لا تزال مشكلة المياه الصادرة من شبكة الصرف الصحي المعطلة منذ شهر تشرين أول الماضي 2007 , مشكله تأرق أهالي قلقيلية. المشكلة بدأت منذ شهر تشرين أول 2008, حيث تتمثل المشكلة بانسداد أنبوب الصرف الصحي لمدينة قلقيلية والبالغ قطره 8 إنش, والذي ينقل مياه المجاري من الحي الجنوبي الغربي لقلقيلية باتجاه شبكة الصرف الصحي داخل الخط الأخضر ومن ثم يعمل على نقلها إلى محطة التنقية في تلك المنطقة, حيث حصل ذلك كنتيجة لإقامة الجدار الفاصل الذي أقيم فوق أنبوب الصرف الصحي الخاص بمدينة قلقيلية, وعلى ما يبدو وبحسب تصريحات السيد وليد جعيدي من بلدية قلقيلية, فان هذا الجدار الفاصل أثر بشكل مباشر على شبكة الصرف الصحي الرئيسية الخاصة بالمدينة وأدى إلى إغلاقها بشكل كبير, مما أدى ذلك إلى إلى تجمع مياه الصرف الصحي نتيجة إغلاق الأنبوب في الجهة الغربية من المدينة بالقرب من الجدار الفاصل هناك علماً بأن هذه المنطقة تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في مدينة قلقيلية, مما أدى ذلك إلى حدوث مكرهة صحية في المكان, علماً بأن آخر منزل من المدينة يبعد 40م عن موقع التلوث, يشار إلى أن بلدية قلقيلية تقدمت بطلب إلى قسم البيئة في الإدارة المدنية التابعة للاحتلال في بيت أيل في شهر تشرين ثاني 2008، وذلك بهدف التنسيق مع الارتباط التابع للاحتلال لصيانة شبكة الصرف الصحي كون المنطقة تقع في المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو ( منطقة تابعة لإدارة الاحتلال حسب الاتفاقية) وتم الاتفاق حينها على إرسال طاقم الهندسة في قسم البيئة في الإدارة المدنية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، وبالفعل تم إرسال الطاقم وتم تقييم الأمر وجاء الرد بعد المماطلة به انه لا يوجد أي عطل واضح في شبكة الصرف الصحي يستوجب الصيانة، وأن التلوث في المنطقة ناتج عن تلوث شبكات صرف صحي ثانوية وليس من خلال الشبكة الأساسية عندها قامت بلدية قلقيلية بالاتصال بالصليب الأحمر في المدينة لاطلاعهم بصورة الأمر و تم الاتصال مع ما تسمى الإدارة المدنية في خطوة لحل المشكلة ولم يتم التوصل إلى حل جذري إلى تاريخ اليوم.
يشار إلى أن بلدية قلقيلية كحل احترازي قامت بحفر خندق بطول 400م كما يظهر بالصورة المرفقة بالتقرير، فان هذا الخندق الهدف الرئيسي منه العمل على نقل مياه الصرف الصحي من الشبكة المعطلة باتجاه العبارة المقامة على الجدار الفاصل في المنطقة الغربية وذلك بهدف منع تجمع المياه العادمة على شكل برك وبالتالي تشكيل بؤر لتجميع الحشرات ونقل الأمراض، ولا تزال المشكلة قائمة حتى إعداد هذا التقرير، حيث لا يزال أهالي المنطقة يعانون الأمرين جراء تلك المياه العادمة.
صورة 1 : الخندق الذي حفرته بلدية قلقيلية لينقل مياه الصرف الصحي إلى العبارة المقامة على الجدار
حيث يعقب المواطن نضال بكر(32عاما) والذي يسكن بالقرب من تلك المنطقة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ (( نحن نسكن في المنطقة منذ عام 1978م و كانت المنطقة تعج بالحياة، حيث كانت المنطقة التي أقيم عليها الجدار الفاصل عبارة عن مزارع وتعتبر مصدر دخل لكثير من مزارعي المدينة، وبعد إقامة الجدار الفاصل فانه تسبب ذلك بإتلاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، كما فقد الكثير من المزارعين من مصدر دخلهم الوحيد، وأدى الجدار الفاصل إلى تحطيم شبكة الصرف الصحي القريبة منه حيث تحولت المنطقة إلى مكرهة صحية ضخمة خاصة في فصل الصيف حيث تنتشر أعداد كبيرة من الحشرات والقوارض في محيط المياه العادمة مما يشكل مصدر إزعاج ومصدر للأمراض التي تصيب المواطنين القاطنين في المنازل المجاورة نتيجة لهذه القوارض و نتيجة للروائح الكريهة الصادرة من المكان، حيث أنا شخصيًا يتجنب الكثير من أقاربي زيارتنا في منزلنا و المبيت عندنا وذلك بسبب صعوبة التعايش مع هذا الوضع أما في فصل الشتاء عندما تختلط المياه العادمة مع مياه الأمطار فان ذلك يؤدي إلى زيادة بقعة التلوث خصوصًا بان مياه الأمطار الزاحفة والملوثة تنقل الملوثات بشكل واسع إلى جميع الأراضي الزراعية وأحيانًا البيوت المجاورة مما ينذر بالمزيد من الكوارث الصحية في المنطقة)) .
من جهة أخرى، تعتبر العبارات المائية المقامة على طول الجدار الفاصل في منطقة قلقيلية مصدر تهديد مستمر للوضع البيئي السائد في المنطقة، حيث يعمد الاحتلال بين الفترة والأخرى إلى استغلال تلك العبارات في ضخ كميات كبيرة من المياه العادمة إلى أراضي الضفة الغربية مما يؤدي إلى تلويث المزيد من الأراضي الزراعية الفلسطينية والبالغ مساحتها نحو 13 دونماً ‘ مزروعة بالنباتات الحقلية’ أصبحت الآن ‘ النباتات’ غير صالحة للاستهلاك البشري بشكل نهائي، هذا وتبعد مياه المجاري عن آخر منزل مساحة 120م هي يسكن في المنطقة 8 عائلات في ثمانية مساكن هم المتضررون بالدرجة الأولى بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من تلك المياه، بالإضافة إلى أنها تعتبر مصدر للكثير من الحشرات والقوارض، حيث تم خلال الأعوام الثلاثة الماضية تسجيل عدد من الانتهاكات والأضرار نتيجة ضخ المياه العادمة عبر العبارات أثناء فترة سقوط الأمطار مما أدى إلى أن وصلت تلك المياه العادمة إلى ساحات بعض المنازل في المنطقة الغربية من مدينة قلقيلية حيث يشار إلى أن بلدية قلقيلية بالتنسيق مع عدد من المنظمات الحقوقية بذلت جهودا كبيرة في إنهاء هذه الحالة إلا أن سلطات الاحتلال أخذت بالمماطلة في حل المشكلة حتى تفاقمت الحالة ووصلت إلى ما هي عليه الآن.
مدينة قلقيلية:
تقع مدينة قلقيلية غرب الضفة الغربية وتحاذي الخط الأخضر، وتبلغ المساحة الكلية 9,936.6 دونماً منها 3,727.2 دونماً مساحة البناء، ويحيط بمدينة قلقيلية جدار عزل إسرائيلي يبلغ طوله 11.6 كم، كما وهناك ما مساحته 2000 دونماً ضائعة خلف جدار العزل الإسرائيلي يمنع الوصول إليها.