الانتهاك: الاحتلال يخطر 29 عائلة بدوية بالإخلاء بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية.
تاريخ الانتهاك: 24 شباط 2014م.
المكان: الخرب البدوية ( يرزا، إبزيق، البرج، الميتة) – شرق محافظة طوباس.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: 29 عائلة بدوية (174) فرداً من بينهم (96) طفلاً.
تفاصيل الانتهاك:
سلم الاحتلال الاسرائيلي صباح الاثنين 24 شباط الحالي 29 عائلة بدوية تقطن في منطقة المالح إخطارات شفوية وقسم منها كتابة تلزمهم من خلالها بترك بيوتهم المصنوعة من الصفيح و الخشب بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية في الأغوار الفلسطينية تبدأ من يوم الأربعاء 26 شباط من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الرابعة مساءً. وشملت الإخطارات العسكرية بالإخلاء كل من 16 عائلة بدوية في خربة إبزيق، 4 عائلات بدوية في منطقة البرج، 6 عائلات بدوية في الميتة، و3 عائلات في خربة يرزا. نسخة عن الاوامر العسكرية
من جهته أكد السيد عارف دراغمة رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية لباحث مركز أبحاث الأراضي: "هناك عمليات استهداف مستمرة للمزارعين والسكان البدو في منطقة الأغوار الفلسطينية، ومن المؤكد أن عملية التضييق الأخيرة على السكان تأتي بالتزامن مع موسم الزراعة والتناسل عند الأغنام و التي تعتبر مصدر الدخل الوحيد والأساسي لتلك العائلات البدوية، وهذا بدوره كفيل لضرب الواقع الزراعي والاستقرار للسكان، خاصة أننا نتحدث عن شريحة كبيرة من السكان تعاني منذ احتلال الضفة الغربية من هجوم شرس بهدف تفريغ الأغوار والسيطرة على الموارد الطبيعة فيها". وأضاف: "هذه التدريبات باتت تتم بشكل دوري في نفس المنطقة ومن قبل الاحتلال الإسرائيلي و في نفس التاريخ من كل عام، والنتيجة الحتمية إلحاق أضرار بالغة بالسكان العزل وبكافة القطاع الزراعي والثروة الحيوانية".
وحول ما يتم من العمليات تدريبية بين البيوت السكنية في منطقة المالح عبر السيد محمد الملاح المستشار القانوني في محافظة طوباس: "إن ما يتم في الأغوار الفلسطينية تحديداً في منطقة المالح لهو جريمة حرب وضرب صارخ لجميع المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية، فالاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الطرق والأساليب في تفريغ الأغوار تحت صمت عالمي ودعم للاحتلال الإسرائيلي في نفس الوقت، حيث تم تسجيل المئات من الانتهاكات من قبل الاحتلال ولكن دون فائدة".
وأضاف السيد ملاح بأن "منطقة الأغوار الفلسطينية تحتل ثلث مساحة الضفة الغربية، وقد وصفت منذ القدم بسلة فلسطين الخضراء، واليوم وبعد 47 عاماً على الاحتلال انقلبت بها الأحوال وتبدد الخير الذي كان يعم تلك المنطقة، فأصبحت منطقة الأغوار هدفاً للاستعمار والمستعمرين ، حيث يوجد في الأغوار الفلسطينية في رمتها 31 مستعمرة إسرائيلية تتوزع في أنحاء الأغوار يسكنها 7500 مستعمر على أقل تقدير، في حين يوجد 18 تجمعاً فلسطينياً يقطنه 56 ألف نسمة، علاوة على هذا، يصر الاحتلال الإسرائيلي على اعتبار منطقة الأغوار الفلسطينية حدود دولة الاحتلال الشرقية التي لا يمكن التفاوض عليها تحت أي سبب كان، فهي في نظر المحتل لا تقل أهمية عن منطقة القدس، ومن هنا يشرّع القوانين والأنظمة التي تضمن السيطرة التامة على تلك المنطقة".
ورغم هذا كله، يصرّ المزارع الفلسطيني على غرس جذوره بالأغوار فهو يتخذ من الصفيح والخيش بيتاً له، ومن تربية المواشي مصدراً لدخله وغذائه، وهو بذلك يشكل شوكة حادة في حلق الاحتلال، محاولاً قدر استطاعته إفشال مشاريع الاستيطان والتهويد في الأغوار الفلسطينية التي تتم في معظمها تحت تعتيم إعلامي وصمت دولي.