- الانتهاك: استشهاد المواطن احمد عبد الرحمن احمد أبو الشيخ (41عاماً) بانفجار عبوة ناسفة.
- تاريخ الانتهاك: 23 تشرين الثاني 2014م.
- الموقع: منطقة" المراح" شمال قرية بردلة – محافظة طوباس.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الانتهاك:
على التلال الخضراء التي تزدهر بها قرية بردلة شرق محافظة طوباس، ينطلق المواطن احمد عبد الرحمن احمد صوافطة (41عاماً) في كل يوم لرعي أغنامه التي تعتبر الحرفة الوحيدة لديه وتعتبر في الوقت ذاته مصدر قوت عائلته المتواضعة المكونة من الأب والأم و أطفالهما الخمسة، لكن المواطن صوافطة لم يدرك عندما خرج من منزله في قرية بردلة لممارسة عمله في رعي الأغنام صباح يوم 23 تشرين ثاني 2014م أنها المرة الأخيرة التي يرى فيها أطفاله التي يرتسم على وجوههم البراءة والبساطة في ظل وحش يخيم على قريتهم ينهب خيراتها ويدمر الأخضر واليابس فيها.
فعند الساعة 12:07 ظهر يوم الأحد الموافق 23 تشرين الثاني من عام 2014م، وأثناء تواجد المواطن احمد صوافطة في منطقة " المراح" شمال قرية بردلة، وذلك لممارسة عمله المعتاد في رعي الأغنام، وبينما هو يتجول بين الحقول انفجرت به عبوة ناسفة من مخلفات وبقايا التدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار الشمالية – ولتصيبه إصابة بالغة في الرأس والصدر وتتركه ينزف الدم ، ليكون شاهداً حياً للأجيال القادمة على بشاعة الاحتلال وجرائمه العنصرية بحق الإنسانية. يشار الى أن أهالي القرية هرعوا الى المكان، وقاموا بنقل المصاب الى حاجز بيسان الفاصل ما بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948م.
يشار الى انه وبحسب المتابعة المباشرة لباحث مركز أبحاث الأراضي، فقد تعمد جنود الاحتلال في البداية تأخير وصول سيارات المواطنين الى الحاجز عبر تفتيش السيارات، وبعد ما يزيد عن 30 دقيقة تم نقله عبر مروحية تابعة للاحتلال الى مستشفى ( رمبام) في مدينة حيفا بسبب صعوبة حالته وهناك أعلن عن استشهاده.
الصور 1-3: اثناء وصول الشهيد الى حاجز بيسان وقيام الاحتلال بإغلاق الحاجز العسكري
الصور 4: قرية بردلة والتلال المجاورة هي المكان الذي كان به الشهيد يرعى أغنامه؟!
مأساة مستمرة دون حل:
من جهته أكد السيد غسان فقها رئيس مجلس قروي كردلة لباحث مركز أبحاث الأراضي" ليست المرة الأولى التي يقع بها شهيد من جراء انفجار الألغام أو حتى العبوات الناسفة التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من غور الأردن، ففي قرية بردلة لوحدها يوجد أربعة شهداء جراء مخلفات الاحتلال الإسرائيلي، التي لا ترحم الميت أو الحي.
وأضاف:
فالاحتلال الإسرائيلي اعتاد على إجراء مناورات عسكرية بين البيوت والخرب البدوية المترامية الأطراف على امتداد غور الأردن، والضحية هو الفلسطيني، فهناك العشرات من الجرحى وهناك عدد كبير ممن باتوا في حالة من الإعاقة التي تحد من عملهم وتقعدهم على هامش الحياة.
الأغوار الفلسطينية هدفاً للاحتلال الإسرائيلي:
اكتسبت الأغوار الفلسطينية أهميتها منذ القدم، حيث ساعد مناخها الدافئ وبالإضافة إلى خصوبة تربتها وإمكانية استغلالها للزراعة طيلة السنة عدى عن وفرة المياه في حوضها الذي يعد من أهم الأحواض المائية في فلسطين وذلك في إعمار المنطقة منذ قدم التاريخ.
وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية وفور احتلالها للضفة الغربية عام 1967م عن أن غور الأردن والبالغ مساحته 720 ألف دونم يعد بمثابة حدود دولة الاحتلال الشرقية وذلك انطلاقاً من قناعة حكومات الاحتلال المتعاقبة بما قاله "يغال ألون" وزير العمل الإسرائيلي سابقاً ونظريته حول الأهمية الأمنية لغور الأردن والذي قال " لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد وإبقاء الدولة يهودية يجب فرض نهر الأردن كحدود شرقية للدولة اليهودية".
ولتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع سعى الاحتلال إلى تنفيذ العديد من الخطط والبروتوكولات والتي تصب في نهاية المطاف إلى تكريس واقع الأغوار وانتزاع الطابع العربي والفلسطيني منه، ومن بين تلك الطرق التي اتبعها الاحتلال هو تحويل ما يزيد عن 400 ألف دونم إلى مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك، وأنشأت 97 موقعاً عسكرياً هناك، وزرع الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية في الأغوار بالألغام الأرضية، حتى باتت بعض تلك المناطق محاذية لبعض التجمعات السكنية البدوية مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح فهي موجودة بين منازلهم وفي مراعيهم، بل وبالقرب من مصادر المياه.
اعداد: