان ‘ كان قد وضعه في ارضعه للاحتماء من حر الشمس أو برد الشتاء أثناء عمله في أرضه، إلا أن سلطات الاحتلال قد أبلغته قبل مدة ‘بضرورة إزالة هذا البيت المتنقل وكذلك إزالة سلسلة حجرية ( جدار) كان قد أقامها المواطن دعنا كسياج لحماية أرضه ‘ .
صورة 9+10: الكرفان والسلسة الحجرية المطلوب إزالتهما
عنف المستعمرين
منذ ان أنشئت مستعمرتي كريات اربع وخارصينا في بداية السبعينيات من العام الماضي والمواطن الفلسطيني يتعرض لانتهاكات واستفزازات مستمرة وبشكل يومي، خصوصا أولئك القاطنين بالقرب من هاتين المستعمرتين. وتشمل هذه الاعتداءات هجمات على البيوت والاراضي والممتلكات. وعندما باشرت سلطات الاحتلال في بناء الجدار العازل او بالأحرى نقل السياج الذي كان قائما أصلا حولهما الى داخل الأراضي الفلسطينية ليلتهم اكبر مساحة ممكنة من الأراضي إليهما فقد خسر الفلسطينيون في تلك المنطقة مئات الدونمات الزراعية الخصبة والتي تنتج كما ذكرنا سابقا أفضل أنواع العنب في محافظة الخليل. ولا ننسى أيضا أن مئات الدونمات الأخرى كانت قد دُمرت في بداية التسعينيات لدى إنشاء الشارع الالتفافي الاستيطاني رقم 60.
ودأب المستعمرون أيضا من مستعمرة خارصينا على إلقاء الحجارة صوب المزارعين العاملين في أراضيهم، فضلاً عن حرمانهم من الوصول إلى أراضيهم عبر الشارع المعبد المحاذي للمستعمرة. وقد بقي هذا الشارع الوحيد الذي يربط البويرة بمدينة الخليل مغلقا تماما بأكوام التراب والحجارة في الفترة الواقعة ما بين 2000-2004 مما اضطر المواطنين إلى استحداث طرق ترابية بديلة. وخلال تلك الفترة عمد المستعمرون على الإغارة على ثلاث قمم للتلال في تلك المنطقة تقع خارج الجدار وقاموا بفتح طرق ترابية فيها كإشارة على مصادرتها وإعلانها مواقع توسع مستقبلية.