شنت بلدية الاحتلال في 27 تشرين أول 2009 في القدس حملة هدم وتدمير للسكن الفلسطيني في القدس طالت 8 مساكن في 4 مناطق من القدس، وتأتي هذه الحملة في سياق سياسة التطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل منذ بداية الاحتلال في 5 حزيران 1967 وحتى اليوم، والتي راح ضحيتها أكثر من 9950 بيتاً منها (952) [1]سكناً منذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وحتى اليوم – تشرين أول 2009-، ولا تدلل حملات الهدم هذه على شيء سوى شهوة الاحتلال في الإرهاب والتدمير التي لا تعرف حد لها.
65 فرداً شرّدهم الاحتلال في يوم واحد بعد أن دمّر مساكنهم الثمانية:
استهدفت الهجمة الإسرائيلية على المباني الفلسطينية خمسة مباني تحتوي على 8 مساكن 4 منها لعائلة نمر وسكن لعائلة أبو سرحان في غزيل بين صور باهر والمكبر، وسادس وسابع في جبل المكبر وسكن ثامن في ضاحية السلام – شعفاط خلف الجدار، وبلغ مسطحات هذه المساكن حوالي 1000م2 ويزيد عدد ساكنيها الذين شردتهم بلدية الاحتلال عن 60 فرداً. انظر الخارطة
وفي زيارات ميدانية قام مراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي بتوثيق حالات هدم المنازل وهي:
حــــــــالة رقم (1)
هدم 4 مساكن لعائلة نمر في حي غزيل في أم ليسون: داهم حي غزيل جنوب المكبر وشمال صور باهر المئات من جنود الاحتلال في الساعة 5:30 فجر 27/10/2009 وقام العشرات منهم باقتحام مبنى من طابقين بمسطح 700م2 يحتوي على 4 شقق سكنية، وقد أيقظ المقتحمون سكان البناء من نومهم وأمر الجيش ‘بكلابه البوليسية وخيالته وجنوده المدججين بالسلاح’ النساء والأطفال والرجال بالخروج من بيوتهم لهدمها، وأصيب المواطنون بالذعر والخوف، وساد جو إرهابي في الموقع وخاصة حين تقدمت ثلاث ‘بلدوزرات إسرائيلية’ عملاقة لتدمير بيوت الأطفال والنساء وتحتجز الرجال وتنهش المساكن من كل جهة ولمدة ساعتين ونصف أصبحت المساكن ركاماً بعدما كانت مساكن فرح وأمن وأمان لساكنيها، وكانت الأنوار تشع منها بدل غبار الهدم والتدمير.
قبل أن تصبح هذه المساكن ركاماً … كانت في يوم 24/10/2009 تعج بالمبتهجين الفرحين بزفاف ابن العائلة عوني، كان البيت مكسواً بالفرح لكن الاحتلال سريعاً ما قتل الفرح. أربعة مساكن دمرت على محتوياتها من أثاث وموجودات كان آخرها مسكن الابن الأصغر العريس عوني وعروسه، وبيت عائلة الأب نمر علي نمر 12 فرداً منهم 5 أطفال، وعائلة علي نمر 6 أفراد 4 منهم أطفال، وسكن عائلة مراد نمر 5 أفراد 3 منهم أطفال.
بدأ الأب نمر علي نمر البناء عام 1992 في موقع يحيط به تنظيم البناء أكثر من جهة ( من الغرب والجنوب)، تقدم بمخطط هيكلي لأرضه رفضته بلدية الاحتلال بحجة أن أرضه مصنفة أرض خضراء، ونظراً لحاجة العائلة الماسة إلى السكن باشر الأب نمر بالبناء، وبعد عقد السقف بالاسمنت حضرت بلدية الاحتلال بأمر إداري بالهدم عام 1996، وتلاه أمر هدم إداري ثاني في شهر نيسان 2009، ووكلت العائلة حينها 4 محامين للدفاع عن البناء قانوناً واحداً تلو الآخر زادت أتعابهم عن نصف مليون شاقل من محكمة البلدية والمحكمة المركزية إلى المحكمة العليا التي أصرت جميعها على هدم المساكن وتشريد 25 طفلاً ورجلاً وامرأة. مساكن قضى على بنائها 17 عاماً تزوج فيها الآباء وولد فيها عشرات الأبناء تزيد قيمتها اليوم عن مليوني شاقل حوّلها حقد الاحتلال على البناء والوجود الفلسطيني خلال 120 دقيقة إلى ركام.
