تصاعدت الانتهاكات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين خلال شهر آذار من العام الجاري، حيث قامت جرافات الاحتلال بهدم العشرات من المنازل الفلسطينية وترك المئات من الفلسطينيين بلا مأوى. هذا بالإضافة الى اصدار العشرات من اوامر الهدم و اوامر بمصادرة الاراضي الفلسطينية لصالح المشاريع الاستيطانية التوسعية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس. كما وشن قطعان المستوطنين الاسرائيليين العديد من الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم. كما تعالت الاصوات الاسرائيلية المطالبة باستكمال بناء جدار العنصري محيط مدينة القدس، وفصل الفلسطينيين عن الاسرائيليين في داخل مدينة القدس المحتلة.
"اراضي دولة" ذريعة اسرائيلية لمصادرة ما يقارب 3000 دونم من الاراضي الفلسطينية لصالح التوسعات الاستيطانية
اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية خلال شهر آذار من العام 2016 اوامرها العسكرية لمصادرة ما مجموعه 2938 دونم من الاراضي الفلسطينية تحت ذريعة "اراضي دولة".
حيث صدر الامر العسكري الاول في السادس عشر من شهر آذار من العام 2016، تحت عنوان " امر بشأن املاك حكومة (يهودا والسامرة) رقم (59-1967)" – "اعلان عن اراضي دولة" حيث بموجبه صادرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي 2342 دونم من الاراضي الفلسطينية الواقعة الى الجنوب من مدينة اريحا.
أما الامر العسكري الاسرائيلي الثاني فصدر بتاريخ الرابع والعشرين من شهر آذار، تحت عنوان "اعلان عن تحديد اراضي دولة " ويُصادر ما مجموعه 596 دونم ويثبت مصادرة اراضي سابقة بمقدار 2580 دونم، من اراضي قرى اللبن الشرقية والساوية وقريوت، جنوب مدينة نابلس.
و الجدير ذكره بانه تم رصد ما مجموعه 824 دونم من الاراضي الفلسطينية المهددة بالمصارة بفعل الاجراءات الاسرائيلية ونشاطات المستوطنين الاسرائيليين. ففي محافظة اريحا والاغوار، استولى المستوطنون الاسرائيليون على ما مجموعه 750 دونم من اراضي قرية العوجا ومدينة اريحا. حيث قاموا وبمساعدة قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي باقتحام هذه الاراضي وتسيجها وزراعة الاشجار فيها.
ارتفاع وتيرة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية خلال شهر آذار من العام 2016
ابقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر آذار من العام 2016، على سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية كوسيلة "لعقاب" للفلسطينيين. حيث تستهدف جرافات الاحتلال المنازل والمنشآت الفلسطينية الواقعة في المناطق المصنفة "ج" (بحسب اتفاقية اوسلو الثانية لعام 1995)، والتي تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة، وتدعي بان هذه المنازل والمنشآت تم بناؤها دون الحصول على ترخيص من الادارة المدنية الاسرائيلية
وخلال شهر آذار من العام 2016، اقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي على هدم ما مجموعه 72 منزل أو مسكن و 89 منشأة (منشآت تجارية أو لتربية المواشي والدواجن، أو المنشآت الزراعية). فكانت محافظة نابلس، الاكثر تأثرا بعمليات الهدم، حيث اقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي على هدم ما مجموعه 32 مسكن و 59 منشأة اخرى. وتركزت عمليات الهدم بشكل كبير في "خربة طانا" الواقعة الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وضمن منطقة "العزل الشرقية" (المنطقة التي تقع على طول الحدود الفلسطينية- الاردنية، والتي اعلنتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي مناطق عسكرية مغلقة بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967). حيث تعرضت خربة طانا الى عمليتي هدم خلال شهر آذار حيث تم هدم ما مجموعه 34 مسكن، ومدرسة، وبركة لتجميع المياه و45 منشاة (منها للاستخدامات الزراعية واخرى لتربية المواشي).
