مع بداية موسم الزيتون في كل عام ينشط المستوطنون في شن اعتداءات واسعة تطال الإنسان والشجر، فكانت شجرة الزيتون الهدف الرئيسي في كل اعتداء، وذلك لما تمثله الشجرة من رمزية لكل فلسطيني، عدى عن كونها بمثابة هوية للأرض. ويبدو أن هذا الموسم سوف يشهد تصعيد في اعتداءات المستوطنين ضد الإنسان وضد شجرة الزيتون المباركة في ظل الأوضاع السياسية السائدة. ففي أحدث هجوم منظم شنته مجموعة حاقدة من مستعمرو مستعمرة ‘عيلي’ الجاثمة على أراضي القرية ليلة الثلاثاء التاسع من تشرين أول لعام 2012 على بساتين الزيتون في قرية قريوت حيث أقدموا على تقطيع وتخريب ما لا يقل عن 120 شجرة زيتون يقدر عمرها بعشرات السنين، حيث استخدم المستوطنون أدوات حادة في تقطيع الأشجار وبشكل وحشي وهمجي.
هذا ويستهدف الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه قرية قريوت حيث تصاعدت اعتداءاته عليها خلال هذا العام فمنذ بداية عام 2012 والقرية تعاني من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة الهادفة إلى سرقة الأرض، بالإضافة إلى مخططات تحويل معظم أراضي القرية الجنوبية والغربية لصالح النشاطات الاستيطانية بمستوطنة ‘شفوت راحيل’ ومستوطنة ‘عيلي’ ومستوطنة ‘كيدا’ الجاثمة على أراضي القرية، وفي هذا الصدد فقد رصد ووثق مركز أبحاث الأراضي خلال عام 2012 الاعتداءات الاحتلالية التالية:
وتجدر الإشارة إلى أن القرية ومنذ العام 2000 تعاني من إغلاق مدخل القرية الجنوبي، لذلك ينظم أهالي القرية في كل يوم جمعة مسيرة حاشدة للمطالبة بفتح الطريق المغلقة منذ عام 2000م والتي نتج عنها المزيد من المعاناة للسكان، حيث يجبرون على سلوك ما يزيد عن 22كم للوصول إلى نفس النقطة لو كانت الطريق مفتوحة دون أي عقبات بها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
قرية قريوت: قرية فلسطينية تقع جنوب مدينة نابلس وتبعد عنها 24.5كم، ويبلغ عدد سكانها 2,321 نسمة (2007)، وتبلغ المساحة الإجمالية للقرية 22,473 دونماً منها75% مناطق ‘ ج’ حسب اتفاق أوسلو. ويحد القرية من الشمال قريتي قصرة وتلفيت، ومن الشرق قريتي دوما وجالود، ومن الغرب قريتي اللبن الشرقي والساوية، ومن الجنوب قرى ترمسعيا، سنجل، المغير.
ويقام على أراضي القرية المستوطنات التالية ( متسبيه راحيل، شيلو، عيلي – ايلي)، ويسكنها 3,868 مستعمراً، وتقدر المساحات المصادرة من أراضي قريوت لصالح المستوطنات 2,227 دونماً، عدا عن ضياع 435 دونماً لصالح الطرق الالتفافية التي تربط المستعمرات بعضها ببعض والتي يبلغ طولها 4,358 متراً .