في الساعة الثانية بعد منتصف ليل اليوم الخميس الموافق 8 كانون أول 2011 قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام أراضي بلدة بيت أولا في منطقة عطوس – الميخذ – شمال غرب مدينة الخليل، وقامت قوة عسكرية برفقة جيب عسكري وجرافة جنزير وباجر ورافعة ضخمة وسيارة شحن كبيرة ‘ تريلة’ بحملة هدم خزان ماء وصادرت كونتينر يحتوي على عدد زراعية .
تقع هذه الأرض شرقي جدار الفصل العنصري بمسافة تزيد عن 1000 متر وهي أراضي مملوكة لورثة المرحوم محمد عبد الغني العملة ويمتلكون كافة الوثائق الثبوتية لذلك والتي ورثوها أباً عن جد، وتبلغ مساحة الأرض 15 دونماً – مزروعة بأشجار اللوزيات والزيتون والحمضيات وعمرها 4 سنوات- حيث تم تطوير الزراعة فيها بدعم جزئي من الحكومة الهولندية بالتعاون مع مؤسسة الإغاثة الزراعية.
وأما بالنسبة للأضرار التي لحقت بهذه الأرض:
1- مصادرة كونتينر زراعي يحتوي على عدد زراعية وعداد كهرباء، ومضخات ماء، وأسمدة، وكراسي، وبلغت تكلفة خسائر المحتويات 10 آلاف شاقل و12 الف شاقل سعر الكونتينر التي تمت مصادرته، أي خسارته بلغت 22 ألف شاقلاً.
2- هدم خزان ماء بسعة 150 كوب يروي 15 دونماً مزروعاً باللوزيات والزيتون والحمضيات، وهو مبني في بداية عام 2010 بدعم جزئي من الحكومة الهولندية وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الزراعية، وبلغت تكلفته 55 ألف شاقلاً.
جدير بالذكر ان ورثة المرحوم محمد عبد الغني العملة وبالرغم من انهم يملكون أوراقاً ثبوتية في أرضهم إلا انه استلم أمراً بإخلاء الأرض في 12 أيلول 2011 بحجة أنها ( ممتلكات حكومية تابعة للدولة – يهودا والسامرة ) أي دولة الاحتلال الإسرائيلي وكان الإخطار صدر من الإدارة المدنية الإسرائيلية – جيش الاحتلال – وحدة التفتيش المركزية، وقدم آنذاك اعتراضاً بواسطة المحامي موسى مخامرة وكانت القضية طور العمل، إلا أنه تفاجئ صباح اليوم بإخباره من قبل الجيران المتواجدين بالقرب من أرضه بأن آليات الاحتلال تقوم بهدم الخزان ومصادرة الكونتينر.
وكان مركز أبحاث الأراضي تابع عملية الإخطار بوجوب إخلاء الأراضي آنذاك ولمعرفة المزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة التقرير التالي: إخطارات بإخلاء أراضي زراعية في بيت أولا غرب الخليل – محافظة الخليل. يرى مركز أبحاث الأراضي في هذه الهجمة العدوانية على أملاك المواطنين في بلدة بيت أولا بأنه اعتداءٌ صارخٌ يتنافى مع كافة القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وهو منافياً لاتفاقية جنيف المادة 53 والتي نصت على ( يحظر علي دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير).
كما ينظر أهالي القرية ومالك الأراضي بعين الريبة إلى توقيت عملية الهدم حيث تمت تحت جنح الظلام الساعة الثانية بعد منتصف الليل – وتساءلوا هل هذا التصرف تصرف جيش لدولة أم عصابة لصوص …!؟
اعتداءات سابقة على أراضي بلدة بيت أولا
إعلان أراضي دولة سنة 1983: لقد أعلن الاحتلال العسكري بعض أراضي بيت أولا الواقعة غربي البلدة كأراضي دولة، وبعد اعتراض المزارعين كانت توصية لجنة الاعتراضات العسكرية بأن الارض المستصلحة هي ملك لأصحابها، والارض المهجورة وغير المستغلة زراعياً هي اراضي دولة.
تعريف ببلدة بيت أولا:
تقع بيت أولا على بعد 12كم شمال غربي مدينة الخليل وهي من القرى الحدودية المحاذية لحدود الخط الفاصل بين احتلال سنة 1948 والضفة الغربية، وقد فقدت بيت أولا حوالي 9000 دونماً من أراضيها خلال احتلال سنة 1948، وبقي لها حوالي 24000 دونماً، قضم الجدار منها حوالي 2000 دونماً، والكسارة حوالي 50 دونماً، ويعتدي الجيش الإسرائيلي وينتهك بين الفينة والأخرى على حوالي (4000) دونماً من الأراضي الزراعية الواقعة غربي البلدة. يبلغ عدد أهالي بيت أولا حوالي 11,000 نسمة.
يدير البلدة مجلس بلدي، ولديها شبكة طرق وشبكة كهرباء وشبكة مياه – ومن الجدير ذكره أن المخطط الهيكلي لبلدية بيت أولا تبلغ مساحته حوالي 5000 دونماً. تشتهر البلدة بالزراعة لا سيما الزيتون واللوزيات والخضراوات وبالذات البامية والزراعة الحقلية.كما تشتهر بتربية الأغنام وتحوي حوالي 5000 رأس غنم وبعض مزارع الأبقار الصغيرة وعدد من مزارع الدجاج البياض واللاحم وللبلدة سوق تجاري متوسط.
وكما تشتهر ببعض الصناعات المتميزة مثل أبواب الأمان ومصانع الحديد ومعامل الطوب والبلاط. فالبلدة تحوي 8 مدارس حكومية وخاصة ووكالة غوث لكافة المراحل الأساسية والثانوية و عيادة صحية حكومية وبعض العيادات الخاصة.أهالي البلدة نشطاء في العمل المؤسسي حيث تحوي حوالي 12 مؤسسة أهلية ناشطة ثقافية ورياضية وخيرية واجتماعية ونسائية.
اعداد:
مركز أبحاث الاراضي – القدس