تقـــــــديم:
في حزيران 2009 واصلت بلدية الاحتلال في القدس سياسة التهجير والتطهير العرقي في القدس بوسائل مختلفة أبشعها وسيلة هدم المنازل الفلسطينية، حيث هدم الاحتلال واجبر على هدم (9) منازل فلسطينية مسطحها 322م2 في مواقع مختلفة من القدس وهي : البلدة القديمة، جبل المكبر، الطور وكانت المواقع الأكثر استهدافاً هي البلدة القديمة حيث تم هدم 5 منازل، وبهذا فإن (69) مواطناً فلسطينياً مقدسياً منهم (33) طفلاً باتوا مشردين بلا مأوى و أو ضاق بهم سكنهم بعد أن تم هدم بناءهم بشكل جزئي.
الهدم الإجباري الصامت ‘ الذاتي’: ومن بين التسعة منازل التي هدمت أو هدم جزء منها 6 منازل قام أصحابها بهدمها بأيديهم تحت إجبار وتهديد من بلدية الاحتلال في القدس، حيث تتبع البلدية سياسة قديمة جديدة وهي سياسة ‘ اهدم بيتك بنفسك وإلا’: ستدفع مخالفة لعدم تنفيذ أمر الهدم، وستدفع تكلفة الهدم الذي ستنفذه البلدية ضد بيتك، وإذا لم تقم بدفع الغرامات فان السجن الفعلي مصيرك.
هدف سياسة إجبار الفلسطيني على هدم منزله بيده:
تُظهر أن الفلسطيني يهدم بيته بنفسه اعترافاً منه بخطئه.
يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
يوفر الاحتلال على نفسه ميزانية الهدم.
الهدم مصدر دخل مربح للاحتلال.
تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
حالة (1): المواطن محمد غوشة يهدم منزله بيده بفعل إجراءات بلدية القدس المحتلة:
هدم المواطن محمد أحمد غوشة ‘ 35’ عاماً منزله المكون من طابق واحد ويبلغ مسطحه 100م2 بيده باجبار من بلدية الاحتلال على الهدم ضمن سياسة الهدم الصامت، ويقع المنزل في عقبة التوتة ‘ سوق خان الزيت – البلدة القديمة. وحضرت موظفي بلدية الاحتلال برفقة قوات خاصة إسرائيلية في الثامن من حزيران 2009 وأخطرتهم بأنه عليهم هدم البناء بأنفسهم وان لم يقوموا ستهدم البناء على نفقتهم الخاصة مع دفع تكاليف أجرة الآليات التي ستقوم بالهدم والعمال، وغادرت القوة الإسرائيلية المسلحة وهي تهدد وتتوعد العائلة أنها إن لم تهدم البيت فستأتي لهدمه، وعليه وخوفاً من الغرامة الباهظة اضطرت عائلة غوشة لهدم منزلها بنفسها في نفس اليوم الذي اقتحمت فيه القوة المسلحة البيت.
وفي اليوم الثاني 9 حزيران 2009 الساعة السادسة صباحاً اقتحمت قوة عسكرية وعدد من المستعمرين اليهود المتطرفين الموقع بحجة أنهم عمال لبلدية الاحتلال برفقة موظفيها وتذرعوا بأن عملية الهدم لم تكن كاملة وأن على العائلة استكمال عملية الهدم. اعترضت عائلة محمد غوشة على ما قامت به القوة العسكرية والمستعمرين اليهود وانهال الجنود بالاعتداء الجسدي على أفراد العائلة واعتقلت عدداً من الجيران والأقارب ولم تخرجهم إلا بكفالات مالية باهظة. وأفادت العائلة لباحث مركز أبحاث الأراضي في القدس أن هجوم البلدية والشرطة لم يكن مبرراً ولا مسبوقاً، حيث علمت العائلة قبل 4 أيام فقط من الهجوم بأنه صدر بحق منزلهم أمراً إدارياً بالهدم بحجة البناء بدون ترخيص.
حالة (2): بلدية الاحتلال في القدس تهدم جزءاً من منزل عائلة الهرتوني:
في التاسع من حزيران 2009 قامت الشرطة الإسرائيلية برفقة موظفي البلدية بهدم جزءاً من منزل المواطنة خولة وليد الهرتوني ‘ ابنها خليل الهرتوني’ والواقع في طريق الآلام في البلدة القديمة، والبناء هو ملحق للمنزل مكون من غرفة وحمام، علماً بأن العائلة قامت بهدم جزءاً منزلها في آذار 2009 والذي كان يأوي المواطن خليل وزوجته وطفله.
