الانتهاك: حرق 96 دونماً من الأراضي الزراعية وتضرر 210 شجرة زيتون بشكل جزئي.
الموقع: منطقة ‘ الودات ‘ ومنطقة’ الأزرق ‘ ومنطقة ‘كفة المنزلة’ – قرية عوريف.
الزمان: 6 حزيران 2012.
الجهة المتضررة: 21 مزارعاً من قرية عوريف.
الانتهاك:
تعد قرية عوريف من القرى الفلسطينية الجميلة الواقعة في الريف الجنوبي من محافظة نابلس، فتلك القرية التي تمتاز بالهدوء وسكون الليل فيها مما يبعث على الراحة هناك. إلا أن المستوطنين يصرون بين الفترة والأخرى على تعكير سكون القرية عبر الاعتداءات المتواصلة من قبلهم على أهالي القرية وعلى أراضيهم الزراعية التي باتت توصف بالشكل الدوري. يشار إلى انه في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 6 حزيران 2012 أقدمت مجموعة من المستوطنين على التسلل إلى الأراضي الزراعية في منطقة’ الودات ‘ ومنطقة ‘ الازرق’ ومنطقة ‘كفر منزلة ‘ في قرية عوريف جنوب مدينة نابلس، حيث استغل المستوطنون الهدوء الذي يلف القرية ووقوع الأراضي بشكل قريب من محيط مستوطنة ‘يتسهار’ علاوة على صعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم في سكب مادة حارقة على الأعشاب اليابسة في تلك الأراضي الزراعية مما أدى إلى اشتعال النيران فيها بشكل كبير وتضرر مساحات واسعة من الأراضي تقدر بنحو 96 دونماً وتضرر 210 شجرة زيتون بشكل جزئي تعود ملكيتها لنحو 21 مزارعاً من قرية عوريف، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة ووفرة الأعشاب اليابسة ساهمت في اتساع رقعة الحريق في الموقع بشكل كبير.
الصور 1-2: الأراضي التي أحرقها مستعمرو ‘يتسهار’ الإسرائيلية
صورة 3: الجبال المطلة على مستعمرة ‘يتسهار’ والتي تعد هدفاً للمستعمرين
يذكر أن ألسنة اللهب المشتعلة في الأراضي الزراعية هيّجت مشاعر السكان الذين هبوا بدورهم لإطفاء النيران هناك، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كعادته حاول تعطيل وصول المزارعين إلى أراضيهم المحترقة في حين واصل المستوطنون إشعال النيران في مناطق متفرقة من أراضي عوريف، مما ساهم ذلك في اشتعال المزيد من الأراضي الزراعية هناك ولفترة طويلة إلى أن تمكن المزارعين بإمكانياتهم البسيطة من إطفاء النيران بعد أن تدخلت سيارات الإطفاء في وقت متأخر لإطفاء ما تبقى من أراضٍ. يشار إلى أن استهداف الأراضي الزراعية عبر افتعال الحرائق وتقطيع الأشجار تعد من الوسائل التي يلجأ إليها المستوطنون في بث الخراب والدمار في الأرض، وفي استهداف البنية التحتية في المنطقة. فخلال الأعوام القليلة الماضية شهدت المنطقة عدداً كبيراً من الحرائق التي افتعلها المستوطنون هناك، عدى عن عمليات تقطيع مستمرة للأشجار والتي هدفها في النهاية النيل من صمود المزارع الفلسطيني على أرضه.
مستوطنة ‘يتسهار’:
بلغ عدد المستعمرين في ‘يتسهار’ حسب معطيات مركز المعلومات الفلسطيني عام 1983 نحو 64 مستعمراً، وفي عام 1998 نحو 291 مستعمراً، في عام 2004 نحو 534 مستعمر، ينتمي 90% منهم إلى تيار المتدينين المتطرفين تحديداً إلى عصابات أمناء الهيكل. يذكر أن مستعمري مستوطنة ‘يتسهار’ شرعوا في الفترة القليلة الماضية تحديداً منذ بداية العام الحالي بإجراء سلسلة خطوات من اجل جلب عدد إضافي من المستعمرين إلى مستوطنة ‘يتسهار’ وذلك عن طريق وضع عدد من الكرفانات المتنقلة على أراضي قرية عصيرة القبلية الشرقية المصادرة لصالح تلك المستوطنة. حيث تبعد الكرفانات مسافة تبلغ نحو 1كم تقريباً عن مسطح البناء لتلك المستوطنة، وذلك في خطوة لتوسيع مسطح البناء لتلك المستوطنة.
بالإضافة إلى ما تقدم طالت عمليات التجريف في مستوطنة ‘يتسهار’ شق طرق داخلية داخل المستوطنة بهدف التأسيس لبنية تحتية تمهد لتطوير المستوطنة وترسيخ قواعدها في المنطقة حيث أن تلك الطرق أصبحت لا تبعد سوى مسافة 1كم عن بيوت المواطنين في قرية عصيرة القبلية، مع العلم أن المستوطنة تضم اليوم مدرسة لتعليم التوراة وسكن للطلبة بالإضافة إلى حضانة للأطفال. ومن الجدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال سعت لربط مستوطنة ‘يتسهار’ بتجمع المستوطنات الكبيرة في المنطقة وذلك بهدف تعزيز المستوطنات في المنطقة وتسهيل حركة تنقل المستوطنين وتسهيل تقديم الخدمات لهم، حيث قامت سلطات الاحتلال بشق طريق التفافي يربط مستوطنة ‘يتسهار’ من الجهة الشمالية بالطريق الالتفافي رقم(60) المؤدي إلى مستوطنة (شافي شمرون) شمال محافظة نابلس، كذلك شق طريق في الجنوب الشرقي لربطها بمستوطنة ‘ايتمار’ مروراً بمعسكر حوارة الاحتلالي في شارع القدس نابلس عبر أراضي بلدة حوارة، حيث أدت تلك العملية إلى تدمير وإتلاف عشرات الدونمات الزراعية من قرى عصيرة القبلية وعوريف وحوارة.