الانتهاك: هدم مبنى والاعتداء على ساكنيه.
المكان: في منطقة وعر أبو صلاح – محافظة القدس المحتلة.
تاريخ الانتهاك: الخامس من شباط 2013م.
هدمت بلدية الإحتلال في بيت حنينا وتحديداً في منطقة وعر أبو صلاح مبنىً سكنياً يعود لعائلة كستيرو، وذلك بحجة عدم الترخيص. المبنى عباره عن طابقين ،مساحة كل طابق 420 م2، مبني مُنذ العام 2004م, على قطعة أرض بمساحة 1632 م2, ويحتوي على 4 شقق في كل طابق شقتان. وتسكنه 4 عائلات، ثلاثة أشقاء مع عائلاتهم ووالدهم ووالدتهم .
الإسم |
العمر |
المهنة |
عدد أفراد العائلة |
أطفال |
صلاح سلمان كستيرو(والدهم) |
74 |
لا يعمل |
2 |
—- |
محمد صلاح كستيرو |
53 |
عامل |
10 |
6 |
عفيف صلاح كستيرو |
49 |
عامل |
9 |
4 |
أيمن صلاح كستيرو |
43 |
عامل |
6 |
3 |
الإحتلال قام بهدم المبنى بذريعة البناء دون ترخيص ..
ويفيد المواطن عفيف صلاح كستيرو لباحث مركز أبحاث الأراضي خلال الزيارة الميدانية للعائلات التي كانت تُقيم فوق الدمار : ‘ نحن ثلاثة اُخوة ووالدَينا، كُنا نعيش بشكل مُتفرق وبالإيجار، بعضُنا كان يسكن في سلوان والآخر في بيت حنينا والآخر بمكان آخر .. وأردنا أن نمتلك مبنىً يجمعنا سوياً، فقمنا بشراء قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 1632 م2, والتي نملك جميع أوراقها الثبوتية والقانونية، وبدأنا ببناء المبنى المكون من 4 شُقق, وأثناء عملية البناء تسلمنا قراراً من بلدة الإحتلال بعدم الإستمرار بالبناء لعدم وجود ترخيص بناء. وعلى الفور قُمنا بتوكيل المحامي حسين غنايم من أجل تقديم طلب الحصول على ترخيص مع المهندس سمير لافي . لكننا كُنا قد تلقينا مُخالفة في العام 2008م, بقيمة 200 ألف شيقل بسبب البناء بدون ترخيص تنتهي في العام 2015 م. عدا عن قرارات الهدم التي كُنا نتلقاها أثناء السعي لإصدار رُخصة البناء. ثُم قُمنا بتعيين المُحامي مُهند جبارة بدلاً عن المُحامي حسين غنايم ، وكُنا نقوم بكل ما هو مطلوب منا وتقديم جميع الوثائق المطلوبة من أجل الموافقة على إصدار رُخصة بناء. ومن بين الأمور التي طلبتها بلدية الإحتلال ورقة إثبات مُلكية من المركز الجماهيري ببيت حنينا، وهو عبارة عن مركز يتبع لبلدية إحتلال القُدس. وبدون هذه الوثائق يذهب كل ما قدمناه هباء منثورا. وفي هذه الفتره تلقينا قرار هدم بتاريخ 12.12.2012م, تم تأجيله لتاريخ 31.01.2013 م. لكن المركز الجماهيري من أجل أن يجتمع وأن يصدر هذه الورقة قد يستغرق أكثر من شهر وقد يتعدى تاريخ تأجيل قرار الهدم، ولذلك لم نستطع الحصول على إثبات ملكية من المركز.’
يُضيف المواطن عفيف : ‘ قبل يوم الهدم بيومٍ واحد، كانت هُنالك دورية شُرطة إسرائيلية تجوب المكان، وكأنها تستكشف، وكانت تنتقل من نقطة إلى اُخرى وتدور حول المبنى وتراقب المكان من جميع جهاته.ولم نعتقد أنها تقوم بإستكشاف المكان من أجل أن يقوموا بهدم المبنى، بل إعتقدنا أنها أعمال دورية روتينية بالمكان . وفي يوم 05/02/2013م , أفقنا باكراً كما كُل يوم ، تناول أطفالنا فُطورهم وخرجوا بإتجاه مدارسهم، وخرجنا نحنُ كُلٌ مِنا إلى عمله . لكن كانت دوريات شُرطة تجوب المنطقة على طول الطريق للشارع الرئيسي، حيث كانت سيارات شُرطة تقف في الطريق وسيارات تقوم بأعمال الدورية في الطرق الفرعية، لكننا أكملنا طريقنا مُتوجهين إلى أعمالنا ..’
