الانتهاك: الاحتلال ومستعمريه يعتدون على أراضي مصنفة "أ".
الموقع: برك سليمان – قرية الخضر / محافظة بيت لحم.
التاريخ: خلال شهر نيسان 2013م.
الجهة المعتدية: مجموعة من المستعمرين من كافة المستعمرات المحيطة بقرية الخضر.
تفاصيل الانتهاك:
تتعرض في الآونة الأخيرة قرية الخضر الى اعتداءات متكررة من قبل جيش الاحتلال ومستعمريه, وعادةً ما يستهدف الاحتلال المناطق المصنفة C من بلدة الخضر، واليوم وفي وسابقة خطيرة يقوم المستعمرون وبحمايةً من جيش الاحتلال بالاعتداء على منطقة مصنفة "أ" حسب اتفاق أوسلو والتي تتبع إداريا وأمنياً للسلطة الفلسطينية, وهذا يعتبر خرقاً فاضحاً لاتفاقية أوسلو الثانية [1]، حيث تصاعدت اقتحامات المستعمرين لبرك سليمان خلال شهري آذار ونيسان 2013م، وتم مداهمة الموقع أكثر من 6 اقتحامات وفي كل مرة يتم فيها إغلاق الطرق لتوفير الحماية لهم من قبل جيش الاحتلال، ويقتحم المستعمرون المنطقة سيراً على الأقدام بعد أن يتم تشكيل مجموعات عنصرية متطرفة من كافة المستعمرات المحيطة في قرية الخضر، ويقومون بالاغتسال بمياه الينابيع ثم يؤدون طقوسهم وشعائرهم الدينية، وكانت تتكرر عملية الاقتحام في صباح كل يوم جمعة خلال الأشهر المذكورة، وتأتي أطماع المستعمرين لهذه المنطقة لجمال منظرها الطبيعي وطبيعتها الأثرية واقعة بين اراضي قريتي الخضر وارطاس.
وحسب ما أفاد المواطن محمود صلاح لباحث مركز أبحاث الأراضي: " فإن هذه الاعتداءات هي استفزازية لاهالي قرية الخضر كما انها جديدة من نوعها و لها ابعاد سياسية خطيرة , وذلك باستيلاء المستعمرين على برك سليمان التي يزعمون بأنها منطقة اثرية لهم و انها اراضي اجدادهم . و عند تواجد المستعمرين في منطقة برك سليمان ياتي اهالي قرية الخضر و ذلك لردعهم الا ان الجيش الاسرائيلي يحمي المستوطنين حتى انتهائهم من شعائرهم , بيد أن برك سليمان بالإضافة إلى أنها منطقة أثرية فهي المتنفس الوحيد لأهالي قريتي الخضر وارطاس ."
اقتحام مناطق (A) واتفاقية اوسلو:
تدعي سلطات الاحتلال دوماً بأنها ملتزمة بإدارة المناطق المصنفة (C) وذلك التزاماً باتفاقيتي أوسلو والقاهرة، لذلك تعيث سلطات الاحتلال وعصابات مستوطنيه فساداً في كل متر مربع من مناطق (C).
لكن أن تبدأ أعمال الاعتداء والمداهمة في مناطق (A) فهذا لا يعتبر خرق لاتفاقية أوسلو بل إلغاءً لها وذلك للأسباب التالية:
1-عندما صنفت المواقع ذات الشبهة الدينية مثل (قبر يوسف) في نابلس – ويقع ضمن المناطق (A) وضع نظام خاص لزيارته من قبل يهود متدينين. وكذلك بخصوص مقام ديني في أريحا. وآنذاك لم تصنف برك سليمان إلا أنها منطقة سياحية تابعة للأوقاف الإسلامية. وأي إلغاء رسمي أو تنفيذي على أرض الواقع – لهذه الحقائق هو إلغاء لكل ما حرر واتفق عليه آنذاك.
2-إن دخول الجيش الإسرائيلي للمناطق (A) بحجة حماية مستوطنين متدينين جاءوا لأداء طقوس دينية هو تبني حكومي إسرائيلي رسمي لأكذوبة مستوطنين من أجل السيطرة على الموقع.
