في الوقت الذي وقف العالم مصفقاً ومؤيداً لقبول فلسطين دولة في الأمم المتحدة … انهمرت قنابل الاحتلال الإسرائيلي على شعب فلسطين في قطاع غزة لتحصد البشر مثل الحجر … وتواصلت مجنزرات الاحتلال وعصابات مستوطنيه تعيث فساداً في أرض فلسطين… مصادرةً هدماً … تجريفاً … حرقاً… واقتلاعاً لأشجارها. ففي الوقت الذي قتل فيه الاحتلال أكثر من 165 شهيداً وجرح أكثر من 1000 جريحاً في ثمانية أيام… صادر هذا الاحتلال خلال عام 2012 حوالي (18000) دونماً وهدم حوالي (543) مسكناً ومنشأة، وجرّف أكثر من (370) دونماً زراعياً.
ولم تسلم من هذا الاحتلال المعادي لنبض الحياة والتاريخ شجرة الزيتون المباركة، هذه الشجرة التي يعتبر موسمها عُرُساً فلسطينياً خالصاً للطفل والشيخ … للمرأة والرجل … للموظف والعامل … للطبيب والمزارع … وسط حفل بهيج وأصوات النساء الفلسطينيات اللواتي يتغنينّ بالموسم بأهازيج خاصة … فهذا الموسم حسب العرف الفلسطيني رمزاً يدل على الحضارة والتاريخ و الهوية، وسط هذا المشهد الذي لا يحلو للاحتلال ولا لمستعمريه قاموا بتنغيص الفرح الفلسطيني باقتلاع وخلع الأشجار المعمرة من الزيتون وزراعتها في المستعمرات الإسرائيلية لتثبيت حقائق مزيفة على أرض تسبح بمحبة أبناءها.
فقد تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية خلال موسم القطاف الحالي 2012م (15/09 – 30/11/2012) من تنكيل وطرد للمزارع عدى عن سرقة ثمار وقطع أشجار وتدميرها بشتى الوسائل التي لا تتوافق مع أي منطق إنساني بشيء، فخلال هذا الموسم تعرض الزيتون إلى أكثر من (76) اعتداء على الشجر والمزارعين منها (41) اعتداء على الشجر إما بالقلع /أو الحرق/أو إغراق بالمياه العادمة في مناطق متفرقة بالضفة المحتلة، وفيما يلي توضيح حول هذه الاعتداءات:
تنفيذ أكثر من 76 اعتداء على الشجر والمزارعين منها 70 اعتداء نفذه مستعمرون يهود، و6 نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تم الاعتداء على 2183 شجرة مثمرة:
1900 شجرة تضررت بالقطع أو الخلع ، و250 شجرة إغراق بالمياه العادمة، وحرق 33 شجرة مثمرة.
975 شجرة أعدمت بالكامل، و1208 شجرة تضررت بشكل جزئي.
315 عبارة عن غرس، 510 شجرة بعمر 5-10 سنوات، 1358 شجرة معمرة.
واليوم والعالم يحتفل بيوم حقوق الإنسان … ماذا سيقول للمزارع الفلسطيني … ماذا سيقول للطفل اليتيم او الأم الثكلى … ماذا سيقول للأبناء الذين تشردوا بعد ان أصبح مأواهم ردماً تذروه رياح الخوف من المستقبل المجهول … حتماً سيظل اليوم العالمي لحقوق الإنسان مطأطأ الرأس حزناً وخجلاً من شعب فلسطين إلى أن ينتفض العالم ضد آخر وأبشع الاحتلالات في التاريخ وإحقاقاً للحق الفلسطيني على أرضه ووطنه كلّ دموع أشجار الزيتون المعمرة تتوقف مع دموع الأمهات الثكالى …