حالة (3): إرغام عائلة الحشيمة على إزالة شرفة من منزلها _ عقبة الخالدية:
أجبرت بلدية الاحتلال في القدس عائلة المواطن أسامة طاهر حشيمة في 11 حزيران 2009 على هدم شرفة مسقوفة بالقرميد كانت أضافتها في عام 2005 إلى منزلها الواقع في عقبة الخالدية في البلدة القديمة، نظراً لكونها ضرورية لتهوية المنزل ودخول الشمس إليه سيما ويسكن البيت ثلاث عائلات تتكون من 10 أنفار 4 منهم أطفال، وكانت الشرفة مفتوحة بالكامل ما عدا السطح مسقوفاً بالقرميد، إلا أن بلدية الاحتلال اعتبرت الشرفة الصغيرة إضافة بناء وأخطرتها بالهدم وأمهلتهم حتى الخامس من حزيران آخر موعد للهدم وإلا ستقوم البلدية بأعمال الهدم وستتكبد العائلة تكاليف الهدم الباهظة والتي حددتها البلدية مع دفع مخالفة قدرها 70,000 شيكل.
تعتبر سياسة بلدية الاحتلال سياسة عنصرية، حيث أنها أصرت على هدم الإضافة الواقعة في الطابق الثالث رغم أنها أقيمت لأسباب صحية ولتهوية المنزل المخنوق شمالاً وجنوباً وشرقاً بالمستعمرين اليهود الذين استولوا على مساكن فلسطينية وأقاموا فيها في عقبة الخالدية، كما أن بلدية الاحتلال تتواطأ مع المستعمرين وتستجيب لضغوطاتهم التي يلحّون فيها على هدم البناء العربي في البلدة القديمة بشكل خاص ومدينة القدس بشكل عام.
حالة (4): عائلة سعيد تهدم جزءاً من منزلها بيدها:
في 13 حزيران 2009 أجبرت بلدية الاحتلال عائلة المواطن طارق جمال داوود سعيد وزوجته على هدم بناء من منزلها يتكون من غرفة واحدة وحمام بني عام 2003 بحجة عدم الترخيص، ويقع البناء في باب حطة من البلدة القديمة.
وأفادت عائلة سعيد لباحث مركز أبحاث الأراضي في القدس بالتالي: ‘ بعدما قمنا ببناء الغرفة عام 2003، وفي اليوم الثاني حضر موظفو البلدية برفقة جنود الاحتلال وقاموا بتصوير الغرفة وأخذ أبعادها وأمرتنا بالتوقف عن العمل، لكننا مضطرين جداً للبناء ليتزوج ابننا الذي كان خاطباً مدة طويلة ولغلاء بدل الإيجار اضطررنا إلى تشطيب الغرفة وتزويج ولدنا طارق فيها، قامت المحكمة الإسرائيلية بدفعنا مخالفة بقيمة 20,000 شيكل بذريعة البناء بدون ترخيص، وأعطتنا مهلة سنة لاستصدار رخصة بناء، ومضت المهلة دون أن توافق بلدية الاحتلال على منحنا رخصة للغرفة، ومددت المحكمة المهلة إلى شهر ونصف تقوم خلالها بهدم الغرفة، وان لم تقم بذلك تهدمها بلدية الاحتلال وعلى نفقتنا ودفع مخالفة بقيمة 20,000 إضافة لمبلغ 50,000 شيكل بدل نفقات الهدم، الأمر الذي ارهبنا وأرغمنا على هدم الغرفة في 13 حزيران 2009.
حالة (5): عائلة الجعبة تهدم جزءاً من منزلها بنفسها تحت ضغط الابتزاز المالي من بلدية الاحتلال:
أجبرت بلدية الاحتلال في الخامس عشر من حزيران 2009 المواطن محمد نجيب الجعبة على هدم جزء من منزله الواقع في حارة الجبشة من البلدة القديمة ، بحجة إضافة بناء بدون ترخيص، ويتكون البناء المهدوم من غرفة واحدة كانت أضافتها العائلة بسبب حاجة العائلة الملحة لتوسيع منزلها الذي يقطنه 7 أفراد.
في زيارة ميدانية لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي أفاد المواطن محمد الجعبة 56 عاماً ومتقاعد بالتالي: ‘ تحت ضغط الحاجة لمساحة أكثر في حياتنا العائلية قمت عام 1997 بإضافة بناء بمسطح 30م2 هي غرفة وحمام كطابق ثاني على بناء المحلات التجارية في الطابق الأسفل، وفي ذات العام حضرت البلدية وسلمتنا أمراً بالتوقف عن العمل، وفيما بعد قررت محكمة البلدية هدم البناء الإضافي ودفع غرامة مالية قدرها 13,000 شيكل، ومنحتني فرصة لاستصدار رخصة للبناء الإضافي، حاولت مراراً الحصول على الرخصة لكن عبثاً كان ذلك ودفعت الغرامة كاملة. وفي 5/4/2009 قررت محكمة البلدية أن أقوم بهدم البناء الإضافي بذاتي حتى تاريخ 1/7/2009 وإلا ستهدمه البلدية على نفقتي بدفع 25,000 شيكل وغرامة قدرها 100,00 شيكل، الأمر الذي لا طاقة لي به مما أرغمني على هدم البناء لتحاشي الابتزاز المالي من قبل البلدية. ‘
صورة 2+3 : أنقاض منزل المواطن محمد نجيب الجعبة الذي هدمه بيده – حارة الجبشة ‘ البلدة القديمة’
حالة (6): الشقيقين خالد وطارق سرور يقومان بهدم اجزاءاً من منزليهما :
في 20 حزيران 2009 هدم خالد سرور 44 عاماً من جبل المكبر وشقيقه طارق 42 عاماً في 20 حزيران جزءاً من مسكنها بمسطح 50م2 لكل منهما تحت تهديد بلدية الاحتلال بهدمه بحجة عدم الترخيص، ويقع البناء في حي المدارس بجبل المكبر، هذا وقدرت العائلة خسارتها المادية بـ 40 ألف شيكل.