أما في محافظة القدس، فقد هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي ما مجموعه 19 مسكن و 21 منشأة اخرى التجارية منها والزراعية. حيث تعرضت عدد من احياء بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة في القدس الى عمليات هدم واسعة بالإضافة الى بلدات الطور والعيسوية وجبل المكبر وضاحية البريد وايضا بيت حنينا، وكذلك مخيم قلنديا و بلدة حزما.
أوامر الهدم الاسرائيلية تطال ما مجموعه 56 منزل ومنشأة خلال شهر آذار من العام 2016
اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر آذار من العام الجاري أوامر هدم /وقف عمل وبناء تستهدف ما مجموعه 56 مسكن ومنشاة. حيث تتذرع سلطات الاحتلال بعدم "قانونية" هذه المساكن والمنشآت المستهدفة، وذلك لوقوعها في المناطق المصنفة "ج" (بسحب اتفاقية اوسلو الثانية لعام 1995) والتي تقع تحت سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
هذا وتركزت الاوامر العسكرية في محافظة قلقيلية، حيث اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية أوامر هدم/ وقف عمل وبناء تستهدف ما مجموعه 28 مسكن ومنشاة، حيث في بلدة عزون الواقعة الى الشرق من مدينة قلقيلية، سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أوامر وقف عمل وبناء تستهدف 20 مسكن و 4 مخازن بالإضافة الى 3 بركسات لتربية المواشي.
وفي محافظة القدس، اصدرت "بلدية الاحتلال الاسرائيلي" اوامرها الادارية لهدم ما مجموعه 13 مسكن ومنشأة. حيث توزعت على عدة احياء في بلدة سلوان حيث تم اصدار اوامر هدم لما مجموعه 5 مساكن ومنشآت، وفي العيسوية اصدرت الاوامر الادارية لهدم 5 مساكن ومنشآت، وفي حي الثوري صدرت الاوامر بهدم منشأتين، أما في بيت حنينا فقد صدر امر هدم يستهدف "منزل متنقل".
اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين تتجاوز ال 50 اعتداء خلال شهر آذار من العام 2016
لا تزال اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين تشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطن الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته. و الجدير ذكره ما أقدم عليه المستوطنين الاسرائيليين في 20 من شهر آذار، حين حاولوا قتل الشاهد الوحيد على عملية احراق منزل عائلة الدوابشة في صيف عام 2015 والتي اسفرت عن استشهاد سعد الدوابشة وزوجته رهام وابنهم الرضيع علي واصابت ابنهم الاخر محمد بجروح خطيرة. حيت تعرض منزل السيد ابراهيم دوابشة الى عملية احراق من قبل المستوطنين الاسرائيليين بينما كان هو وزوجته في المنزل نيام.
علاوة على ذلك وخلال شهر آذار من العام الحالي اقدم المستوطنين الاسرائيليين بمساندة وحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ 55 اعتداء بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة. ففي محافظة القدس، نفذ المستوطنين الاسرائيليين ما يقارب 30 اعتداء. أما في محافظة نابلس فقد تم رصد 7 اعتداءات وفي محافظة بيت لحم نفذ المستوطنون الاسرائيليون 6 اعتداءات…
فيما اختلفت انواع هذه الاعتداءات وتنوعت بين اقتحام الاماكن الدينية والاثرية والتي وصلت الى 28 اعتداء، والاعتداء على الفلسطينيين بالضرب واطلاق النار والدهس فقد وصلت الى 13 اعتداء، اما الاعتداء على الممتلكات فقد وصلت الى 7 اعتداءات.
الانتهاكات الاسرائيلية تطال البيئة الفلسطينية…. اقتلاع 190 شجرة من الاراضي المحتلة
خلال شهر آذار من العام الجاري، اقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي على اقتلاع ما مجموعه 190 شجرة في محافظتي القدس و سلفيت. ففي محافظة القدس اقتلعت جرافات الاحتلال 30 شجرة زيتون وذلك في حي العباسية في بلدة سلوان، ضمن عملية استهدفت هدم منازل ومنشآت وتجريف اراضي زراعية.
