الانتهاك: تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في منطقة واد قانا.
الموقع: واد قانا شمال محافظة سلفيت.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي و قطعان المستوطنين.
الجهة المتضررة: المزارعون في بلدة دير ستيا.
تاريخ الانتهاك: شهر شباط 2011
تقديم:
واد قانا تلك المنطقة التي تميزت منذ القدم بجمالها وطبيعتها الخلابة والتي أهلتها لتكون محط أنظار الزوار والمستجمين في نهاية أسبوع جميل. يحيط بها من الجهة الشمالية قرى جينصافوط وكفر لاقف وعزون ومن الجهة الغربية يحيط بها قرى سنيريا، كفر ثلث، ومن الجهة الجنوبية قرية قراوة بني حسان، ومن الجهة الشرقية اماتين ودير استيا ومعظم أراضيها يمتلكها مزارعون من بلدة دير استيا. فمنطقة واد قانا تمتد أراضيها على مساحة 10 آلاف دونم مزروعة بالزيتون والحمضيات الأشجار المثمرة، كذلك تتميز المنطقة بوفرة عيون الماء فيها حيث يوجد في منطقة واد قانا 11 عين ماء، ما جعلها بيئة خصبة للزراعة فكانت قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م مصدر دخل لعشرات العائلات من بلدة ديرستيا وبلدة قراوة بني حسان.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن منطقة واد قانا في بداية السبعينات من القرن الماضي ‘ محمية طبيعية ‘ وفرض إجراءات تحد من نشاطات المزارعين في المنطقة فاستخدم الاحتلال أساليب المطاردة ومصادرة المعدات الزراعية لدرجة منع المزارعين من مجرد التواجد في أراضيهم تحت ذرائع واهية.
تفاصيل الانتهاك:
يذكر انه خلال شهر شباط 2011 شهدت منطقة واد قانا تصعيداً في الاعتداء عليها من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على حد سواء، حيث كان هناك استهداف واضح للوجود الفلسطيني في المنطقة، مما يعكس نوايا الاحتلال الحقيقية في بسط السيطرة الكاملة على المنطقة واقتلاع الوجود الفلسطيني منها، ويمكن تلخيص الأحداث التي شهدها الشهر الحالي بالتالي:
1. في 27 شباط 2011 أقدم المستوطنون من مستوطنة ‘ياكير’ على اقتلاع 22 غرسة زيتون بعمر سنة من ارض المواطن عبد الكريم احمد منصور في منطقة كفة العنود في دير استيا.
2. أقدمت جرافات الاحتلال في 24 شباط 2011 على تدمير 15 دونماً من الأراضي الزراعية التي يمتلكها المواطن يوسف محمود السمحان من بلدة دير ستيا في منطقة قطان الجامع ضمن حوض حرايق المخماس، حيث يشار إلى أن الأراضي التي تم استهدافها والتي تقع بالقرب من مستوطنة ‘رفافا’ المقامة على أراضي مصادرة من واد قانا كانت ضمن مشروع الاستصلاح الزراعي الذي تنفذه الإغاثة الزراعية الفلسطينية، حيث دمر الاحتلال الجدران الاستنادية التي نفذت ضمن المشروع بالإضافة إلى تخريب الأرض الزراعية وإتلاف ما يزيد عن 40 شتلة زيتون بعمر سنة والتي زرعت ضمن مشروع الاستصلاح الزراعي.
يشار إلى أن الأرض التي تم استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي سبق وأن اخطر صاحب الأرض بإخلائها قبل ثلاثة شهور، تحديداً خلال شهر تشرين ثاني 2010 بحجة أن الأرض المستهدفة تقع ضمن ‘أراضي دولة’ بحسب ادعاء الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى مصادرة الحفار المستخدم في عملية الاستصلاح لمدة 8 أيام، بالإضافة إلى تغريم صاحب الحفار السيد إبراهيم الشيخ مبلغ قدره 6 آلاف شيكل.
3. في 21 من شباط 2011 أقدمت مجموعة من المستوطنين من مستوطنة ‘ياكير’ على اقتلاع 22 غرسة زيتون بعمر سنة واحدة من ارض المواطن عبد الكريم احمد منصور والتي يمتلكها المواطن خالد حمد الله أبو حجلة بالمزارعة، حيث تقع الأرض المستهدفة في منطقة كفايف العمود ( منطقة البرك) بجانب مستوطنة ‘نوفيم’ و مستوطنة ‘ياكير’ المقامتين على أراضي فلسطينية مصادرة في منطقة واد قانا.
يذكر أن قطعان المستوطنين لم يكتفوا باقتلاع الأشجار، بل تتطور بهم الأمر إلى كتابة شعارات معادية للفلسطينيين والمسلمين بالإضافة إلى رسم نجمة داوود الحمراء على ساق الأشجار في المنطقة التي شهدت خلع الأشجار منها، في صورة تجسد حقد الاحتلال والمستوطنين على تلك الشجرة المباركة بصفتها رمز للعطاء بالنسبة للفلاح الفلسطيني.
