في ساعات الصباح الباكر من يوم الرابع عشر من شهر كانون الثاني من العام 2015، قامت الجرافات الإسرائيلية ترافقها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وضباط من الإدارة المدنية الإسرائيلية بتجريف ما يقارب 30 دونما في خلة النحلة جنوب محافظة بيت لحم تعود ملكيتها لأهالي الخلة.
وفي متابعة ميدانية لعملية التجريف, قام طاقم معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) باجراء مقابلة مع السيد محمد يحي احمد عايش وهو أحد المالكين المتضررين من عملية التجريف, حيث افاد بانه في العام 2004, تسلم أمر مصادرة لارضه في خلة النحلة بذريعة انها اراضي تخضع لتصنيف ما تطلق عليه اسرائيل "أراضي دولة".
واستكمل السيد عايش الحديث, فقال: "أنه عقب تسلمه أمر المصادرة, تقدم بالتماس لدى المحكمة الاسرائيلية والتي بدورها أصدرت قرارا لنزع ملكية الارض من أصحابها (أي نحن) مع العلم أننا نملك الاوراق الثبوتية اللازمة (الطابو) لاثبات ملكيتنا للأرض". وما تزال المحكمة الاسرائيلية حتى يومنا هذا تنظر في القضية.
وأضاف السيد العيسة أنه في شهر حزيران من العام 2012, قامت الجرافات الاسرائيلية التابعة للإدارة المدنية الاسرائيلية بتجريف أرضه واقتلاع ومصادرة ما يزيد عن 300 شجرة قام بزراعتها بالأرض قبل شهر من حادثة التجريف. انظر صور الارض المستهدفة
صورة 1-2: الاراضي التي تم تجريفها في خلة النحلة – بيت لحم
بؤرة استيطانية غير شرعية على أراضي خلة النحلة
قصة البؤرة الاستيطانية الجديدة بدأت في أواخر شهر تشرين الأول من العام 2013، عندما قامت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بالتمركز على قمة تلة في خلة النحلة جنوب غرب مدينة بيت لحم، وبدأت بتثبيت خيمة سكينة في المنطقة وخزان مياه واضافة خطوط كهرباء وغيرها من البنى التحتية في محاولة منها لتسوية الموقع والاستيلاء عليه. وبعد بضعة أيام, قامت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك الخيمة من الموقع ودعت المستوطنين إلى مغادرة المنطقة, الا أن المستوطنين قاموا بإعادة تثبيت الخيمة في الموقع والسكن فيها. وفي العشرين من شهر كانون الثاني من العام 2014، قام المستوطنون بإضافة عددا من الكرفانات الجديدة للبؤرة الاستيطانية في محاولة منهم لتثبيت وجودهم في المنطقة وتأكيد استيلائهم على الارض.
وتجدر الاشارة الى أن موقع البؤرة الاستيطانية الجديدة قريب جدا من المنازل الفلسطينية في خلة النحلة جنوب غرب بيت لحم. وتدعي السلطات الإسرائيلية بأنها امرت المستوطنين الإسرائيليين بإخلاء المنطقة حيث أن البؤرة الاستيطانية الجديدة اقيمت بشكل غير قانوني على أراضي فلسطينية خاصة في المنطقة, في حين لم تمتثل جماعات المستوطنين لأوامر السلطات الاسرائيلية وما زالت تقطن الخيمة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير. انظر الخارطة رقم 1
خارطة رقم 1: البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية الجديدة على أراضي خلة النحلة
توسع استيطاني هائل يجري في مستوطنة افرات الاسرائيلية
في الوقت الذي رصد فيه فريق العمل الميداني التابع لمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) الانتهاك الاسرائيلي بحق الارض الفلسطينية, تم أيضا توثيق بناء استيطاني كثيف يجري في مستوطنة افرات الاسرائيلية القائمة بشكل غير قانوني على الاراضي الفلسطينية التابعة لكل من قرى وادي النيص وأرطاس وواد رحال والخضر, حيث شوهد شقق سكنية جديدة تم تشييدها في المستوطنة هذا بالاضافة الى العديد من الشقق السكينة التي يجري العمل فيها في المستوطنة في منطقة وادي شاهين في قرية واد رحال. انظر الصور 3-8
الصور من 3-8: البناء الجاري في مستوطنة افرات جنوب غرب بيت لحم
نبذة عن مستوطنة افرات
تقع مستوطنة افرات جنوب غرب مدينة بيت لحم, على مساحة قدرها 2283 دونما كانت قد صودرت من أراضي قرى الخضر و أرطاس وواد رحال ووادي النيص بدءا من العام 1979. يسكن المستوطنة اليوم ما يزيد عن 10000 مستوطن اسرائيلي. تجدر الاشارة الى أن مستوطنة افرات الاسرائيلية هي احدى المستوطنات الاحد عشر المكونة للتجمع الاستيطاني الاسرائيلي "غوش عتصيون" والذي تسعى اسرائيل الى ضمه بشكل غير قانوني لحدودها من خلال بناء جدار العزل العنصري.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)