حـــالة رقم (2)
هدم بناء للمرة الثانية لعائلة أبو دويح في المكبر: هدمت جرافة بلدية الاحتلال في القدس بناء بمسطح 160م2 مكون من 4 غرف ومنافعها مسقوفة بألواح من الزينكو تعود لعائلة عاطف محمد حسن أبو دويح 32 عاماً والمكونة من 12 فرداً.
وأفاد عاطف لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ أقيم بنائنا عام 2008 وتسلمنا أول أمر بالهدم في 26 أيلول 2009 بذريعة عدم الترخيص، وراجعتُ محكمة البلدية في 25 أيلول 2009، فأجابوني أن ‘ ليس لك ملف لدينا’، وقبل عام تسلمنا أمر هدم إداري أول لبيتنا، واليوم 27/10/2009 في الساعة 8:30 حضرت قوة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة برفقة جرافة وموظفي بلدية الاحتلال وباشرت بالهدم.
وأضاف: ‘ وسبق للبلدية أن هدمت لنا بيتاً مسقوفاً بالاسمنت في 26/10/2009 وبذات المسطح 160م2، وتصر البلدية على رفض مبادرة السكان بعمل مخطط هيكلي للموقع تقدم به ( محمود أبو دويح وموسى أبو دويح ومحمد سعيد الجولاني والمحيطين بهم)، وتعطل البلدية المخطط بذريعة وخلفية مفادها أن المستعمر اليهودي ‘عبود ليفي’ يدعي بأنه يملك جزءاً من الأرض دون تحديد موقعها ولا مساحتها ولا من أين جاءته الأرض، وغرمتنا محكمة بلدية الاحتلال إضافة للهدم أن ندفع بدل تكلفة الهدم 25,000 شاقل.’
حـــالة رقم (3)
هدم سكن عائلة الطحان للمرة الثالثة لصالح مستعمر يهودي في ضاحية السلام: هدمت بلدية القدس المحتلة الساعة 8:30 صباح 27/10/2009 سكن عائلة خميس شحادة سعيد الطحان 50 عاماً ومسطحه 60م2 ويأوي عائلة عدد أفرادها 9 منهم 4 أطفال هم ( محمد آدم 15 سنة، يزن 13 سنة، سفير 9 سنوات، ونمير 4 سنوات). وأفاد خميس الطحان لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ بنيت البيت قبل 14 شهر من الطوب وسقفه من ألواح الصاج- الزنك- وقبل 4 شهور أصدرت بلدية الاحتلال أمر هدم للبيت، وقبل ثلاثة أسابيع أصدرت محكمة البلدية للشؤون المحلية أمر هدم إداري بحق البيت يسري من 20/10/2009 ولمدة شهر، وفوجئنا اليوم بجرافة الاحتلال تعبر بوابة جدار العزل والتوسع لتهدم بيتنا دون سابق إنذار، سبق لبلدية الاحتلال أن هدمت بيتنا أول مرة عام 2004 ومسطحه 110م2 ومسقوفاً بالاسمنت، وهدمت بيتنا في المرة الثانية عام 2007 بمسطح 70م2 وأرغمت على دفع 60,000 شاقل بذريعة البناء بدون ترخيص في الحالتين السابقتين ، وسبق أن هدمت سلطات الاحتلال أكثر نمن 7 بيوت في ضاحية السلام وفي موقع بيت الطحان بعضها مجاور وبعضها يبعد من 50 – 100 م جنوب غرب ضاحية السلام لصالح مستعمر يهودي واسمه ‘ آريه’ ويدعى بملكية الأرض التي يقوم عليها لكن سلطات الاحتلال ترغب في إزالته ليكون الموقع بكامله للمستعمر، سيما وأن سلطات الاحتلال فتحت بوابة في جدار العزل والتوسع الإسرائيلي الذي يلف ضاحية السلام من الجنوب والغرب ليسهل دخول المستعمر من والى الأرض التي يدعي بملكيتها. ‘
حـــالة رقم (4):
