خلال شهر حزيران من العام 2015، شن جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه العديد من الاعتداءات التي طالت الفلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. هذه بالإضافة الى المضي قدما في تنفيذ مشاريع استيطانية والمصادقة على اخرى، حيث ان هذه المشاريع تقوض عملية السلام وتهدم أي امكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
في قطاع غزة المحاصر، لا تزال اسرائيل تنتهك الهدنة التي وقعتها مع الفصائل الفلسطينية برعاية جمهورية مصر العربية، وذلك بعد حرب دامية عاشها قطاع غزة خلال صيف 2014. حيث ومنذ توقيع الهدنة لم تلتزم سلطات الاحتلال بها، حيث يتعرض القطاع وبشكل شبه يومي الى اعتداءات مختلفة على يد جيش الاحتلال الاسرائيلية الذي يحاصر القطاع برا وجوا وبحرا. وخلال شهر حزيران من العام 2015، تعرض قطاع غزة الى اكثر من 30 اعتداء، تنوعت بين اطلاق النار على المزارعين الفلسطينيين اثناء عملهم في اراضيهم المحاذية للشريط الحدودي، أو التوغل في المناطق القريبة من الشريط الحدودي والمباشرة بعمليات تجريف للأراضي واطلاق النار على الاراضي والمنازل والفلسطينيين. كذلك التعرض للصيادين الفلسطينيين اثناء ممارستهم مهنة الصيد، على الرغم من عدم تجاوزهم الثلاثة اميال بحرية. بالإضافة الى اغلاق المعابر الحدودية واعتقال الفلسطينيين اثناء عبورهم هذه المعابر والتي تسيطر عليها اسرائيل بشكل كامل، لا يزال يعاني قطاع غزة من اثار الحرب الاخير عليه (صيف 2014) وذلك بسبب منع سلطات الاحتلال الاسرائيلية بإدخال مواد البناء اللازمة لعملية اعادة اعمار قطاع غزة.
اما في الضفة الغربية المحتلة، فقد تعرض الفلسطينيون الى شتى انواع الانتهاكات على يد المستوطنين الاسرائيليين وسلطات الاحتلال الاسرائيلية انظر الجدول التالي:
نوع الاعتداء |
عدد |
مصادرة الاراضي الفلسطينية |
4 دونم |
اراضي فلسطينية مهددة بالمصادرة |
258.5 دونم |
اقتلاع/ تجريف/ حرق اشجار فلسطينية |
1540 شجرة |
هدم منازل |
23 منزل |
هدم منشآت |
29 منشآت |
أومر عسكرية لهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين |
38 منزل ومنشأة |
اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين |
54 اعتداء |
المصدر: وحدة مرقبة الاستيطان – معهد الابحاث التطبيقية- القدس (أريج)، حزيران 2015 |
54 اعتداء للمستوطنين الاسرائيليين خلال شهر حزيران
يتعرض الفلسطينيون في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة الى اعتداءات ممنهجة ومنظمة على يد المستوطنين الاسرائيليين الذين يقطنون المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية الممتدة على اراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس. ومن الجدير ذكره بان اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين تتم بمرافقة وحماية قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي. فخلال شهر حزيران من العام 2015، رصد معهد الابحاث التطبيقية القدس – اريج، ما مجموعه 54 اعتداء، حيث كان النصب الاكبر من هذه الاعتداءات في محافظة القدس، حيث شن المستوطنين الاسرائيليين 28 اعتداء، وتلتها محافظة الخليل ب 7 اعتداءات.
هذا واعتداءات المستوطنين الاسرائيليين بحق كل ما هو فلسطيني تتنوع وتختلف، وتزداد عنفا وذلك لإحداث اكبر ضرر ممكن على الفلسطينيين. حيث تعرض الفلسطينيون واشجارهم ومواشيهم وبلداتهم واراضيهم ومقدساتهم الى هجمات شرسة على يد قطعان المستوطنين الاسرائيليين، حيث خلال شهر حزيران نفذ قطعان المستوطنين الاسرائيليين عمليات اقتحام وتدنيس للاماكن الفلسطينية المقدسة، حيث وصل عددها الى 22 اعتداء بحق المقدسات، بالإضافة الى الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين، من منازل ومركبات ومحال تجارية، حيث نفذوا 12 اعتداء، في حين ما يقارب 11 اعتداء شنت على الفلسطينيين.
إقتلاع اكثر من 1540شجرة خلال شهر حزيران
في الحملة الاسرائيلية الشرسة على الفلسطينيين، تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلية حيناً والمستوطنين الاسرائيليين حيناً اخر، باقتحام الاراضي الزراعية واقتلاع وتدمير الاشجار سواء المثمرة أو الحرجية. حيث خلال شهر حزيران، تم اقتلاع ما يقارب 1540 شجرة، كانت اغلبها في محافظة طوباس، حيث عمدت جرافات الاحتلال الاسرائيلية على اقتلاع 1200 شجرة حرجية من محمية طبيعية مساحتها 500 دونم تقع شرق مدينة طوباس.