اما في محافظة سلفيت فقد اقتلعت جرافات الاحتلال الاسرائيلي 160 شجرة من اراضي بلدة دير بلوط الواقعة الى الغرب من مدينة سلفيت، وذلك بهدف تمهيد الاراضي لبناء وحدات استيطانية جديدة للحي الاستيطاني "ليشم".
تزايد وتيرة سياسة الاغلاقات الاسرائيلية المفروضة على الفلسطينيين
منذ اندلاع الهبة الجماهيرية الفلسطينية في بداية شهر تشرين الاول من العام 2015، انتهجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي "سياسة الاغلاق" كوسيلة عقاب للفلسطينيين ولتفاقم اوضاعهم المعيشية، ولتزيد من الصعوبات على حركة تنقل الفلسطينيين بين مدنهم وقراهم.
وخلال شهر آذار من العام 2016، استكملت سياسة الاغلاق، حيث اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على اغلاق مداخل عدد من القرى والبلدات، واغلاق عدد من طرق الفرعية والرئيسية. وجاءت الاغلاقات على النحو التالي:
في محافظة بيت لحم، فرض جيش الاحتلال الاسرائيلي الاغلاق المحكم على قرية حوسان الواقعة الى الغرب من محافظة بيت لحم، وكذلك على قرية بيت فجار الواقعة الى الجنوب من مدينة بيت لحم، حيث تم اغلاق جميع مداخل القريتين ومنعت الفلسطينيين من الدخول او الخروج منهما. كما واقدم جيش الاحتلال على اغلاق المدخل الجنوبي لقرية نحالين، جنوب غرب مدينة بيت لحم. أما في قرية التقوع الواقعة الى الجنوب الشرقي من مدينة بيت لحم، قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بأغلاق "طريق فرعي" يصل القرية بمركز المدينة.
في محافظة جنين، اغلق جيش الاحتلال الاسرائيلي المدخل الرئيسي لقرية كفر دان الواقعة شمال غرب مدينة جنين. ومن الجدير ذكره هنا واستكمالا للقرار الاسرائيلي الصادر بإعلان 90 دونم من اراضي بلدة يعبد "مناطق عسكرية مغلقة"، اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر آذار من العام الحالي على اقامة سياج امني على هذه الاراضي الواقعة على مقربة من الشارع الرئيسي الذي يمر جنوب بلدة يعبد ويصل الى مستوطنة ميفو دوتان الاسرائيلية القائمة على اراضي محافظة جنين ، الامر الذي سيؤدي بدوره الى عزل مئات الدونمات من الاراضي الفلسطينية، التي سيصبح من الصعب على اصحابها الفلسطينيين من الوصول اليها.
فيما يخص محافظة القدس، اغلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي جميع مداخل بلدة العيسوية ومنعت الفلسطينيين من الدخول او الخروج من البلدة. اما في قرية بين دقو فقد اقدم جيش الاحتلال على اغلاق المدخل الرئيسي للقرية. وخلال شهر آذار من العام الحالي اقامت المؤسسات الاستيطانية في مدنية القدس بتنفيذ "ماراثون تهويدي" في المدنية الامر الذي ادى الى اغلاق عدد من الطرق في المدينة و شل حركة السير في عدد من احياء مدينة القدس.
وفي محافظة الخليل، اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على اغلاق جميع مداخل قرية الشيوخ الواقعة الى الشمال من مدينة الخليل. بالإضافة الى ذلك، اغلق جيش الاحتلال بالبوابات الحديدية جميع مداخل مدينة الخليل (بالقرب من المناطق التالي التي تقع على مداخل المدينة: جورة بلحص، والفحص، فروش الهوى، والكسارة). كما تم اغلاق المدخل الرئيسي لبلدة سعير وذلك بالقرب من منطقة النبي يونس، وايضا المدخل الرئيسي لبلدة بني نعيم وبالقرب من منطقة وادي الجوز.
أما في محافظة رام الله والبيرة، فقامت قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي بإغلاق ثلاث مداخل رئيسية لبلدة سلواد، شمال شرق مدينة رام الله. أما في قرية بيت عور التحتا فقد اقدم جيش الاحتلال على اغلاق مداخل القرية بالمكعبات الاسمنتية.
هذا ولم تسلم محافظة نابلس من سياسة الاغلاقات الاسرائيلية ايضا، حيث خلال شهر آذار من العام الجاري، قام جيش الاحتلال الاسرائيلي بإغلاق جميع مداخل كل من قرى اللبن الشرقية، بورين وعراق بورين، ومادما، قبلان، يتما، تلفيت قريوت وجالود.
بالإضافة الى الاغلاقات السابقة الذكر، اقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على فرض المزيد من القيود على حركة تنقل الفلسطينيين بين مدنهم وقراهم، وذلك عن طريق اغلاق الحواجز الاسرائيلية المنتشرة بين مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة، حيث تم اغلاق كل من الحواجز التالية: حاجز ميفو دوتان الواقع الى الغرب من محافظة جنين، ويقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مدن وقرى محافظة جنين بمدن وقرى محافظة طولكرم. كما تم اغلاق جميع الحواجز المحيطة بمدينة القدس وبشكل متكرر وهي: حاجز جبع العسكري (شمال شرق المدينة)، حاجز قلنديا العسكري (شمال المدينة)، وحاجز الشيخ سعد (جنوب شرق مدينة القدس) بالإضافة الى حاجز حزما العسكري (شرق مدينة القدس).
كما تم اغلاق حاجز DCO العسكري الاسرائيلي الذي يقع الى الشرق من مدينة البيرة. وفي محافظة نابلس، وضعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي جدول زمني لأغلاق كل من حاجز زعترة وحوارة، جنوب مدينة نابلس، الامر الذي عمل على فصل المحافظات الشمالية عن الجنوبية، وفاقم من معاناة الفلسطينيين في الوصول الى اماكن عملهم ومدارسهم وجامعاتهم.
المزيد من المشاريع الاستيطانية تنهش المدينة المقدسة
في ظل الاوضاع الامنية غير المستقرة في الاراضي المحتلة والدول المحيطة وفي الدول الاوروبية ايضا ، وفي ظل انشغال المجتمع الدولي في "محاربة الارهاب"، تستغل الحكومة الاسرائيلية بقيادة حزب الليكود هذه الاوضاع للمضي قدما في تعزيز الوجود الاستيطاني في الاراضي المحتلة بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص، وذلك عن طريق الدفع بالمشاريع الاستيطانية والعنصرية والتهويدية التي ستخلق عائقا امام اقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس.
فخلال شهر آذار من العام 2016، صادقت لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس الاسرائيلية على بناء 18 وحدة استيطانية في قلب حي جبل المكبر الواقع الى الجنوب من مدينة القدس.
كما تخطط سلطات الاحتلال الاسرائيلي لبناء 900 وحدة استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف الواقعة الى الشمال من مدينة القدس. كما ان هناك مخططات اسرائيلية لبناء 1000 وحدة استيطانية في المستوطنات الاسرائيلية المقامة في محيط مدينة القدس، وتتوزع على المستوطنات التالية: مستوطنة هار حوما (جنوب مدينة القدس)، ومستوطنة بسغات زئيف (شمال مدينة القدس) ومستوطنة معاليه ادوميم (شرق المدينة) ومستوطنة موديعين (شمال غرب مدينة القدس).
