الانتهاك: هدم 13 منزلاً و19 بركساً زراعياً و 5 طابون.
تاريخ الانتهاك: الأول من تموز 2010.
الجهة المعتدية: ما تسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال و جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: 13 عائلة من خربة الرأس الأحمر شرق بلدة طمون.
تقديم:
خربة الرأس الأحمر كانت مسرحاً متجدداً ضمن مسلسل الهدم والترحيل الذي ينفذه الاحتلال في الأغوار الفلسطينية، ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس الأول من شهر تموز 2010 اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مصحوبة بسيارات تابعة للإدارة المدنية وبرفقة جرافة تابعة لجيش الاحتلال خربة الرأس الأحمر شرق بلدة طمون، حيث شرعت جرافة الاحتلال بهدم عدد من البركسات وبيوت الشعر في الخربة بحجة وقوعها ضمن منطقة عسكرية مغلقة حسب ادعاء الاحتلال دون السماح لأصحاب المنشآت المتضررة بأخذ ما يمكن أخذه من حاجياتهم الأساسية من بيوتهم ومزارعهم التي تم ردمها بالكامل مما أدى إلى دفن أمتعتهم بالكامل ودفن معها حلمهم المتمثل بالعيش بسلام واستقرار في المنطقة التي عاشوا فيها منذ القدم وورثوا حب الأرض فيها أباً عن جد.
مشاهد الهدم في خربة الرأس أشبه بمشاهد نكبة عام 1948 :
يذكر أن أهالي خربة الرأس الأحمر شرعوا بعد عملية الهدم مباشرة في جمع شتات الأمتعة وألواح القصدير التي عجنت تحت عجلات الجرافات العسكرية التي عملت لعدة ساعات على طي كل ما كان أمامها من ألواح وقطع خيش كانت عبارة عن مساكن للبدو هناك، ورغم ذلك بقي أهالي خربة الرأس الأحمر يبحثون عن بقايا أمتعتهم على أمل أن يلقوا ما يمكن إصلاحه لبناء بيت بسيط يحميهم ويحمي أطفالهم من حر الشمس وبرد الليل، حيث انتقلت العائلات التي هدمت منازلها إلى سهل البقيعة الواسع الذي يقع غرب الـمنطقة التي استهدفت ونقل الرعاة وما تبقى من متاعهم إلى منازل خيشية جديدة نصبوها وسط السهل في وضع يشبه إلى حد بعد نكبة فلسطين في عام 1948م حينما كانت الجماعات الصهيونية تهاجم القرى الفلسطينية ويتم تحطيم ما يمكن تحطيمه وتشريد السكان العزل، كيف لا والعدو هو نفسه.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي وزع إخطارات إخلاء سابقة في الرأس الأحمر والتي كان آخرها في السادس من شهر حزيران 2010، حيث أن هذه الإخطارات تلزم أصحاب المنشآت المخطرة بالرحيل عن المنطقة خلال 24 ساعة بحجة أن بقائهم في المنطقة مخالف لتعليمات جيش الاحتلال والذي يعتبر المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.
ورغم ذلك أصر أصحاب الأرض على البقاء فيها وعدم الانصياع لتعليمات الاحتلال رغم تهديدات جيش الاحتلال المستمرة لهم، كونهم هم أصحاب الأرض ويمتلكون أوراق طابو رسمية تثبت جذورهم في المنطقة، وبناءً عليه قرروا البقاء وعدم تسليم المنطقة لجيش الاحتلال الذي يهدف إلى ابتلاع اكبر قدر ممكن من أراض الأغوار وضمها إلى نفوذ المستعمرات القائمة فيها والتي تشهد في ظل حكومة اليمين المتطرف نمواً ملحوظاً يوماً بعد يوم على حساب الخرب البدوية القائمة في المنطقة.
