الانتهاك: مصادرة خيام اغاثية بعد هدم مساكنهم.
تاريخ الانتهاك: 18 أيلول 2013م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الاسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي خربة مكحول 10 عائلات بدوية (51) فرداً.
الانتهاك:
شهدت خربة مكحول المهجرة موجة جديدة من عمليات الاستهداف العنصرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فبعد اقل من 48 ساعة على عملية الهدم الأخيرة التي دمرت كامل الخربة بالكامل و شرد كامل سكانها يأتي الاحتلال مجدداً ويستهدف عمليات نصب عدداً من الخيام لإغاثة السكان المشردين من جراء عمليات الهدم الأخيرة. ففي ساعات الظهيرة من يوم الأربعاء 18 أيلول 2013م، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مداهمة خربة مكحول المهجرة، حيث قام جيش الاحتلال بتفكيك عدداً من الخيام التي تبرعت بها منظمة الصليب الأحمر الدولي، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك بهدف إغاثة العائلات التي تم تدمير كامل منشآتها الزراعية والسكنية وتركت تفترش الأرض وتلتحف السماء.
الصور 1-4: أثناء مصادرة الخيام الاغاثية لأهالي خربة المكحول
من جهته أكد الحاج محمود علي بشارات (62) عاماً، وهو احد المتضررين من عمليات الهدم الأخيرة والتي أجهزت على كامل ما يمتلكه من بيوت وبركسات وحظائر: " نحن نعيش في خربة مكحول منذ أكثر من 50 عاماً ، ولم نكن يوماً مصدر وضرر لأحد إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م وبدأت المضايقات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أنشأ بدوره معسكر على الجبل المحاذي لخربة مكحول أطلق عليه معسكر "بيلس"، ورغم هذا تحملنا المضايقات اليومية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن جاءت عملية الهدم وتشريد كامل السكان، مع العلم أن هذه المرة الأولى التي يتم هدم الخربة وتشريد السكان".
ووصف الحاج بشارات ما حدث بأنه أسوا من حرب عام 1967م، بل أنها تعيد للأذهان وقائع حرب 1948م وسياسة مداهمة التجمعات الفلسطينية من قبل جيوش الهاجانا وتدمير القرية بما عليها وتشريد السكان بهدف الاستيلاء على كامل المنطقة.
من جهته أكد السيد محمد الملاح المستشار القانوني في محافظة طوباس" أن ما حدث في خربة مكحول وما يتم اليوم في الأغوار من إجلاء لعدد من الخرب البدوية مثل خربة البرج والميتة يؤكد أن هناك مخطط يراد به تهجير كامل السكان من المنطقة، خدمة لمصالح الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد السيطرة الكاملة والمطلقة على كامل الأغوار الفلسطينية بوصفها حدود دولة الاحتلال الشرقية كما تتفق عليه حكومات الاحتلال المتعاقبة.
خربة مكحول في سطور:
تعود الأصول الحقيقية للسكان في خربة مكحول إلى مدينة طوباس وبلدة طمون في محافظة طوباس، حيث يقع المجمع البدوي على مسافة 20 كيلومترا شرق مدينة طوباس. ويحيط بالمجمع البدوي عدد من معسكرات جيش الاحتلال من أبرزها معسكر بيلس و هو من اكبر معسكرات الاحتلال في الاغوار الشمالية، هذا بالإضافة إلى مستوطنة حمدات الملاصقة للتجمع البدوي.تجدر الإشارة إلى انه على الرغم من أن السكان يقطنون داخل المجمع البدوي منذ أكثر من 50 عاما، إلا أن هذا لم يشفع لهم من بطش الاحتلال الإسرائيلي. ففي صيف عام 2009م قدمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية وأبلغت أهالي المنطقة بأنهم بإمكانهم البقاء في المنطقة ولكن يمنع إضافة أي منشأة جديدة، أو حتى تعديل تلك القائمة منها.
في شهر نيسان الماضي 2013م، تقدمت محافظة طوباس بطلبات لما تسمى الإدارة المدنية لترخيص عدداً من المنشآت تعود إلى 21 مواطناً في الأغوار (9 خربة مكحول، 5 الحديدية، 2 حمصه، 5 الرأس الأحمر)، فما كان لما تسمى الإدارة المدنية برفض الترخيص، حيث بررت ذلك بنقص الأوراق المطلوبة للترخيص، وتم إحالة الموضوع إلى المحكمة العليا الإسرائيلية. وفي 25 آب 2013م، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الالتماس التي تقدمت به المحافظة، وتم إعطاء قرار احترازي لمدة 10 أيام. وفي 16 من شهر أيلول 2013م نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية الهدم التي طالت كامل الخربة، مع الإشارة إلى أنها أول مرة يتم فيها استهداف الخربة.