اما في محافظة بيت لحم اقتلعت جرافات الاحتلال الاسرائيلية 200 غرسة زيتون من قرية حوسان الواقعة الى الغرب من مدينة بيت لحم.
اعلان مصادرة 4 دونم من الاراضي فلسطينية وتجريف أكثر من 45 دونم من الاراضي الزراعية والتهديد بمصادرة 200 دونم
لادعاءات مختلفة تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلية بمصادرة الاراضي الفلسطينية وتجريفها، حيث خلال شهر حزيران، اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية أمر عسكري لمصادرة 4 دونم من الاراضي الفلسطينية في بلدة بروقين الواقعة في محافظة سلفيت. حيث تدعي اسرائيل حاجتها الى هذه الاراضي لضرورات امنية وذلك لإقامة برج عسكري اسرائيلي في المنطقة. في المقابل عمدت جرافات الاحتلال الاسرائيلية على تجريف 45 دونم من الاراضي الزراعية في كل من محافظة بيت لحم، حيث تم تجريف 37 دونم، وفي محافظة القدس حيث تم تجريف 8 دونمات. وتدعي اسرائيل بان عميلة تجريف الاراضي جاءت بسبب "اعتداء" الفلسطينيين على اراضي مصنفة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية على انها "اراضي دولة"، حيث ان الاراضي المستهدفة في عملية التجريف في محافظة بيت لحم، اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية اوامر عسكرية لمصادرتها تحت ذريعة "اراضي دولة". اما في محافظة القدس، فقد قامت سلطات الاحتلال بتجريف 8.5 دونم من الاراضي الزراعية في بلدة العيسوية، وذلك استكمالا لمشروع انشاء حديقة توراتية اسرائيلية على اراضي العيسوية والطور.
هدم 35 منزل و 17منشآة مختلفة
تتذرع سلطات الاحتلال الاسرائيلية بحجة "البناء غير المرخص" لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم الزراعية والحيوانية والتجارية، ولكن الحقيقة تكمن في ان اسرائيل تنتهج سياسة "الهدم" لعقاب الفلسطينيين ودفعهم الى الرحيل عن مناطق ذات أهمية استراتيجية لسلطات الاحتلال الاسرائيلية. وخلال شهر حزيران، قامت جرافات الاحتلال باستهداف اكثر من 35 منزل و17 منشأة، توزعت على مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة؛ ففي محافظة طوباس تم هدم 18منزل و12 منشأة زراعية وذلك في منطقة ضراع عواد "المكيسر" الواقعة على مقربة من حاجز الحمرا الاسرائيلية، شرق مدينة طوباس. اما في محافظة القدس، قامت جرافات الاحتلال الاسرائيلية بهدم 4 منازل و6 منشات اخرى، وفي جميع عمليات الهدم تتذرع سلطات الاحتلال الاسرائيلية بان المباني القائمة غير قانونية، ولذلك توجب ازالتها.
سلطات الاحتلال الاسرائيلية تستهدف 38 منزل ومنشاة فلسطينية بأوامر هدم
في محاولة إسرائيلية لتغير الوضع الديمغرافي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفرض الحقائق على الارض، تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلية الى تفريغ المناطق الفلسطينية، بالأخص المناطق المصنفة "ج" والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، تسعى لتفريغها من سكانها الفلسطينيين وذلك لتوطين المستوطنين بدلا منهم، وتحقيقا لذلك تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلية بعمليات هدم لمنازل ومنشآت الفلسطينيين وكذلك تقوم بإصدار أوامر عسكرية لهدم منازلهم ومنشاتهم. حيث خلال شهر حزيران من العام 2015، اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية اكثر من 38 أمر هدم في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة. وكان لمحافظة الخليل النصيب الاكبر من هذه الاوامر حيث اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية اوامرها لهدم 15 منزل ومنشاة في محافظة الخليل، وتركزت اكثريتها في منطقة مسافر يطا. أما في محافظة بيت لحم فقد استهدفت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بأوامرها 7 منازل فلسطينية وذلك في قرية ام سلمونة. ومن الجدير ذكره هنا، قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلية بتسليم العشرات من العائلات الفلسطينية التي تسكن في مناطق الاغوار الشمالية، اوامر اخلاء لمدة معينة وذلك بسبب قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بتدريبات عسكرية في تلك المناطق، حيث يتم استخدام الذخائر الحية التي قد تعرض حياة الفلسطينيين للخطر, وبالإضافة الى ذلك، ينجم عن هذه التدريبات في مناطق سكنية وزراعية، احتراق عشرات الدونمات من الاراضي، والاشجار وتدمير التربة المناسبة للزراعية.