الهدم
المواطنه ريما ، زوجة المواطن أيمن تروي تفاصيل الهدم وعملية الإقتحام والإرهاب الذي مارسوه شرطة الإحتلال .
عند الساعه 08:30 صباحاً ، كُنت أنا وطفلي مالك (3) سنوات لوحدنا في المسكن، وكنت أستعد للقيام بالأعمال المنزلية . كُنت أسمع أصوات نُباح كلاب، كان يعلوا شيئاً فشيئاً. وفجأه سمعتُ طرق على الأبواب بشكلٍ قوي ومرعب، تبين من صوتهم أنهم شُرطة . كان للمسكن بابان ، كُنت انا أرتجف وراء الباب الرئيسي، ولم يخطر ببالي أن طفلي مالك سيقوم بفتح الباب الشرقي للمنزل للجنود، وما أن قام بفتح الباب حتى أفلت رجال شُرطة الإحتلال كلابهم البوليسية عليه ، فهلعت إلى المكان لكنني لم أنسى ما قاله مالك لرجال الشُرطة ، فقد سالهم ‘ بدكم تلعبوني بالكلب’ ؟؟؟
بعدها إقتحم الجنود المكان وقاموا بإبعادي وأخبرني ضابط منهم أن علي الخروج من المسكن لأنهم سيقومون بهدمه، أنا لم أكن أرتدي حجابي فطلبت منهم أن أرتديه فقامت شُرطية بدفعي من كتفي على الأرض وقامت بسحبي إلى الخارج وأنا أصرخ .. مالك طفلي لم أكن أراه ، لقد كانت أعداد شُرطى رهيبة بالخارج، لكنني كُنت أسمع صُراخه وبكاءه الشديد. وبعد أن أبعدوني عن المسكن، رأيت 4 من شرطة الإحتلال يركضون وراء مالك الذي حاول العودة إلى داخل المبنى … فإلتقطوه وأبعدوه عن المكان..
يُضيف المواطن عفيف: ‘علمت من زوجتي عبر إتصالٍ هاتفي بِأن ما رأيناه صباحاً من تجمع للشُرطة كان تجهيزاً لهدم المبنى وهم يعدون العده لهدم المبنى، فعدت أن وإخوتي إلى المنطقة لنجدها ثكنة عسكرية، منعونا من الدخول أو الٌاقتراب من المنطقة . قُمنا بالإلتفاف والقفز عن الجدران من أجل الوصول إلى المكان .. كان هُنالك منظر رهيب ، عدد كبير من الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة، يفوق عددهم 300 شرطي, بالإضافة إلى الخيالة والكلاب البوليسية المنتشرون بالمكان . كان هُنالك 3 جرافات جنزير يستعدون لهدم المبنى .. وكان أمام المنزل عُمال قد أحضرتهم بلدية الإحتلال من أجل إفراغ المبنى ، لكنهم لم يقوموا بإفراغه جميعه بل قاموا بإخراج فقط الفرش والكنب البسيط ، حيثُ قام شُرطي بتصويره كأنهم أخرجوا الفرش قبل الهدم . وقام جنود الإحتلال بالرقص على الفرش وكانوا يضحكون. ثُم سُمع هدير جنازير الجرافات وهي تتقدم نحو المبنى ..وبدأ الهدم … رأيت والدي العجوز يتجه نحو المبنى مُخترقاً الجنود وهو يبكي قبل أن يقع على الأرض ….’
لقد إستمر الهدم مدة 8 ساعات ، قبل أن تنسحب جرافات بلدية الإحتلال وجنوده مُخلفين وراءهم الدمار ..
بعد يومان من الهدم
في زياره ثانية للعائلات، كان الصمت والهدم سيد المكان، العائلات التي كانت تسكن المبنى أصبحت تسكن اليوم داخل إسطبل كانت تستخدمه قبل للخيل..إضافه إلى الخيام التي كانوا قد حصلوا عليها من الصليب الأحمر الدولي.. الحُزن على وجوه كبارهم وصغارهم .. يقومون بأعمال البحث بين الأنقاض على أي شيئ كانوا يملكونه قبل الهدم . كُتب أطفالهم ، ملابسهم ، مُقتنياتهم ، صورهم العائلية .. لم يتركوا لهم شيئ سوى الدمار .. والغضب.