الجدول التالي يبين أصحاب المنشآت المتضررة من عملية الهدم الأخيرة في خربة الرأس الأحمر:
الرقم |
أصحاب المنشات المدمرة |
عدد المساكن |
عدد المنشآت |
عدد أفراد العائلة |
عدد الأطفال |
طبيعة المنشآت |
1 |
عبد الله حسين عبدالله بشارات |
1 |
3 |
9 |
6 |
1طابون + 2 بركس اغنام + بيت واحد |
2 |
صلاح عبدالله حسين بشارات |
1 |
2 |
5 |
3 |
بيت + 2 بركس اغنام |
3 |
محمد خضر فياض بني عودة |
1 |
3 |
11 |
6 |
بيت + 3 بركسات اغنام |
4 |
فياض خضر فياض بني عودة |
1 |
1 |
9 |
5 |
بيت + بركس واحد |
5 |
علي فياض خضر بني عودة |
1 |
2 |
7 |
5 |
بيت + بركس واحد + طابون |
6 |
جمعة خضر فياض بني عودة |
1 |
0 |
4 |
2 |
بيت |
7 |
علي عزات يوسف بني عودة |
1 |
2 |
8 |
5 |
بيت + 2 بركس |
8 |
عزات يوسف محمد بني عودة |
1 |
2 |
2 |
0 |
بيت + 2 بركس |
9 |
أيمن عزات بني عودة |
1 |
1 |
4 |
1 |
بيت + بركس |
10 |
جمال خضر حامد بني عودة |
1 |
2 |
6 |
4 |
بيت + طابون + بركس |
11 |
مصطفى عبد الرازق بني عودة |
1 |
2 |
9 |
4 |
بيت + طابون + بركس |
12 |
إياد مصطفى عبدا لله بني عودة |
1 |
1 |
5 |
3 |
بيت + بركس |
13 |
حسن عبد الله بني عودة |
1 |
3 |
6 |
4 |
بيت + 2 بركس + طابون |
المجموع |
13 |
24 |
85 |
48 |
13 بيت + 19 بركس +5 طابون |
يشار إلى أن منطقة خربة الرأس الأحمر وسهل البقيعة بشكل عام كانت على مدار السنين الـماضية مسرحاً لعمليات هدم مباشرة، حيث لم تمض سنة واحدة على سكان خرب الأغوار الفلسطينية إلا وتعرضوا فيها إما للطرد أو قتل عدد كبير من أغنامهم نتيجة إصابتها بقذائف الـمدفعيات في مناورات عسكرية تجري على مدار السنة في الـمنطقة التي يسكن فيها البدو والتي تعتبر كلها مناطق عسكرية مغلقة منذ عام 1973م بناءً على قرار حكومة الاحتلال في ذلك الوقت.
يشير السيد محمد الملاح المستشار القانوني في محافظة طوباس لباحث مركز ابحاث الأراضي بقوله : (( أن الرسالة الإسرائيلية وراء عمليات الهدم والترحيل في منطقة الغور، هي تفريغ الـمنطقة من سكانها، لتعزيز الاستيطان الزراعي فقد أثرت عمليات الهدم والترحيل خلال السنوات الـماضية على الطابع الديمغرافي لبعض مناطق الأغوار، إذ أخلت كثير من الـمناطق من الرعاة الذين سكنوها منذ عشرات السنين)).
وأضاف: (( إنها عملية إحلال، وتعامل عنصري مع الوجود الفلسطيني، وما يجري يؤدي إلى منع قيام دولة فلسطينية، ما يجري لا يقل خطورة عن ما يجري في مدينة القدس)).
تجدر الإشارة أن الزائر إلى منطقة الرأس الأحمر يرى حجم المأساة التي حلت على سكان المنطقة الأصليين نتيجة ممارسات الاحتلال العنصرية، ففي الوقت التي تظهر به المضارب البدوية على أنها أراض جرداء يابسة تظهر المستعمرات الزراعية على أنها مناطق خضراء وراء سياج المستعمرة في وضع يشير إلى التناقض في علامات الحياة بين الأرض التي خربتها جرافات الجيش وكان يسكنها الرعاة، والأرض التي يسيطر عليها الـمستعمرون حيث يزرعون فيها العنب والزيتون، في الوقت الذي يُمنع استصلاح الأراضي و/أو حتى البناء والعيش بأمن وكرامة ، وحتى الـمساكن الهشة التي تبنى تهدم مثلـما حصل في الرأس الأحمر وفي مناطق مجاورة في سهل البقيعة قبل أشهر، في حين تأخذ المستعمرات الزراعية بالتوسيع والتطور بشكل مخيف في وضع يبعث على القلق كأنهم في صراع وسباق مع الزمن ينتهزون به كل ساعة في بناء المزيد من البيوت الجاهزة داخل المستعمرات وبشكل عشوائي، في حين يمنع الإنسان الفلسطيني مجرد إضافة قطعة خيش إلى بيته البسيط المصنوع من الصفيح، والذي يعتبر هدفاً بحد ذاته للاحتلال الذي يسعى إلى طرد أصحابه وتهجيرهم بشتى الطرق والوسائل التي تتنافى مع القوانين الإنسانية، في دولة تدعي الإنسانية و مراعاة حقوق الإنسان.