بلدية الاحتلال في القدس تهدم سكن عائلة أبو سرحان بعدما ارغمتهم على هدمه بيدها: هدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس سكناً لعائلة احمد يوسف أبو سرحان 52 عاماً بتاريخ 27/10/2009 بمسطح 150م2 مسقوف بالاسمنت بحجة البناء غير المرخص. حيث بدأ أبو سرحان في 9 تموز 2009 ببناء البيت، وفي 9 آب 2009 سلم أبو سرحان أمراً بالهدم خلال شهر يبدأ في 15 آب 2009 وينتهي في 15 تشرين أول 2009 وإلا ستقوم البلدية بهدم البيت وعلى نفقة صاحبه إضافة لنفقات تنظيف الركام، وفعلاً قام أبو سرحان بهدم بيته بيده في 15 تشرين أول 2009 بفتح ثغرات في سقف غرف البناء، لكن موظف بلدية الاحتلال لم يكتف بذلك، وقامت جرافات البلدية بعد الانتهاء من هدم بناية نمر علي نمر وفي ذات اليوم 27/10/2009 بهدم بناء أبو سرحان كلياً مع تهديده ‘ بدفع الثمن غالياً ودفع نفقات تنظيف الركام’ كما أفاد أبو سرحان، ولم يشفع له مرض زوجته المصابة بالسرطان ولا أوضاعه الاقتصادية سيما وأن تكلفة البناء الذي هد تزيد عن 110,000 شاقل وأتعاب محامي 2000$.
حـــالة رقم (5)
بلدية الاحتلال تهدم سكن عائلة شقيرات في المكبر بعدما قامت بترميمه: هدمت بلدية الاحتلال في 27/10/2009 في الساعة 12:30 البناء الاضافي في سكن عائلة المواطن عبد الله سلامة شقيرات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومسطحه 20م2 والمتضمن غرفتين، علماً بأن المساحة الأصلية للبيت 90م2 ويأوي عائلة مكونة من 5 أنفار. بنيت الإضافة في 9 آب 2008، وتسلمت العائلة انذاراً من البلدية بالهدم في شهر آذار 2009 ولم تقم العائلة بتكليف محامي للدفاع القانوني لأنه طلب مبلغ 2000 شاقل كي يفتح ملفاً للعائلة التي لم تستطيع توفير المبلغ المطلوب. هدمت بلدية الاحتلال بيت شقيرات بعد أن فرغت من هدم بناء عائلة نمر علي نمر في أم ليسون.
حقاً من يبني جدار الحقد والعنصرية، جدار العزل والتوسع، سهل عليه أن يهدم البناء الحضاري، البناء الذي يفر لساكنه الأمن والعيش بكرامة.
ويحذر مركز أبحاث الأراضي المجتمع الدولي من مغبة استمرار سياسة واعمال الهدم والتدمير في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام وفي القدس بشكل خاص والتي يسكن فيها حوالي حوالي 300,000 فلسطيني أكثر من نصفهم في بيوت يضفها الاحتلال الإسرائيلي بأنها بيوت غير قانونية، ولا غرابة فقانون الاحتلال قانون القوة، قانون الغاب الذي رفضته وترفضه أكثر من 12 مصدر من مصادر حقوق الإنسان وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة، والتي تلزم المجتمع الدولي بحمايتها من أي انتهاك، وسيما وأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومركزها القدس ترقى إلى جرائم حرب تستوجب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية وإنزال العقوبة بها.
[1] 2009المصدر: مركز أبحاث الأراضي – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – بحث ميداني مباشر خلال السنوات 2000 – تشرين أول 2009