لا تكتفي اسرائيل بالتعرض للفلسطينيين وممتلكاتهم من خلال مصادرة اراضيهم، هدم منازلهم ومنشاتهم، واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي، حيث تقوم كذلك بالمصادقة على مخططات استيطانية جديدة أو المضي قدما نحو تنفيذ مشاريع قائمة أو استكمال وتوسيع القائم منها، وفقا لما يلي:
- بعد السيطرة الاسرائيلية الملتوية على "بيت البركة" الواقعة على مقربة من مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين، شمال مدينة الخليل، اعطى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الضوء الاخضر للمستوطنين الاسرائيليين والجيش الاسرائيلي ببدء اعمال ترميم "بيت البركة" وذلك ليكون صالح لاستخدام المستوطنين وجيشه.
- مستوطنة اسرائيلية جديدة قد تبصر النور في بلدة كفر عقب، شمال مدينة القدس. بعد ان اصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي اوامر عسكرية لهدم مباني فلسطينية قائمة في بلدة كفر عقب، حيث كشفت مصادر اسرائيلية عن مخطط اسرائيلي يهدف الى اقامة مستوطنة اسرائيلية جديدة مكان المباني الفلسطينية المنوي هدمها.
- صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية القدس الاسرائيلية على المشروع السياحي الاستيطاني التابع لجمعية العاد الاستيطانية الاسرائيلية والذي يقع الى الجنوب من المسجد الاقصى المبارك في البلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث سينفذ المشروع على أراضي تابعة لحي وادي حلوة في بلدة سلوان، في منطقة يطلق عليها اسم "موقف جيفعاتي" . ويحمل المشروع الاستيطاني الاسرائيلي اسم " مركز كيديم السياحي"، ويشمل المشروع على غرف لاستقبال الزوار والاستخدامات السياحية ومسرحا للاكتشافات الاثرية ومعرضا للصور التي تظهر مراحل الحفريات التي قام بها الاسرائيليون في المنطقة ومجسم للبلدة القديمة في القدس هذا بالإضافة الى مكان ذات اطلالة على البلدة القديمة في القدس يتضمن غرف تعليمية وارشادية لاستخدام الزوار وموقفا للسيارات يتسع الى 250 سيارة هذا اضافة الى القاعات والمحال التجارية في الموقع. وتبلغ المساحة التي تنوي جمعية العاد الاستيطانية اقامة مشروعها الاستيطاني عليها .16,000 متر مربع.
- قضية بؤرة "ديريخ هعافوت" الاستيطانية التي تقع في التجمع الاستيطانية الاسرائيلية "غوش عتصيون"، تعود الى الواجهة، حيث كان للمحكمة العليا الاسرائيلية جلسة خلال شهر حزيران لإصدار الحكم في قانونية 17 مبنى مقامة في البؤرة على اراضي فلسطينية خاصة، حيث صدر الحكم الذي يطلب فيه من "دولة اسرائيل" ازالة هذه المباني المخالفة أو تقديم شرح عن السبب الذي يمنع ازالتها إن وجد.
- مباني اسرائيلية حكومية قائمة على اراضي فلسطينية، هذا ما كشفته مصادر اسرائيلية خلال شهر حزيران، حيث في تقرير نشرته صحيفة اسرائيلية يفيد بان سلطات الاحتلال الاسرائيلية اقامت مركز الشرطة والاطفائية في كل من مستوطنة جيفعات زئيف وموديعين عيليت على اراضي فلسطينية خاصة، أي اراضي غير مصنفة "اراضي دولة". وهنا يتبين بان اسرائيل تبني مستوطناتها على الاراضي الفلسطينية الخاصة، حتى وان اعلنها اراضي دولة، فهي ترتكز الى مبررات وهمية للسيطرة على الاراضي تحت الادعاء السابق الذكر.
في الختام
اصبح من الواضح جدا بان "اسرائيل" غير معنية بالمضي قدما لإقامة سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين، وتعمل على قتل اي فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، حيث انها ماضية في مخططاتها الاستيطانية والتوسعية التي تضرب بعرض الحائط كل الجهود الدولية المبذولة لإقامة دولة فلسطينية، وتعمل كذلك على التكثيف من اعتداءاتها التي تطال كل ما هو فلسطيني في الاراضي المحتلة. كما تعمل ايضا على مساعدة المستوطنين الاسرائيليين في حرب العصابات التي يقودونها ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وكل ذلك يحصل امام مجتمع دولي صامت على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين وارضهم.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)