3-دخول الجيش الإسرائيلي للمناطق (A) حتى لو كان بتنسيق مع الفلسطينيين – هو خرق للسيادة الفلسطينية واعتداء سافر يستند للقوة وليس لأي حق.
4-بعد الاعتراف بفلسطين دولة في الأمم المتحدة أي ادعاء لأي حق إسرائيلي أو يهودي في أي بقعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 هو خرق للشرعية الدولية.
تعريف برك سليمان:
برك سليمان بركة السلطان سليمان القانوني، ثلاثة برك ماء (برك:جمع بركة ماء)، أنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني أبو القسام الهيبلوني جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية في فلسطين، في سنة 943هـ، وتتسع البرك إلى حوالي 160,000 متر مربع من الماء، ويوجد في المنطقة المحيطة في البرك ثلاثة عيون ماء تصب بهذه البرك، وتعتبر مياه البرك في السابق من أهم مصادر المياه لمدينتي بيت لحم والقدس، وبل هنالك قناة منحوتة مع سفح الجبل تصل البرك بمدينة القدس تسير فيها المياه بالجاذبية – تأكيد على حضارية المنطقة وأثريتها.
علاقة اليهود ببرك سليمان:
يدعي بعض المتطرفين اليهود من ممثلي الجمعيات الاستيطانية الصهيونية بأن هذه البرك تعود لفترة – النبي سليمان- وبالتالي يعتبرونها أثراً يهودياً – وهذا الادعاء باطل من الأساس لعدة أسباب منها:
1- إن هذه البرك تم تصميمها وإنشاءها – كما ذكر أعلاه- في عهد السلطان العثماني المسلم – سليمان القانوني، وهذه حقيقة تاريخية يعرفها علماء الآثار والتاريخ وموثقة في كتب المستشرقين.
2- هذه البرك والأراضي المحيطة بها موثقة منذ العهد العثماني بصفتها تابعة للأوقاف الإسلامية.
3- إن رواية وجود دولة النبي سليمان ومن قبل النبي داوود ثبت بالأبحاث الأثرية والتاريخية المتعمقة بأنها لم تنشأ على أرض فلسطين من الأساس، بل ألصقت بفلسطين في العهد الروماني، – أنظر أبحاث: فاضل الربيعي " الموطن الأصلي للتوراة"، وكمال الصليبي "التوراة جاءت من جزيرة العرب" – وقد صرح قبل عام كبير علماء الآثار الإسرائيليون أننا منذ أربعين عاماً ونحن ننقب تحت وحول المسجد الأقصى ولم نجد دليلاً واحداً على أن هيكل سليمان كان في هذا الموقع.
4- هذا المكان عبر تاريخه لم يكن مكاناً دينياً بل مَعلماً سياحياً وأثرياً – ولو كان له أي علاقة دينية لأي من الأديان لتمت المحافظة عليه بهذه الصفة – كما يحدث لكل المقامات الدينية .
ما المطلوب: أمام هذا الاعتداء السافر والاستفزازي، تستطيع السلطة الفلسطينية وبصفتها دولة معترف بها القيام بما يلي:
1- تقديم شكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة على هذا الانتهاك.
2- تقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاولة الإسرائيليين تزوير حقائق تاريخية معروفة وانتزاع حق فلسطيني بطريقة الأمر الواقع.
3- تقديم ملف قضائي لمقاضاة الجيش الإسرائيلي والقائد العسكري في الضفة الغربية أمام محكمة الجنايات الدولية.
4- الإسراع بإكمال المشروع السياحي المخطط في المنطقة.
5- تكثيف التواجد الفلسطيني جماهيرياً والقيام بفعاليات متواصلة فيه لوضع حد ميدانياً لأي اعتداء استيطاني جديد على الموقع.
[1] اتفاق أوسلو هو اتفاق سلام وقعتهاسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن ،الولايات الأمريكية المتحدة، في13 أيلول 1993، والاتفاق الملحق به والموقع بتاريخ 28/09/1995م في القاهرة، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أبرمت هذا الاتفاق، إلا أن هذا الاتفاق لم تحترمه إسرائيل وقامت بخرقه إلى أن أصبح في حكم الملغي إسرائيلياً على ارض الواقع.