وأفادت عائلة سرور لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي بالتالي:’ بني هذا الجزء من البيت في عام 2003، وقبل 3 أشهر حضرت البلدية وسلمتنا أمر هدم خلال 3 شهور وإلا ستكون محكم لهدم البيت وتغريمنا بمخالفة كبيرة في موعد أقصاه 24/06/2009 الأمر الذي ارهبنا وخاصة أن هذه الأيام أيام امتحانات ثانوية عامة لدى أبنائنا.’
وقال أحد الأبناء: ‘ تصور كيف يكون حالنا واستعدادنا لامتحاناتنا ونحن نرى الجرافة تهدم بيتنا ونحن نهدم بيتنا خشية من الأسوأ.’
حالة (7): عائلة بشير تهدم جزءاً من منزلها بيدها:
في 20 حزيران 2009 هدمت عائلة المواطن بشير محمود بشير 37 عاماً جزءاً من منزلها والبالغة مساحته 35م2 والواقع في جبل المكبر، وكانت العائلة هدمت البناء بتهديد من بلدية الاحتلال في القدس بأنها ستقوم بهدمه والعائلة ستتكبد تكاليف الهدم الباهظة، وقدرت العائلة خسارتها بأكثر من 20 ألف شيكل إضافة إلى خسائر الأثاث الملقى أرضاً.
حالة (8): بلدية الاحتلال تهدم بناء عائلة أبو جمعة في الطور وتعتدي بالضرب عليها:
في 30 حزيران 2009 اقتحمت قوات من الوحدات الخاصة وتقدر بنحو 100 مسلح منزل المواطن سامر احمد أبو جمعة والواقع على الشارع الرئيسي في حي الطور ‘ الزعيم’، وقامت باقتياد المواطن سامر إلى الجهة الغربية من الشارع والمقابل لمنزله الذي لم يمض 45 يوماً على بناءه، فيما قامت آليات الاحتلال بتدمير البناء شيئاً فشيئاً والبالغ مسطحه 50 م2 وسط تعليقات واستفزازات الجنود التي تحصي الخسائر التي تكبدها المواطن سامر المحتجز وسطهم، كما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على أفراد عائلة أبو جمعة ومنهم والدة سامر ‘ جميلة’ 62 عاماً وزوجة أبيه هدى 65 سنة وهنادي 27 سنة وإخلاص 38 سنة وسهير وهنّ شقيقات سامر اعتدى عليهن الجنود بالدفع والاهانة وأسقطوهن على الأرض مما استدعي نقلهن إلى مستشفى المقاصد للعلاج.
وأفاد الطفل احمد جمعة 13 سنة لباحث مركز أبحاث الأراضي في القدس بالتالي: ‘ كنا نائمين الساعة 8:15 وكسر الجيش الشباك ودخلوا ونحن نائمين وخفنا كثير منهم وهم مسلحين.
وقال محمود جمعة 10 سنوات: ‘ دخلوا والنسوان نائمات وضربوا خالتي وستي – جدتي – وأمي أغمى عليها مرتين، وضربوا كل عماتي لأنهم جاءوا يشوفوا ماذا يحصل.
وأفاد مهند 12 سنة: ‘ كنت رايح أجيب شهادتي من المدرسة هجم الجيش علي وعلى أولاد صفي وضربوا خالتي لأنها ساعدت ستي للوقوف على الأرض بعدما وقعوها وأغمي عليها، وهجموا على عماتي وكانت عمتي نجوى خرجت تلم الغسيل من الدار ضربوها هي وخالي.
ملخص إحصائية هدم المساكن في القدس منذ مطلع 2009 [1]:
الشهر |
عدد المساكن |
عدد أفراد الأسرة |
كانون ثاني |
6 |
40 |
شباط |
11* |
71* |
آذار |
9 |
62 |
نيسان |
4 |
23 |
أيار |
1 |
8 |
حزيران |
9 |
70 |
المجموع |
40 |
163 |
* ملاحظة: ثلاث مساكن عبارة عن خيام تأوي بدو السيايلة تقع ما بين بلدتي الطور والعيزرية يقطن في الخيام نحو 40 فرداً أكثر من نصفهم أطفال.
لمزيد من المعلومات حول هدم المساكن الفلسطينية في القدس منذ مطلع عام 2009 يمكنكم مشاهدة الروابط التالية:
[1] المصدر: مركز أبحاث الأراضي – بحث ميداني مباشر منذ مطلع عام 2009 – حزيران 2009