وفي السادس عشر من شهر آذار من العام الحالي، عقدت لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس الاسرائيلية جلسة خاصة لمناقشة مشروع كاديم الاستيطاني. حيث يضم هذا المشروع القائم على تنفيذه منظمة العاد الاسرائيلية الاستيطانية، التي تنشط في مدينة القدس بشكل خاص، على اقامة مركز للزوار على مدخل حي وادر حلوة في بلدة سلوان الواقعة الى الجنوب من البلدة القديمة في القدس. حيث سيتم بناء مبنى من 5 طوابق على مساحة تصل الى 900 متر مربع. ويضم المبنى مكاتب لدائرة الاثار الاسرائيلية وعلماء الاثار، بالإضافة الى غرف اجتماعات وغرف تعليمية، مواقف للسيارات كما سيضم المبنى محلات تجارية ومكاتب لموظفي منظمة العاد الاسرائيلية الاستيطانية.
هذا وتهدف إسرائيل من تكثيفها لعمليات البناء و التوسع الاستيطاني في مدينة القدس ومحيطها الى تهويد المدينة المقدسة و المس بالهوية الفلسطينية والعربية للقدس. هذا وتسعى إسرائيل وبشكل ممنهج ومن خلال الدفع بعمليات البناء الاستيطاني للإخلال بالمعادلة الديمغرافية للمدينة من خلال استجلاب المزيد من المستوطنين واسكانهم في مستوطنات القدس غير الشرعية في الوقت عينه دفع المزيد من سكانها المقدسيين الى الهجرة من المدينة اما طوعا و قسرا بفعل سياستها العنصرية و التوسعية والتعسفية التي تنتهجها ضد السكان المقدسيين والتي تمس كافة اوجه الحياة لديهم.
وفي المقابل تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلي وبشكل علني الى طرد الفلسطينيين من المدينة، وهذا ما برز خلال شهر آذار من العام 2016، عندما تم انشاء حركة "حماية القدس اليهودية" من قبل عدد من الوزراء الاسرائيليين السابقين والذي بموجبه تمت الدعوة الى طرد 200,000 فلسطيني من الاحياء والبلدات الفلسطينية من داخل ومحيط مدينة القدس. وبموجب مخطط هذه الحركة، دعت الحكومة الاسرائيلية لإقامة مقاطع من الجدار العزل يفصل بين المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي مدينة القدس (ابتداء من مستوطنة نيفي يعكوف، ويمر من خلال الى مستوطنة بسغات زئيف والى التلة الفرنسية وصولا نحو مستوطنة هار حوما جنوب مدينة القدس) وعدد من الاحياء الفلسطينية مثل بيت حنينا، شعفاط، العيسوية، جبل المكبر وصور باهر. بحيث تصبح هذه الاحياء مصنفة الى اراضي "ب" و "ج" (بحسب اتفاقية اوسلو الثانية لعام 1995 المطبقة على اراضي الضفة الغربية المحتلة) وتحتفظ اسرائيل بالسيطرة الامنية عليها.
قطاع غزة … انتهاكات مستمرة
يتعرض قطاع غزة المحاصر، براً وبحراً وجواً، الى سلسلة من الانتهاكات الاسرائيلية التي تخترق اتفاقية الهدنة التي توصلت اليها المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة وسلطات الاحتلال الاسرائيلي برعاية جمهورية مصر العربية عقب انتهاء الحرب الاسرائيلية على القطاع صيف العام 2014. حيث تتعرض المناطق المحاذية للشريط الحدودي لقطاع غزة الى عمليات اطلاق نار مستمرة على المزارعين والرعاة والاراضي الزراعية والمنازل، بالإضافة الى توغلات لجرافات الاحتلال الاسرائيلي لهذه المناطق وعمليات تجريف للأراضي المحاذية للشريط الحدودي. كما وتقوم البوارج الحربية الاسرائيلية المنتشرة قبالة سواحل قطاع غزة بإطلاق النار على الصيادين اثناء ممارستهم لمهنة الصيد على الرغم من عدم تجاوزهم الثلاث اميال بحرية. وهذا وتتحكم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالمعابر الحدودية لقطاع غزة، وتمنع تدفق البضائع والسلع ومنها مواد البناء اللازمة لإعادة اعمار ما دمرته الاليات الاحتلال الاسرائيلي في الحرب الاخيرة.
اعداد
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)