4. في 20 من شهر شباط 2011 أقدمت مجموعة من مستوطني مستوطنة ‘كرني شمرون’ في منطقة واد قانا بمنع المزارع عبد الفتاح محمد زيدان من بلدة دير ستيا من رعي أغنامه في الوادي، حيث حاول المستوطنون مصادرة أغنامه بعد أن احتجزوا هويته الشخصية وتم تهديد المزارع بالقتل في حالة تواجده في تلك المنطقة، مما دفع المزارع إلى التوجه إلى مؤسسة الضمير لتقديم اعتراض على انتهاك حقوقه في الوصول إلى أرضه لرعي الأغنام فيها.
5. في خطوة تصعيديه أخرى من قبل المستوطنين، أقدم مجلس مستوطنة ‘كرني شمرون’ بالتنسيق مع حكومة الاحتلال في 19 شباط 2011 على أعمال تأهيل للطريق الواصل ما بين مدخل المستوطنة من الجهة الشرقية والطريق الالتفافي العام الذي يخترق واد قانا ويخدم المستوطنات الستة القائمة في المنطقة، حيث يبلغ طول الطريق 3كم.
يذكر أن المزارعين في منطقة واد قانا ينظرون إلى تلك الخطوة بالقلق الشديد والتي تعني ضمنياً السيطرة على معظم البيارات الزراعية المحاذية للطريق وتكريس وجود الاحتلال فيها خدمةً لمصالح الاحتلال التوسعية، مع الإشارة هنا إلى أن الاحتلال يمنع المزارعين في تلك المنطقة من مجرد زرع الأشجار هناك أو حتى الوصول إلى تلك المنطقة تحت أي سبب من الأسباب رغم أن أصحاب الأراضي يمتلكون وثائق رسمية تؤكد ملكيتهم للأراضي في تلك المنطقة، حيث يعتبر المزارع هيثم منصور من بلدة دير ستيا مثالاً على عنصرية الاحتلال، هذا المزارع الذي استهدفه الاحتلال أكثر من مرة لدرجة تهديد حياته بالخطر فلقد خلع المستوطنون الأشجار التي زرعها أكثر من مرة في منطقة واد قانا بالقرب من الطريق الذي جرى تأهيله، والاحتلال بدوره يبرر تلك العملية بتواجد المزارع بالقرب من المستوطنة وأن المنطقة تعد ضمن المناطق التي يعتبرها الاحتلال محمية طبيعية، لكن المستوطنين لهم رأي آخر فهم لا يعترفون بالمحميات الطبيعية لذلك يجرفون الأراضي هناك ويدمرون البيئة دون حسيب أو رقيب من قبل الاحتلال.
6. في 19 شباط 2011 أقدم جيش الاحتلال على طرد المزارع عبد الرحمن سليمان السلمان والمزارع معتصم مفيد سلمان من أرضهم الواقعة في منطقة الشفطان بالقرب من مستوطنة ‘رفافا’ في منطقة واد قانا وذلك تحت حجج وذرائع أمنية واهية، علماً بأن المزارعين يمتلكان 16 دونم بالقرب من مستوطنة ‘رفافا’، حيث اعتادوا على زراعتها باستمرار .
مشاهد من الاعتداءات على وادي قانا في صور:
الصور 1-4
يشار إلى أن جنود الاحتلال قاموا بتصوير المزارعين بواسطة كاميرات خاصة بحوزتهم ، حيث أمروا أصحاب الأرض بعدم التواجد في المنطقة مرة أخرى.
من جهته تحدث السيد نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول ‘ منطقة وادي قانا مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي بدوره أقام ستة مستوطنات على اراضي منطقة واد قانا، هذه المستوطنات التي تساهم في سرقة الأرض وتشريد السكان وبث روح الخوف في نفوس المزارعين، علاوة على أنها تنهب قرابة نصف أراضي واد قانا لصالح النشاطات التوسعية و لصالح البنية التحتية لخدمة تلك المستوطنات، في حين يحرم المزارع الفلسطيني من ابسط حقوقه وهي استغلال أرضه في الوادي’.
و تساءل السلمان ‘ هل أصبح زراعة الزيتون خطر يهدد امن المستوطنين في المقابل فإن هؤلاء المستوطنين يضخون مياه المجاري صوب الأراضي الزراعية ?. ‘
دعى السلمان المؤسسات القانونية ووسائل الإعلام إلى تسليط المزيد من الضوء عما يحدث في الوادي وعن خيرات الوادي الآخذة بالتناقص بفعل جرائم الاحتلال، كما دعى المزارعين أصحاب الأراضي في الوادي إلى البقاء صامدين في أراضهم وعدم تفويت أي فرصة للاحتلال في إحكام قبضته على الوادي.