الانتهاك: مواصلة إغلاق 3 آبار ارتوازية وتجفيفها واستهداف عدداً من الآبار.
تاريخ الحدث: الخميس 6 أيلول 2012.
الجهة المعتدية: ما تسمى بسلطة المياه التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: مزارعي قرية كفر دان.
تقديم:
أسفر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في حزيران 1967 عن تمكين إسرائيل من السيطرة الكاملة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ومواردهما المائية كافة، وقد كان الفلسطينيون في الضفة الغربية قبل احتلال عام 1967 يستفيدون من 3 مصادر مائية في استثماراتهم الزراعية والصناعية والمدنية: المصدر الأول هو نهر الأردن والمصدر الثاني الينابيع والثالث الآبار وهي موزعة في مختلف أنحاء الضفة وخاصة على المرتفعات الشرقية والغربية. وإن الاحتلال الإسرائيلي مع احتلاله للضفة الغربية فرض قوانين تمنع الفلسطينيين من حفر آبار ارتوازية أو الاستفادة منها إلا من خلال الحصول على موافقة من قبل الاحتلال، حيث تم السيطرة على كامل المياه في الضفة الغربية وأصبحت شركة ‘ميكروت’ التابعة للاحتلال هي المزود الرئيسي والوحيد للمياه في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يشار إلى أن قرية كفر دان لم تكن بأحسن حال من غيرها من القرى والبلدات الفلسطينية والواقعة على الحوض المائي الشمالي، فقرية كفر دان اشتهرت قديماً بوفرة سبعة آبار ارتوازية محفورة على زمن الحكم الأردني كانت تضخ في الماضي 2.2 مليون متر مكعب سنوياً، تساهم هذه الآبار في توفير كميات كبيرة من المياه للري أكثر من 4000 دونم من أراض كفر دان واليامون وقرية تعنك عدى عن كونها كانت تستخدم في مياه الشرب .
لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يرق له هذا فكانت عملية تقنين المياه أولى الخطوات التي سعى لها الاحتلال الإسرائيلي في ضرب قطاع الزراعة الذي تشتهر به المنطقة فوضع الاحتلال ساعات على كل بئر ليتم من خلالها تحديد كميات الماء المسموح باستعمالها، مما انعكس ذلك بشكل سلبي على واقع الزراعة هناك.
تجدر الإشارة إلى أن خطوة الاحتلال هذه والتي نفذها في فترة عقد الثمانينات دفعت الكثير من المزارعين والمواطنين إلى التنقيب عن المياه بطرق بدائية في منطقة سهل ابن عامر وهذا بدوره نتج عنه أكثر من 40 بئر عشوائي وبصورة غير منظمة والنتيجة الحتمية هي ضعف كمية المياه التي انخفضت إلى 1.7 مليون متر مكعب سنوياً، وهذا كان له بالغ الأثر السلبي على التنوع في الغطاء النباتي هناك.
من جهة أخرى، فان الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بمنع التنقيب عن المياه في سهل ابن عامر بل تعدى ذلك إلى قيام الاحتلال بحفر آبار عميقة في محيط الوادي والتي تسببت كنتيجة حتمية إلى انحسار كمية الماء في الآبار الارتوازية في قرية كفر دان وبالتالي تحولت القرية إلى قرية عطشى، مع الإشارة هنا إلى أن عمق الآبار الإسرائيلية يفوق تلك العربية أضعاف مضاعفة، ولعل بئر أبو عمير وبئر أبو الأمين وبئر فهمي في قرية كفر دان لأكبر شاهد ودليل على ذلك حيث كانت تضخ هذه الآبار في الماضي بمعدل 70 متر مكعب في الساعة وكانت رفداً من الروافد المائية في المنطقة، أما اليوم فقد تم إغلاقها بعد أن جفت بالكامل.
صورة 1 +2: بئر أبو الأمين المغلق
صورة 3: بئر فهمي المغلق
عدى عن ذلك انحصرت الزراعات المروية في القرية والقرى المجاورة بشكل كبير وأصبحت قرية كفر دان تعتمد على الزراعات الحقلية التي تعدت 3000 دونم.
الاحتلال يواصل ردم الآبار في كفر دان:
يشار إلى انه بالرغم من الوضع المأساوي الذي تعانيه قرية كفر دان إلا أن القرية تشهد باستمرار حراكاً من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف باستمرار حقول القرية بحثاً عن آبار جوفية عشوائية جديدة هنا وهناك، حيث يستخدم الاحتلال أجهزة حديثة للكشف عن موقع الينابيع هناك، مما أدى إلى انحسار كميات المياه هناك وتحول القرية إلى قرية بالفعل منكوبة.
معلومات عامة عن قرية كفر دان:
تقع قرية كفر دان إلى الشمال الغربي من مدينة جنين على بعد 5كم عن المدينة في محافظة جنين، تبلغ مساحة أراضيها 7,328 دونم بالإضافة إلى 300 دونم عبارة عن المخطط الهيكلي للقرية، يحيط بها قرى برقين من الجنوب واليامون من الغرب ومدينة جنين من الشرق للقرية، ويوجد في القرية قرابة 4000 دونم عبارة عن المساحة الزراعية الواقعة على سهل مرج بن عامر حيث تزرع بمعدل 600 دونم بمختلف المحاصيل المروية وكذلك يوجد بها المئات من البيوت البلاستيكية، وما تبقى من أراض فهي مزروعة بالزراعات الحقلية. يبلغ عدد سكان القرية 6500 نسمة الغالبية العظمى منهم يعتمدون على الأرض كمصدر دخل أساسي لهم.